النِّساء حكيّ جميل والرِّجال نشرات الأخبار!
من راحةِ النِّساء النفسيَّة أنهنّ على ما يبدو، وعلى ما تقوله الدِّراسات، لا يرغبنَ كثيرًا في مشاهدة وسماع نشراتِ الأخبار! من يلومهنّ وماذا في نشراتِ الأخبارِ من راحة؟! النِّساء حكيهنّ شهيّ، علاقات أسريَّة، عمل، أكل وموضة، سرد وروايات أخبار، وما طابَ ولذَّ من الأحاديث.
على العكس من ذلك - الكثير - من الرجال يتنفسون الاخبار، يفطرون ويتغدون ويتعشون بها ويناقشونها في المجالس مع الأصدقاء!
في نشراتِ الأخبار الكثير من الأخطارِ على الصحَّة، فبعدما كان التلفازُ مصدرًا للترفيه والرَّاحة ومشاهدة المناظر الجميلة والمسلسلات الرَّائعة، انقلبَ رأسًا على عقب. وطوبى للنِّساء إن استطعن أن لا يُشغلن أنفسهنّ بهذا النوع من الإزعاج. سببٌ آخر لفارق العمر بين النِّساء والرِّجال تظنون؟ لعله كذلك!
تقرر الدِّراسات العلميَّة أن كثرةَ مشاهدة واستهلاك الأخبار السيِّئة يؤثر سلبًا على الصحَّة العقليَّة والنفسيَّة والبدنيَّة للمشاهد. ومؤخرًا جاءت موضة ”عاجل“ باللون الأحمر والخطّ العريض. كلمةٌ واحدة تجعلنا في حالةِ ترقب، فيا ترى ماذا في ”العاجل“ من جديد غير ما كان في ”عاجل“ الأمس؟!
في نشراتِ الأخبار الكثير من الكآبة، إن كانت حربًا لا تستطيع أن توقفها، وإن كانت نزاعًا لا تستطيع أن تكون إلَّا طرفًا غير نافعٍ فيه، وإن كانت خلافًا لا تستطيع أن تكون مصلحًا فيه؟ ولأنك إنسان يفرح لفرح غيره ويتوجع لوجع غيره ولا تستطيع أن تفعل شيئًا تَشحن داخلكَ بالسلبيَّات خبرًا بعد خبر ونشرةً بعد أخرى؟
على هذا لا يُنقص من علمِ وثقافة النِّساء ما يفوتهنّ في تلك النشرات، تبقى الضغوطُ النفسيَّة أقل، وعلينا نحن الرِّجال أن نعيد تدريب أنفسنا على قضاءِ وقتٍ أقلّ في مشاهدة وسماع النَّشرات الإخباريَّة. ونستبدل ذلك الوقت في قراءة كتابٍ ينفع أو مشاهدة مادَّة أكثر ثراءً وإيجابيَّة، أو في عملٍ يعود علينا بفائدة.
الاخبار تلاحقنا، تلفاز.. راديو.. هاتف محمول.. مواقع إخبارية وصحف.. ومقاطع مبثوثة، تسرق الوقت وتشحن العاطفة. وكأنّ هذا لا يكفي، بعض الاصدقاء يرسلون الكثير منها أيضًا، من أجل الثَّقافة والمعرفة! اطمئنّ يا صديقي:
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلًا ** وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
ما تحتاجه سوف تعرفه عاجلًا أم آجلًا، وكما يقال في المثلِ الشعبيّ: الخبر اليوم له قيمة، وغدًا تشتريه مجانًا.
فائدةٌ من فوائد شهر رمضان المبارك - بعد أيَّام - أننا نأخذ وقتًا أطول في قراءة القرآن والزِّيارات الاجتماعيَّة وغير ذلكَ من الأعمالِ النَّافعة ومجالس الذكر، ما يبعث في النَّفس السَّكينة ويخفف من كثافة الأخبارِ السلبيَّة ﴿أَلَا بِذِكْرِ آللَّهِ تَطْمَئِنُّ آلْقُلُوبُ﴾.