ما بيني وبين نفسي
ومنذ زمن طويل أدركت بأنني تائهه
ضائعة ..حائرة .. ما بيني وبين نفسي .. لم يعد عقلي الصغير يستوعب ما بين الحقيقة والكذب .. الحب والكراهية .. الوفاء والخيانة .. الحق والباطل ... ولم اعد اعرف ما الفرق بين الحياة والموت ... اشتاق إلى الطفولة حين أخاف من جهنم اذا كذبت ... وابتسم حزناً حين أشاهد الحقيقة أصبحت بين أيدي الواعظين لعبة وكذبة يتلاعبون بها حسب رغباتهم وأهواهم وميولهم .... وأرجع أضحك بأعلى الصوت ... يا ترى اخرج من ذاتي وأشتاق الى قلبي قبل ان تحاصره الكراهية .... قبل لا يشاهد كيف تقاد الأطفال والنساء بأيدي وأرجل مقيدة ... تباع في الأسواق مثل الماشية ... يمتلئ قلبي بالحزن والبكاء ... يا ترى اخرج مثل الدموع من ذاتي اشتاق إلى ضميري حين خانه التعبير .. خانه الموقف ... تلك التعابير التي غلافها الوفاء .. بدأ الخوف من هنا .. وارتعش الجسم خوفا .. وياليتني اخرج من ذاتي .. واشتاق الى معتقداتي ومبادئي بعد ما سارت مع الباطل حفاظاً على نفسي ....
هنا ... شعرت بفقدان نفسي والحديث معها .. ولكن لا تحرك ساكنة شفتاي ... صرخت خوفاً ان أصبح صماء ... وكيف أقفز بين تلك الأصوات . ها ... هنا وجودي .. ولا نفع من وجودي ... حين ما أتمناه .. هو موتي قبل حياتي ...