«رومانسية الروايات».. عوالم أسطورية تمزج الحب بالموت
السير إلى الحب بخطى ثابتة، هو ما يميز بعض الروايات التي تقدم لنا الرومانسية بطرق مختلفة، تأخذنا إلى عوالم جميلة حينا، وحزينة أحيانا أخرى.
هل أنت من عشاق الروايات؟ في عيد الحب لهذا العام سنستعرض معًأ أجمل الروايات الرومانسية التي ستنقلك إلى عالم مليء بالحب والمغامرات، فمن قصة شاعر عاشق يغادر بلاده بحثًا عن مهر محبوبته، إلى فتاة مثقفة تعيش قصة حب في العالم الافتراضي، إلى صديقات يقدمن الحب في عالم موجع تغلفه الحروب، وصولًا إلى عاشقين يؤجلان حياتهما لأجل حب ضائع، نطالع 4 روايات عربية في “يوم الحب”.
الارتحال عشقًا
رواية لا تعذليه
من بغداد إلى قرطبة مرورًا بحلب ودمشق ومصر وسبته والقيروان وأشبيلية، يأخذنا الكاتب الإماراتي عوض بن حاسوم الدرمكي في روايته “لا تعذليه”، لنتعرف على رحلة حياة الشاعر “ابن زريق”، أحد شعراء العصر العباسي، الذي مات تاركًا قصيدة وحيدة بعنوان “لا تعذليه”.
رواية تاريخية تدور أحداثها في القرن الخامس الهجري. يسافر ابن الزريق وصديقه الوفي “جراح”، إلى قرطبة من أجل مدح أميرها، والحصول على أموال مهرًا لحبيبته وابنة عمه “سولاف”. نعيش قصة الشاعر ابن زريق البغدادي، ونتعرف أكثر على حياته، ونعيش لحظات كتابته لأشعاره ما يجعلنا نتعاطف معه بشكل غير مسبوق، ونتعرف على حبيبته التي ذاق بسببها مرار الحب، فقال لها “لا تعذليه إن العذل يولعه”.
تغرقنا الرواية في التفاصيل الجميله لبلاد الشام والمدن التي مر بها الأبطال في ترحالهم، والمواقف التي اعترضتهم وصولاً للاندلس، فترى ألوان البضائع في الأسواق، وتستشعر البرد في الليل، وتشتم رائحة الطعام الشهي، تسمع أصوات ناسها، وتشاهد براعة العمارة وتخطيط المدن، كل ذلك داخل إطار قصة حب رقيقة، تجعل عاشقًا يترك أرضه بحثًا عما يجعله جديرًا بقلب من يحب.
رواية المحبوبات
رواية المحبوبات
تتحدث رواية “المحبوبات” للكاتبة العراقية عالية ممدوح، عن علاقة “نادر” بوالدته “سهيلة”، وعلاقة الأخيرة بصديقاتها المختلفات بالجنسية والدين والعمر والميول، وقوة هذه الصداقات التي تساعدهن على إكمال الحياة بصعوباته.
“المحبوبات” هن صديقات البطلة “سهيلة”، الممثلة المسرحية العراقية المقيمة في باريس، التي تدخل في نوبة مرضية، فترسل صديقاتها إلى إبنها الوحيد ليأتي إليها، وكلهن أمل في شفائها من غيبوبتها عند إحساسها بوجوده. الرواية التي فازت بجائزة نجيب محفوظ عام 2004، تتحدث عن إمكانية تجاوز المحن في عالم بشع وموجع، وعن إمكانية استعادة البشر لإنسانيتهم، وإمكانية الصمود والمقاومة أمام قوى ساحقة وموت معنوي.
الموت الممتزج بالحب
الباحثة بجامعة بغداد، الدكتورة مها فاروق الهنداوي، تقول إن “المحبوبات”، رواية عن الروابط الأنثوية التي تؤثر في بقاء البطلة على قيد الحياة، في منفاها الباريسي، وهي تعاني غيبوبة، سببتها لها جلطة دماغية صبيحة قصف العراق، من قبل قوات التحالف في حرب الخليج الأولى.
