من المسؤل عن الفساد في العراق؟
من البديهي ان تنتشر بعض القيم غير السوية في المجتمعات التي تخضع للقهر الإستعماري
ولكن ما حصل في العراق يعتبر ظاهرة غير طبيعية مقارنة بالدول التي وقعت تحت نير الإستعمار الأجنبي
فقد غرق العراق بالفساد الحكومي وإمتد الى الفساد المجتمعي
فإنتشرت ظواهر غريبة بين افراد مجتمعه كالرشاوي والسلاح المنفلت والسطوة العشائرية والتزوير والجهل والأمية
وتردي الأحوال الصحية والخدمية والتربوية وغسيل الأموال وظاهرة الزنا بالمحارم والسرقات والتلوث البيئي والفقر والبطالة والجوع
وظواهر ما أنزل الله بها من سلطان بل حتى القيم الأخلاقية والعشائرية أصبحت أسخف من ان يشار اليها
فقد يكون فصل عشائري بسبب جرذ خرج من دار ودخل الى دار آخر وإنتشر الألحاد
في حكم يفترض انه اسلامي بين الشباب بشكل مريع وصارت معاجيز وسحر الأئمة مثيرة للسخرية والتهكم بين خطباء المنابر
ولا توجد ضوابط شرعية او حكومية تلجم ألسنتهم القذرة والمخالفة للعقل والأخلاق والشرع الإسلامي
ولابد من إقتحام أبواب الحقيقة للتعرف عمن يقف وراء هذه الأبواب فمن يريد فعلا ان يعالج الأمراض الإجتماعية
عليه ان يشخصها اولا، وبعدها يعالجها وربما الحقيقة في هذا الجانب تتطلب الصراحة المطلقة
والبعض كالعادة سيأخذ بالقشور ويترك اللب بسبب العنصرية والمذهبية والأهواء والميول الشخصية
ناهيك عن المستفيدين من هذه الأوضاع المأساوية ولديهم العديد من الأقلام المستأجرة والذباب الألكتروني
سيما كبار السياسيين ورجال الدين وزعماء العصابات المسلحة.