مادة الفكر هي مادة التجربة – ترجمة عدنان أحمد الحاجي
The Stuff of Thought Is the Stuff of Experience
(المصدر: كلية الطب في ويسكونسن – Medical College of Wisconsin)
ملخص: المعرفة المفاهيمية مرتبطة بالمعلومات الإدراكية الحسية والتجريبية.
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب في ويسكونسن (MCW) عن أحجية كيف نعرف ما نعرفه، وكشفت أن المعرفة المفاهيمية مرتبطة بالإدراك الحسي للمعلومات (المعلومات الحسية، 1) والمعلومات التجريبية.
الشكل: اعتمد التحليل على درجة التشابه بين معاني الكلمات المتوقعة وفقًا لكل نوع من أنواع المعلومات. الصورة في المجال العام
“دراستنا تتناول مسألة كيف تتعلق أفكارنا بالعالم المادي الذي نحس به بحواسنا” ، كما قال الدكتور ليوناردو فرناندينو (Leonardo Fernandino)، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب والهندسة الطبية الحيوية في (MCW).
“لقد عملنا على معرفة مقدار كل نوع من أنواع المعلومات، بما في ذلك المعلومات الفئوية [البيانات التي تكون عبارة عن فئات. وتكون فيها البيانات عبارة عن مجموعة واضحة ومحددة من البيانات] وتداعي الكلمات [أي إذا ذكرت كلمة تداعت الكلمة الثانية] والمعلومات الحسية [أي المعلومات التي تصل الى الدماغ عبر الحواس]، المشفرة في التمثيلات العصبية [أي النموذج الدماغي لما هو موجود في الخارج] لمفاهيم الكلمات”. [المترجم: مفهوم الكلمات يرجع الى قدرة القارئ على مطابقة الكلمات المنطوقة بالكلمات المكتوبة أثناء القراءة. الطلاب الذين لديهم مفهوم الكلمة يفهمون أن كل كلمة منفصلة عن الأخرى ، وأن الكلمات منفصلة عن بعضها داخل كل جملة، 2]
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) ، قاس الدكتور فرناندينو وفريقه النشاط العصبي في أنحاء الدماغ بينما كان المشاركون في التجربة يقرأون مئات الكلمات المختلفة المعروضة على شاشة أمامهم. كل كلمة أصدرت نمط تنشيط فريدًا من نوعه في دماغ المشارك.
تحليل التشابه التمثيلي. خريطة تنشيط من تحليل الرنين المغناطيسي الوظيفي لكل مفهوم عُرض في الدراسة.
بعد تحليل أنماط التنشيط العصبي هذه ، تمكن الباحثون من تحديد مدى استخدام الدماغ لأنواع مختلفة من المعلومات كميًا لتمثيل معنى الكلمات. على وجه التحديد، قام الباحثون بتقييم مقدار المعلومات المتعلقة بالفئات الطبيعية أو تداعي الكلمات أو التجربة الحسية المنخرطة في تمثيل الدماغ لمعنى الكلمات.
اعتمد التحليل على درجة التشابه بين معاني الكلمات المتوقعة وفقًا لكل نوع من أنواع المعلومات.
كمثال ، “الفودكا” و “النتروغليسرين” سائلان متشابهان جدًا وفقًا لمظهرهما الخارجي بالنسبة لحاستي البصر والشم، نظرًا لأن كليهما سائل صافٍ وعديم الرائحة، لكننا نعتقد أنهما ينتميان إلى فئتين مختلفتين تمامًا – واحد ينتمي إلى المشروبات والثاني إلى المتفجرات، على التوالي، كما قال الدكتور فرناندينو.
استُخدمت النمذجة الحاسوبية للتنبؤ بدرجة التشابه بين معاني الكلمات وفقًا لكل نوع من المعلومات، وقورنت هذه التنبؤات بأوجه التشابه بين أنماط التنشيط العصبي المقابل لكل معنى كلمة.
ما وجدناه هو أن كل نوع من هذه الأنواع من المعلومات قد يبدو وكأنه مشفر في التمثيل العصبي لمفاهيم الكلمات عند تحليله على حدة ؛ ومع ذلك، عندما أخذنا في الاعتبار الطريقة التي تتداخل بها تنبؤات التشابه مع بعضها البعض، أثبتت بياناتنا أن المعلومات التجريبية كانت هي النوع الوحيد الذي تنبأ بأوجه التشابه بين أنماط التنشيط بشكل مستقل.
لم تتنبأ الأنواع الأخرى من المعلومات إلا بأوجه التشابه بين أنماط التنشيط العصبي في الدماغ إلى الحد الذي تطابقت فيه تنبؤاتها مع تنبؤات النماذج التجريبية ، كما قال الدكتور فرناندينو.
هذا التأكيد التجريبي على أن التجارب والمعلومات الحسية هي مفتاح المعرفة المفاهيمية أمر رائد (خارق) في موضوع البحث الذي لا زال تحت الدراسة منذ القرن الخامس قبل الميلاد.
“كان هذا موضوع نقاش طويل الأمد في الفلسفة وعلم النفس يمكن إرجاعه إلى الفيلسوفين اليونانيين القديمين أفلاطون وأرسطو”.
جادل أفلاطون بأن البشر يولدون بأفكار فطرية، وهي قوالب ذهنية لجميع أنواع الأشياء التي نتمكن من تسميتها أو التعرف عليها. بينما أرسطو جادل بأن الفئات العقلية / الذهنية لم تكن موجودة منذ الولادة ولكن اُكتسبت من التجارب.
في الوقت الحاضر، لا يزال الباحثون منقسمين فيما يتعلق بهذين المنظورين. يعتقد البعض أن الفئات المفاهيمية تُمثَل في الدماغ بشكل “رمزي” وليس من التجارب الحسية المكتسبة. ما لم يتم دراسة المعرفة المفاهيمية بشكل أكثر وأعمق باستخدام التطورات العلمية الحديثة ، فسيظل البحث الذي أجراه الدكتور فرناندينو والفريق في (MCW) المفتاح المهم في تقديم دليل ملموس [على أن الفئات المفاهيمية تُمثَل في الدماغ بشكل “رمزي” وليس من التجارب الحسية المكتسبة].
نشرت الدراسة في محلة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم (PNAS، انظر 3).
مصادر من داخل وخارج النص:
1- “الإدراك الحسي هو تنظيم المعلومات الحسية وتحديدها وتفسيرها من أجل تمثيل وفهم المعلومات أو البيئة المقدمة” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/إدراك_حسي
2- https://www.readingrockets.org/strat...oncept_of_word
3- https://www.pnas.org/doi/abs/10.1073/pnas.2108091119
المصدر الرئيس:
https://neurosciencenews.com/concept...erience-20134/
الأستاذ عدنان أحمد الحاجي