تملأ الكاتبة روايتها بالعلامات التي تقودنا كل واحدة منها إلى نوع مختلف من الموت الذي يمتزج دائما بالحب، وتذهب نحو مناطق غائرة في تاريخ الذات العراقية، المثقلة بانكساراتها وأوجاعها ومنافيها، كما يقول الناقد محمد برادة، لتروي سيرة العذاب والبحث عن معنى خارج حالة الخراب والموت والقهر. وتقول هيلين سيكسو في مقدمة الطبعة الأمريكية للرواية، إن كل ما روته المؤلفة هو عن حالة القلق والتهديد والخذلان والقرف من هذا العصر، وبرغم ذلك فإن الشخصيات يظهرون كمنتصرين وملتصقين عاطفيًا بالوجود.
الهروب إلى الحب
الكاتب واسيني الأعرج
كيف يتم الهروب إلى الحب بطرق مختلفة؟ هذا ما تتناوله رواية “مملكة الفراشة”، للكاتب الجزائري واسيني الأعرج، التي تعالج إشكالية الحب والحرب. تدور الرواية حول عائلة تقع ضحية ما ينجم عن الحروب الأهلية حتى بعد توقفها، الأب يعمل في صيدلية يضطر إلى مغادرتها بسبب التلاعب بالأدوية والمتاجرة بأعضاء المرضى. وينتهي أمره بالموت قتلاً، ما يترك أثره البالغ في عائلته.
الزوجة معلمة لغة فرنسية، تصيبها الجريمة بحالة من الخذلان تدفعها إلى الجنون والعزلة، والدخول في عالم ملتبس مع روائي ميت، بينما الابنة “ياما” تعيش حبًا افتراضيًا عبر فيسبوك مع كاتب مسرحي مشهور.. بطلة الرواية فتاة صيدلانية مثقفة إلى درجة كبيرة، مدمنة على قراءة الروايات، لاحقاً تدمن العالم الافتراضي، الذي تحول إلى مخرج أو مخبأ لدى جيل وشريحة اجتماعية واسعة من الشباب.
تنتقل الرواية إلى فضاء الأسرة، وما حدث لوالديها وأشقاءها، بسبب الحرب الأهلية، والحرب الصامتة التي تلت عشرية الحرب الأهلية في الجزائر، وما سببته من تدمير أخلاقي، كذلك تتطرق إلى الفضاءات السياسية والاجتماعية، والعديد من الظواهر الخطيرة التي انتشرت في الجزائر.
الحب والثأر والانتظار
رواية لوعة الغاوية
شخصان يكتويان بجحيم الحب ويكابدان العشق، يرهنان العمر لشقاء طويل، وكل منهما ينتظر خلاصًا من دمار وشيك، إنها رواية “لوعة الغاوية”، للكاتب السعودي عبده خال الحائز جائزة بوكر العربية.
يأخذنا عبده خال إلى عالم يمزج الأسطورة بالواقع، فيروي قصة عن الحب والثأر والانتظار… “مبخوت” رجل حالم، يحب الغناء والأطفال، يعاهد شقيقته وتوأم روحه أن يوزع الهدايا والحلوى على الصبايا أمثالها، لكنها تلقى مصرعها بالخطأ في أحد الأعراس. يحافظ على عهده معها بتوزيع الهدايا والحب على جميع الصبايا الذين يلتقيهم. يطرده الأهالي بتهمة الاعتداء على فتياتها الصغيرات. لكن الطفلة “فتون”، تقع في غرامه، فيزوجها أهلها من رجل أعمى خشية الفضيحة، فتقرر الانتقام والبحث عن مبخوت في قرى الجنوب السعودي.
يغادر القرية وينخرط مع الحوثيين في حرب صعدة، حرب يدخلها مرغمًا في أثناء محاولة تسلله إلى اليمن للبحث عن حبيبته “أنس”، ليصاب برصاصة قاتلة في كمين نصبه الحوثيون للجيش السعودي.. يرقد في المستشفى الذي تعمل فيه “فتون” التي ظلت تبحث عنه طوال حياتها. مصادفة أخيرة تنتهي بموته، فـ”القدر يصك عملته الخاصة، وعليك أن تتعامل بها وتصرفها من أجل أن تعيش”.
رد مع اقتباس