وجد الإنسان لإعمار الأرض وتحويلها إلى جنة وما هو للدمار والخراب بإسم أي دين.
والأديان في جوهرها لتعمير النفوس والعقول والقلوب والأرواح ولتأمين أسباب السعادة الإنسانية فوق التراب.
ولا يوجد دين لا يدعو للمحبة والألفة البشرية في جوهر مبادئه وأسسه ومنطلقاته
فالأديان تدّعي أنها ينابيع خير وفضيلة وبناء صالح للخلق أجمعين
وهذه حقائق مسطورة ولا يُعمل بها وإنما بما يُعارضها فتحول البشر إلى كتلة عدوانية ضد ما حوله
وغرق في أنانيته ونزقه الفتاك وإمتطى الدين لتأمين رغباته الشيطانية
ووجد في الدين أغراضه وما يساهم في تعزيز سلوكه المنحرف
فراح يستخرج ما يريد لتطوير سلوكه العدواني على الموجودات
ولهذا تجد في كل دين جماعات تسعى بإسمه لقتل أهل الدين بالدين
ولتخريب أرض الدين بالدين وبالدين أيا كان تم قتل الملايين تلو الملايين.
والعجيب أن المنتمي لأي دين أشد عدوانا على إبن دينه من أي عدو خارج الدين.
وعندما نأتي إلى العمران نجد بعض الطروحات العدوانية وفحواها أن العمران إلهاء بالدنيا وإبتعاد عن الدين
ويهتم بالمظاهر الزائفة لدغدغة العواطف وتأجيج المشاعر وحشد الأهواء بالأضاليل ومنطلقات البهتان.
ولا بد من القول أن العمران دين وبدون العمران لا قيمة لأي دين
فالدمار والخراب لا يمت بصلة لدين الرحمة والإنسانية القويم
الدين سلوك وأروع ما يعبر عنه هو العمران بأنواع
فعمّروا عقولكم ونفوسكم وقلوبكم وأرواحكم ومدنكم وبلدانكم لتكونوا أصحاب دين
إن الدمار والضلال والإمتهان وسواس أهواء ورغبات وتعبير عن إرادات شيطان مكين.
فاستفيقوا من هلاوس الخراب وهذياناته فنكد الدنيا مقدمة لنكد الآخرة لو كنتم تعقلون!!