2013-March -1
مانينغ أقر بـ 10 تهم في أكبر واقعة تسريب وثائق تشهدها أميركا

جندي أميركي مرر معلومات لويكيليكس لفضح "دموية" جيش البنتاغون

أقر برادلي مانينغ، الجندي الأميركي المتهم بتسريب برقيات دبلوماسية

ايلاف
شبه الجندي الأميركي برادلي مانينغ تصرفات بعض أفراد جيش بلاده في مجال التعذيب والدموية بأنها مثل "طفل يعذب نملة بعدسة مكبرة".


قر برادلي مانينغ، الجندي الأميركي المتهم بتسريب برقيات دبلوماسية ووثائق سرية لموقع ويكيليكس، بذنبه فيما يتعلق بأنه أساء استخدام المواد السرية، لكنه حرص على نفي التهمة الأكثر خطورة في تلك القضية وهي المتعلقة بمساعدة العدو.
واعترف مانينغ بـ 10 من أصل 22 تهمة تم توجيهها إليه في تلك الواقعة التي شهدت أكبر تسريب للأسرار الحكومية في تاريخ الولايات المتحدة. وقال الجندي في شهادته وهو يرتدي زياً عسكرياً كاملاً :" أعتقد أنه إذا أتيح للجمهور إمكانية الوصول للمعلومات، فقد يثار نقاش داخلي بشأن دور الجيش والسياسية الخارجية بشكل عام".
وعبّر مانينغ، 25 عاماً، عن شعوره بالارتياح عقب رفعه أول دفعة من الوثائق السرية، بينما كان يقرأ من بيان مكون من 35 صفحة، وهو ملتزم مكانه إلى جوار محاميه.
وأكمل مانينغ شهادته التي استمرت لأكثر من ساعة بعد أن أقسم " شعرت بأني أنجزت ثمة شيء سيسمح لي بأن أكون مرتاح الضمير". كما أوضح أنه أصيب بذهول حين شاهد ذلك المقطع الذي يعود تاريخه إلى العام 2007 ويُظهر الهجوم الذي شنته مروحية أميركية، وأسفر عن مقتل 11 رجلاً، من بينهم مصور تابع لوكالة رويترز.
وخلص البنتاغون بعدها إلى أن القوات اعتقدت عن طريق الخطأ أن معدات التصوير عبارة عن أسلحة. وهنا عاود مانينغ ليقول " الجانب الأكثر إزعاجاً في المقطع بالنسبة لي هو الرغبة المبتهجة على ما يبدو في سفك الدماء لدى طاقم الطائرة. وقد شعرت بأن تصرفات الجنود تشبه تصرفات طفل يعذب نمل بعدسة مكبرة".
أما بالنسبة لبرقيات وزارة الخارجية الأميركية، فأشار إلى أنها توثق صفقات مستترة ونشاط إجرامي لا يعكس من يوصف بزعيم العالم الحر، وأضاف " أعتقد أن تلك البرقيات تشكل مثالاً ساطعاً على الحاجة إلى دبلوماسية أكثر انفتاحاً. ورأيت أن تلك البرقيات لن تضر بالولايات المتحدة. لكني رأيت أن تلك البرقيات ستكون مثيرة للإحراج".
وأفادت شهادة لمراسل من داخل قاعة المحكمة عبر تغريدة له من موقع التدوين المصغر تويتر بأن مانينغ كشف كذلك عن أنه حاول أولاً إرسال وثائقه السرية إلى إصدارات منها النيويورك تايمز وواشنطن بوست وبوليتيكو قبل أن يتحول إلى ويكيليكس.
وقال هذا المراسل ويدعى كيفن غوسزتولا في تغريدته " اتصل برادلي مانينغ بالنيويورك تايمز وترك للمسؤولين هناك رسالة كانت في غاية الأهمية. وكان لديه معلومات. وترك عنوان البريد الإلكتروني والاسكاي بي. لكن لم يرد عليه أحد من الصحيفة".
وبحسب تقرير خاص بصحيفة النيويورك تايمز، فقد أوضح مانينغ أنه حاول الاتصال برقم يخص مكتب الصحيفة، وترك رسالة للمحرر العام الذي لا يعتبر جزءً من صالة التحرير.
وخلال جلسة الاستماع، سعى محامي مانينغ لإبعاد التهمة الأكثر خطورة في القضية عن موكله، وهي المتعلقة بمساعدة العدو. وقال مانينغ نفسه " لم يضغط عليّ أحد من ويكيليكس لكي أقوم بإرسال مزيد من المعلومات". وجدير بالذكر أن هذا الجندي، المحبوس في قاعدة كوانتيكو البحرية في ولاية فرجينيا منذ أكثر من ألف يوم، قد يواجه عقوبة الحبس مدى الحياة إذا أدين بتلك التهمة. وبخصوص التهم العشر التي أقر بها بخصوص إساءة استخدامه للمعلومات السرية أمام القاضي العسكري العقيد دينيس ليند، فإنه قد يواجه عقوبة قصوى تصل إلى 20 عاماً في السجن.
وبموجب حكم أصدره ليند الشهر الماضي، فإنه سيتم تقليل أي عقوبة تصدر ضد مانينغ بمقدار 112 يوم لتعويضه عن المعاملة شديدة القسوة التي تعرض لها خلال فترة احتجازه.
وكان مانينغ، وهو محلل استخباراتي بالجيش، قد تم إلقاء القبض عليه في أيار/ مايو عام 2011، بينما كان يخدم في العراق، وتم اتهامه بتحميل آلاف الوثائق الاستخباراتية والبرقيات الدبلوماسية والمقاطع المصورة لعمليات قتالية وتمريرها لموقع ويكيليكس
وبدأ الموقع في إماطة النقاب عن أسرار تخص الحكومة الأميركية في نفس العام، وهو ما أذهل دبلوماسيين حول العالم وأثار غضب مسؤولين أميركيين أوضحوا أن الضرر الذي لحق بالأمن القومي جراء التسريبات قد عرَّض حياة مواطنين أميركيين للخطر. وحرص ويكيليكس على عدم نفي أو تأكيد ما إن كان مانينغ هو مصدر المعلومات.