الحيرة بين الحب والكراهية
من صفات حقبتنا الحاضرة، مع التقدم التكنلوجي في التواصل الاجتماعي وتناقل المعلومات، وقوع أغلبنا في ”الحيرة بين الحب والكراهية“ تجاه الغير. الحب والكراهية هنا بمعنى الميل للحب أو الميل للكره. قد يبات الفرد ليلاً ويصحى فجراً بين حب وكراهية لذات الشخص أو لنفس الجهة. فبينما يمجد العالم أمريكا صباحاً أو يستعديها مساءً يدور المرء بين الحب والكراهية تجاهها. وفي أحداث أوكرانيا حالياً نجد العالم يُشيطن روسيا تارة، ويمجدها أخرى، يُشيطن أمريكا مرة ويمجدها أخرى. ودائماً هناك حقائق وحقائق مضادة.
أمسى العالم اليوم، بفضل الإنترنت، عالم تفاعلي، فبسهولة وسرعة يمكنك الحصول على المعلومة، وبسهولة وسرعة يمكنك أيضاً نشر المعلومة، بغض النظر عن نوع وصحة المعلومة المراد تحصيلها أو طبيعة وخطأ المعلومة المراد نشرها. لذا هو عالم مليء بالحقيقة والحقيقة المضادة، لأن الكل يستقبل والكل يبث. هي ديمقراطية ناعمة ومخيفة، قد تأكل هويات وربما ترفع أخرى. ترفع أشخاصاً لدرجة محبتهم وتُذل أشخاصاً لدرجة كراهيتهم. بل حتى علاقات الحب الثنائية تتعرض، في ظل التقنيات المتقدمة، لهزات وارتباكات كثيرة، وقد تعرضنا لبعضها في مقالات سابقة.
يصبح المرء، الخالي من الثوابت المعرفية، في حيرة من أمره أمام الحقائق والحقائق المضادة، لذا تكون مشاعره أقرب للحياد إن كان المرء محظوظاً، وإلا فمن الممكن أن يتنقل المرء بين الحب والكراهية بين ليلة وضحاها. لماذا؟. لغياب الثوابت العاطفية والفكرية والروحية في وجدان وعقل وقلب الفرد. لا سيما ونحن نعاصر صعود نجوم التوافه والهيافة والتفاهة كما يُطلق البعض عليهم. ناهيك عما يسببه كل ذلك من ارتباكات عاطفية واضطرابات فكرية وضلالات نفسية وروحية. حينها، لا غرابة أن يعيش بعضنا حيرة في الموقف والسلوك بين الحب والكراهية لهذا الشخص أو لتلك الجهة.
لذلك من أهم وسائل الخروج من الحيرة هي وسيلة تنمية العقل وتشغيل الفكر. في المقطعين المرفقين إفادة من زوايا مكملة للموضوع، مع بعض التحفظ: الاعتدال مطلوب إلا في استعمال العقل: