هل الحيوانات تشعر بالوقت مثلنا ؟
- تُشير بعض الدراسات إلى أن الوقت بالنسبة لبعض الأنواع الحية ليس هو نفسه بالنسبة لنا نحن البشر .
في الواقع فإن الذبابة مثلاً يمكنها أن تتهرب من الصفعات والضربات لأنها تشعر بالوقت بشكل أبطء بكثير مما نفعل .
يميل العلماء إلى افتراض أن الوقت هو نفسه بالنسبة إلى الجميع ، ولكن وفقاً للبحوث المنشورة في مجلة Animal Behavior ، فإن الوقت سرعاته مختلفة بالنسبة للأنواع المختلفة ؛ وجدت الدراسة أن الحيوانات الصغيرة جسدياً ذات معدلات الأيض السريعة - سواء كانت ذباب المنزل أو طائر الطنان - فإن تلك الكائنات تدرك الكثير من المعلومات خلال الوحدة الزمنية ، مما يعني أنها تدرك الوقت بشكل أبطأ من الحيوانات ذات الأجسام الكبيرة ذات الأيض الأبطأ ، بما في ذلك البشر ، فإذا ما عُدنا إلى الذبابة فسنجد أنها لديها قدرة على مراقبة الحركة على جداول زمنية أدق مما يمكن أن تدركه أعيننا
إذا كان ما قرأته الآن يذكرك بفيلم خيال علمي معين قد شاهدته عام 1999 ، فأنت قد فهمت ما سبق ، نعم .. فحالة الذبابة هنا تشبه ذلك المشهد من فيلم المصفوفة The Matrix عندما استطاع بطل الفيلم أن يتجنب الرصاص القادم في اتجاهه .
ويُشير العلماء أيضاً إلى أن هناك تبايناً داخل الأنواع نفسها بالنسبة إلى إدراك الوقت ، فمثلاً بعض الرياضيين من البشر يمكنهم تعزيز قدرة أعينهم على متابعة الكرة المتحركة اثناء المنافسة عالية السرعة .
وفي البرية - نجد أن هذه الخاصية تعتمد عليها كثير من الحيوانات الصغيرة للبقاء على قيد الحياة يومياً ، مما يساعدها على البقاء متقدمة دائماً بخطوة على الحيوانات المفترسة .
يلاحظ الباحثون ايضاً أن إدراك الوقت يتغير مع تقدم العمر ، وربما هذا يساعد في تفسير كيف أن الوقت يتحرك ببطء أكبر بالنسبة للأطفال أكثر من البالغين .
قام العلماء بتجربة معينة لمعرفة مدى اختلاف الحيوانات في إدراك الوقت عن طريق الأضواء الوامضة ، ولإثبات أن إدراك الوقت يعتمد بشكل أساسي على سرعة معالجة الجهاز العصبي للمعلومات الواردة إليه ، فقام الباحثون بتسليط ضوء فلاش متقطع بسرعات معينة على أنواع من الحيوانات حتى يصل إلى سرعة يراه فيها الحيوان بشكل ثابت من دون وميض , وشملت التجربة أكثر من 30 نوعًا مختلفًا من الحيوانات، تتراوح من القوارض والحمام والسحالي إلى الكلاب والقطط والسلاحف البحرية الجلدية ، فوجدوا أن الحيوانات التي ميزت الوميض عند الترددات العالية كانت هي الأقدر على إدراك الوقت بشكل أبطء وأكثر دقة ، ووجد الباحثون أن الوقت يمر بسرعة نسبية بالنسبة للمجموعة ذات الأجسام الكبيرة ، بينما بدا أن الحيوانات الصغيرة تدرك الوميض بشكل ابطء عند الترددات العالية ، أي أنها تدرك الحركة بشكل أدق ، كما يمكن أن تتخذ قرارات جيدة بسرعات كبيرة .
ويعتقد العلماء ايضاً وفقاً لهذه الخاصية أن الحيوانات تستخدم اختلافها في إدراك الوقت لإرسال إشارات سرية لبعضها البعض ، فالعديد من الانواع مثل اليراعات وبعض الحيوانات في أعماق البحار ، تتواصل عبر الأضواء الساطعة ، بطريقة قد لا تتمكن الأنواع المفترسة الكبيرة من فك تشفير هذه الأشارات إذا لم يكن نظامها المرئي سريعاً بما يكفي ، مما يمنح لتلك الحيوانات الصغيرة قنوات اتصال سرية .
على الرغم من وجود دراسات عديدة عن هذا الشان ، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية استخدام الحيوانات لمهاراتها الذاتية بالضبط ، ولكن وفقًا لما قاله عالم الأحياء بجامعة إدنبره لوك ماكنالي ، الذي عمل أيضًا في الدراسة ، فإن النتائج الجديدة تشير إلى جوانب من الحياة الحيوانية التي قد تكون غير مرئية لأعيننا.