الرواق الأعمى – اسماعيل هجلس
“القوس” أو “الرواق الأعمى” أو ما يسمى “الكاذب” أو “المغلق”.
إذا تأملنا العمارة المحلية التقليدية وخصوصاً التاريخية ، سنتوقف على بعض التفاصيل المعمارية ، وإن كانت في الوهلة الأولى واضحة المعالم سواء في المساحة أو العدد أو الموقع أو قيمتها الجمالية والنفعية ، وليس من السهل فهمها ، ولكي نتمكن من استنطاقها وقراءتها ( الرمزية والنفعية والجمالية ) ، علينا مراعاة التالي:
أولاً: – كثرة الاطلاع والقراءة، واستيعاب وفهم ومعرفة القاموس الخاص بالمصطلحات المعمارية بشكل عام ( التقليدية والحديثة).
ثانياً – تكرار الزيارة لهذه المباني التقليدية والتجول فيها.
ثالثاً – أخذ الصور الفوتغرافية وتسجيل القياسات وتحديد موقعها ووضع الرسومات الأولية ، وتحليل رموزها المعمارية.
رابعاً – استشارة المتخصصين.

هذه الإجراءات والخطوات العملية الأولية تساعد على فهم الكثير مما نشاهده من تفاصيل معمارية ويجعلنا أكثر قرباً لها وفهماً لمحتواها ومعرفة لتفاصيلها ، وستنشط حواسنا وذاكرتنا و تفكيرنا! وكلما كانت الاستفسارات كثيرة وأكثر دقة، سنجد أنفسنا أمام كنوز معمارية! وبإمكان أي زائر أو مطلع ، مشاهدتها وقرائتها (قوس قمري ( گمري) أو مدبب ( لوزي) ملاصق للجدار!
وحديثنا حول جزء بسيط من هذه التفاصيل!
وهي الممرات والأقواس الملاصقة للجدران الغير نافذة.
طيب ليش مسوينها هنا وهكذا وبهذه الطريقة!
ولماذا فوق؟ … بالأعلى بالقرب من السقف؟
ويش وظيفتها! … وما اسمها؟
لنتعرف على هذا الجزء من العمارة التقليدية؟

وذلك من خلال الصور والبحث في المواقع المعمارية المتخصصة ، والذي يطلق عليه في الغالب القوس الأعمى أو الكاذب وبعض المواقع يسميه المغلق ، ويعُرّف بأنه:
قوس مملوء ( بالحجر والجص والطين ) لذا لا يمكن أن يعمل كنافذة أو باب أو ممر ، وهذا شائع كعلاجات زخرفية ( توازن) لسطح الجدار ، وهذا ما نشاهده في بعض مباني القطيف التاريخية كبيت الدعلوج والطريفي وخميس بن يوسف والجشي والسني والمصطفى.
وأما الرواق الأعمى أو الممر المغلق:
هو رواق يتكون من سلسلة من الأقواس ( القمرية ) غير المفتوحة فعلياً، حيث يتم إنشائها على سطح الجدران كعنصر زخرفي، التي لا تعتبر كنوافذ أو فتحات، ولكنها جزء من واجهة بعض الجدران أو كسقف مثل حمام عين أبولوزة وعين البراحة بقلعة القطيف فريق الخان ، وصممت هذه الأروقة كعنصر معماري ليس له وظيفة حاملة ، ويتكون الرواق الأعمى عادة من قوس واحد أو سلسلة من الأقواس ، وتعتبر الممرات العمياء ميزة زخرفية شائعة في بعض المباني (وقد) تكون في الأصل أقواس مفتوحة وتم حشوها لاحقًا ، بمعنى آخر أن الأقواس ليست نوافذ أو فتحات ولكن هي جزء من البناء و تم تصميمه كعنصر معماري زخرفي جمالي مكمل ولخلق التوازن داخل وخارج المبنى.


المؤرخ اسماعيل هجلس