النهّام السنونة متأثرًا.. ”النهمة واليامال“ نحو الاندثار لانعدام الدعم ”فيديو“
إنتصار آل تريك، تصوير: هاشم الفلفل - القطيف 9 / 3 / 2022م - 6:55 م
أحلامٌ وتطلعات كبيرة تثقل كاهل النهّام محمد علي السنونة من بلدة الربيعية بمحافظة القطيف بأن يُحافظ على ما تبقى من فن ”اليامال“ من الاندثار ونقله للأجيال القادمة.
و”النهّام“ بمعنى المنشد على ظهر السفينة أثناء رحلة الغوص لاستخراج اللؤلؤ.
ويذكر السنونة أو كما يُلقب ب ”نهام المملكة“ بأن صاحب فن ”النهمة“ لا بد أن يمتلك صوتًا شجًا لتسلية البحارة ومواكبة مزاجهم أثناء الرحلة الممتدة لأكثر من أربعة أشهر وأن يكون ملما بالمقامات الصوتية.
وفي حوار للنهام ”أبو مصطفى“ مع ”جهينة الإخبارية“ قال عن بداياته بأنه اكتشف موهبته عن طريق الصدفة أثناء رحلة بحرية لصيد السمك، مشيرا إلى أن زملاءه البحارة أعجبوا بصوته وأداءه واقترحوا عليه أن يزاول فنّ ”اليامال“.
وأثناء حوارنا معه طالما شنّف أسماعنا بين حين وآخر بمواويل شعبية مستعرضا فنون الموال واليامال زأنواعه وسط اهتمام الحاضرين في اللقاء المصور.
ويقول السنونة إنه أدرك منذ البداية كم أن ”اللون البحري“ محبب للكثيرين بأنواعه الفرائحية والحزينة والحماسية لما فيه من إشاعة الاطمئنان في النفوس.
السنونة وقد تغيرت نبرات صوته أثناء الحديث قال متأثرا ”النهمة واليامال في طريقها للاندثار لانعدام التشجيع والدعم“.
وتمالك نفسه ليعبر عن مطالبه بقوله ”أنا لا أبحث عن المادة بقدر ما أسعى للحفاظ على هذا التراث الجميل الذي شاركت في إحياءه بمختلف مدن المملكة والخليج“.
ولفت إلى تعلمه من نهامي الخليج واكتسابه الكثير في هذا الفن. وأشار إلى جملة من النّهامين في المنطقة وأبرزهم في دار المهنا بدارين وأبو حسنالعوجان من تاروت إلى جانب الشاعر عيسى المحسن من تاروت.
وطالب السنونة بوجود بمؤسسة داعمة لأصحاب الفن والحرفيين ترعاهم وتدعمهم لافتا إلى التكاليف التي يتكبدها في سبيل إصدار الفيديو كليبات بالنظر لتكاليف المونتاج، قائلا ”هنالك من يسمعنا الكلام الطيب والإعجاب ولكن لا يصلنا أي دعم“.
وأكد بأن النهامين يحتاجون لأن يكونوا تابعين لجهات رسمية تدعمهم معنويا وماديا تحقيقا لرؤية 2030 في جانبها الفني والتراثي خاصة في ظل الانفتاح الراهن.
وختم حديثه داعيا بالحاج إلى أهمية تأسيس معهد لتدريب أجيال قادمة لحفظ تراث ”اليامال والفن الجميل“، قائلًا ”نريد أن يكون لدينا فصولًا ندرب فيها ونخدم هذا الوطن الحبيب“