تتطلع الجماهير العراقية لعودة أسود الرافدين لأمجاد الماضي، وتجاوز الواقع المر الذي يعيشه المنتخب في الوقت الراهن.
ويأمل المنتخب العراقي في تجاوز عقبتي الإمارات وسوريا، في ختام التصفيات المؤهلة لمونديال 2022، للوصول إلى مباراة الملحق، وتكرار سيناريو "الطائف" التاريخي الذي قاده لبلوغ مونديال 1986 في المكسيك، بعدما عبر "الجيل الذهبي" المنتخب السوري، بقيادة الثلاثي عدنان درجال وحسين سعيد وأحمد راضي.
وقبل مباراتي ختام التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، يحتل منتخب العراق المركز الخامس في المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط، يليه منتخب سوريا المتذيل برصيد نقطتين، بينما يحتل الأبيض الإماراتي المركز الثالث برصيد 9 نقاط.
موقعة الطائف
أقيمت مباراة العراق وسوريا في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1985، وتبقى من أبرز صفحات التاريخ الناصع للكرة العراقية، إذ كانت مفتاح التأهل للمونديال لأول مرة.
لم تلعب تلك المواجهة في بغداد بسبب الحظر الذي فرضه الفيفا آنذاك على ملاعب العراق، فانتقلت إلى ملعب مدينة الملك فهد الرياضية في الطائف بالسعودية.
كانت مباراة الذهاب التي جرت على ملعب العباسيين في العاصمة السورية دمشق انتهت بالتعادل السلبي، فدخل العراق لقاء الطائف بأفضلية فارق الأهداف، التي كان معها الفوز بأي نتيجة في مصلحة أسود الرافدين، لتحقيق حلم المونديال.
ثلاثية عراقية
وتضاعفت مسؤولية الدفاع وقائد وحارس المنتخب العراقي رعد حمودي، لا سيما أن أي تعادل إيجابي كان سيحمل السوريين للمونديال.
وعمد جورج فييرا المدرب البرازيلي لمنتخب العراق على إشراك التشكيلة الأساسية نفسها التي لعب بها مباراة الذهاب، بقيادة رعد حمودي ورباعي الدفاع عدنان درجال وخليل محمد علاوي وكاظم مطشر، وغانم عريبي، وفي الوسط علي حسين وحارس محمد وباسل كوركيس وشاكر محمود، وأمامهم ثنائي الهجوم حسين سعيد وأحمد راضي.
وعلى الرغم من الحذر في مطلع الشوط الأول، وضع الهداف حسين سعيد المنتخب العراقي في المقدمة عند الدقيقة 28، بعد تمريرة ذكية من الجناح الأيسر علي حسين.
وبعد 4 دقائق من بداية الشوط الثاني، حول الجناح الأيمن حارس محمد كرة تلقاها شاكر محمود، الذي سدد تصويبة قوية سكنت شباك الحارس السوري مالك شكوحي (2-0).
بعد الهدفين باتت القبعات المكسيكية تلوح في الأفق، واقترب الحلم، قبل أن يعيدهم الخطأ القاتل الذي ارتكبه عدنان درجال في الدقيقة 54 لأرض الواقع، إذ لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، فحصل منتخب سوريا على ركلة جزاء نفذها أبو السل بنجاح (2-1).
وزادت حدة هجمات المنتخب السوري للتعديل الذي كان سيقودهم إلى نهائيات مونديال المكسيك، إلا أن الظهير خليل محمد علاوي نجح في اقتناص الهدف الثالث للعراق في الدقيقة 72، ليؤكد أحقية أسود الرافدين في الوصول للمكسيك، بعد رحلة شاقة لم يلعب فيها أي مباراة على أرضه!
الطريق إلى المكسيك
سجل منتخب العراق اسمه بنجاح في تاريخ كأس العالم في تلك الحقبة الخالدة رغم الظروف الصعبة التي جعلت إنجازه فريدا بين كل المتأهلين، بعدما منعه الفيفا من ميزة الأرض بحجة ظروف الحرب العراقية الإيرانية في تلك الفترة.
وستبقى أسماء نجوم أسود الرافدين الرنانة باقية للأبد لتذكر كل الأجيال التالية بأن لا مستحيل في كرة القدم وهم: رعد حمودي، عدنان درجال، سمير شاكر، خليل محمد علاوي، كاظم مطشر، علي حسين، حارس محمد، أحمد راضي، حسين سعيد، ناطق هاشم، كريم محمد علاوي، باسل كوركيس، غانم عريبي، باسم قاسم، عناد عبد، وميض منير، جمال علي، فتاح نصيف، كريم صدام، شاكر محمود، صباح عبد الحسن.