1- عَنْ أَخْطَلَ الْكَاهِلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ قَالَ :
حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لِي : اعْمَلْ خَيْراً فِي سَنَتِكَ هَذِهِ ؛ فَإِنَّ أَجَلَكَ قَدْ دَنَا . قَالَ : فَبَكَيْتُ . فَقَالَ لِي : فَمَا يُبْكِيكَ ؟ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ نَعَيْتَ إِلَيَّ نَفْسِي ! قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَبْشِرْ فَإِنَّكَ مِنْ شِيعَتِنَا وَأَنْتَ إِلَى خَيْرٍ . قَالَ أَخْطَلُ : فَمَا لَبِثَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا يَسِيراً حَتَّى مَاتَ . (البحار : ج48، ص37. عن رجال الكشّيّ.)
2- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى قَالَ :
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَلَقِيَهُ سَحَراً وَإِبْرَاهِيمُ ذَاهِبٌ إِلَى قُبَاءَ وَأَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) دَاخِلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ ! فَقُلْتُ لَبَّيْكَ . قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِلَى أَيْنَ ؟ قُلْتُ إِلَى قُبَاءَ . فَقَالَ فِي أَيِّ شَيْءٍ ؟ فَقُلْتُ إِنَّا كُنَّا نَشْتَرِي فِي كُلِّ سَنَةٍ هَذَا التَّمْرَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَشْتَرِيَ مِنْهُ مِنَ الثِّمَارِ . فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : وَقَدْ أَمِنْتُمُ الْجَرَادَ ؟ ثُمَّ دَخَلَ وَمَضَيْتُ أَنَا فَأَخْبَرْتُ أَبَا الْعِزِّ فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِي الْعَامَ نَخْلَةً ، فَمَا مَرَّتْ بِنَا خَامِسَةٌ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ جَرَاداً فَأَكَلَ عَامَّةَ مَا فِي النَّخْلِ . (البحار : ج48، ص46. عن قرب الإسناد.)
3- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى قَالَ :
وَهَبَ رَجُلٌ جَارِيَةً لِابْنِهِ فَوَلَدَتْ أَوْلَاداً فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ بَعْدَ ذَلِكَ : قَدْ كَانَ أَبُوكَ وَطِئَنِي قَبْلَ أَنْ يَهَبَنِي لَكَ . فَسُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْهَا فَقَالَ : لَا تُصَدَّقُ ، إِنَّمَا تَفِرُّ مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ . فَقِيلَ ذَلِكَ لِلْجَارِيَةِ فَقَالَتْ صَدَقَ وَاللَّهِ مَا هَرَبْتُ إِلَّا مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ . (البحار : ج48، ص46. عن قرب الإسناد ص 196.)
4- عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ :
لَمَّا دَخَلْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ ، فَلَمْ أَرَ عِنْدَهُ شَيْئاً فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ وَخِفْتُ أَنْ لَا يَكُونَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تَرَكَ خَلَفاً ! فَأَتَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَجَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَدْعُو اللَّهَ وَأَسْتَغِيثُ بِهِ ، ثُمَّ فَكَّرْتُ فَقُلْتُ أَصِيرُ إِلَى قَوْلِ الزَّنَادِقَةِ ثُمَّ فَكَّرْتُ فِيمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَرَأَيْتُ قَوْلَهُمْ يَفْسُدُ ، ثُمَّ قُلْتُ لَا بَلْ قَوْلِ الْخَوَارِجِ فَآمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَضْرِبُ بِسَيْفِي حَتَّى أَمُوتَ ، ثُمَّ فَكَّرْتَ فِي قَوْلِهِمْ وَمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ فَوَجَدْتُهُ يَفْسُدُ ، ثُمَّ قُلْتُ أَصِيرُ إِلَى الْمُرْجِئَةِ ثُمَّ فَكَّرْتُ فِيمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ فَإِذَا قَوْلُهُمْ يَفْسُدُ ، فَبَيْنَا أَنَا أُفَكِّرُ فِي نَفْسِي وَأَمْشِي إِذْ مَرَّ بِي بَعْضُ مَوَالِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لِي : أَتُحِبُّ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَكَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ . فَذَهَبَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ عَادَ إِلَيَّ فَقَالَ : قُمْ وَادْخُلْ عَلَيْهِ . فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لِي مُبْتَدِئاً : يَا هِشَامُ ! لَا إِلَى الزَّنَادِقَةِ وَلَا إِلَى الْخَوَارِجِ وَلَا إِلَى الْمُرْجِئَةِ وَلَا إِلَى الْقَدَرِيَّةِ وَلَكِنْ إِلَيْنَا ! قُلْتُ أَنْتَ صَاحِبِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِي عَمَّا أَرَدْتُ . (البحار : ج48، ص51. عن بصائر الدرجات.)
5- عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ :
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ وَهْبٍ وَهُوَ يَقُولُ خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَبَا الْحَسَنِ بِالْعُرَيْضِ ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَشْرَفْتُ عَلَى قَصْرِ بَنِي سَرَاةَ ثُمَّ انْحَدَرْتُ الْوَادِيَ فَسَمِعْتُ صَوْتاً لَا أَرَى شَخْصَهُ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ! صَاحِبُكَ خَلْفَ الْقَصْرِ عِنْدَ السَّدَّةِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ! فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَداً ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ الصَّوْتَ بِاللَّفْظِ الَّذِي كَانَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي ثُمَّ انْحَدَرْتُ فِي الْوَادِي حَتَّى أَتَيْتُ قَصْدَ الطَّرِيقِ الَّذِي خَلْفَ الْقَصْرِ وَلَمْ أَطَأْ فِي الْقَصْرِ ، ثُمَّ أَتَيْتُ السَّدَّ نَحْوَ السَّمُرَاتِ ثُمَّ انْطَلَقْتُ قَصْدَ الْغَدِيرِ فَوَجَدْتُ خَمْسِينَ حَيَّاتٍ رَوَافِعَ مِنْ عِنْدِ الْغَدِيرِ ، ثُمَّ اسْتَمَعْتُ فَسَمِعْتُ كَلَاماً وَمُرَاجَعَةً فَطَفِقْتُ بِنَعْلَيَّ لِيَسْمَعَ وَطْئِي ، فَسَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَتَنَحْنَحُ وَتَنَحْنَحْتُ وَأَجَبْتُهُ ثُمَّ هَجَمْتُ فَإِذَا حَيَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِسَاقِ شَجَرَةٍ ، فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لَا تَخْشَيْ وَلَا ضَائِرَ ، فَرَمَتْ بِنَفْسِهَا ثُمَّ نَهَضَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ ثُمَّ أَدْخَلَتْ رَأْسَهَا فِي أُذُنِهِ ، فَأَكْثَرَتْ مِنَ الصَّفِيرِ فَأَجَابَ بَلَى قَدْ فَصَلْتُ بَيْنَكُمْ وَلَا يَبْغِي خِلَافَ مَا أَقُولُ إِلَّا ظَالِمٌ ، وَمَنْ ظَلَمَ فِي دُنْيَاهُ فَلَهُ عَذَابُ النَّارِ فِي آخِرَتِهِ مَعَ عِقَابٍ شَدِيدٍ أُعَاقِبُهُ إِيَّاهُ وَآخُذُ مَالَهُ إِنْ كَانَ لَهُ حَتَّى يَتُوبَ ! فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَلَكُمْ عَلَيْهِمْ طَاعَةٌ ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِالنُّبُوَّةِ وَأَعَزَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالْوَصِيَّةِ وَالْوَلَايَةِ ، إِنَّهُمْ لَأَطْوَعُ لَنَا مِنْكُمْ يَا مَعْشَرَ الْإِنْسِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ . (البحار : ج48، ص48. عن بصائر الدرجات.)
6- عَنْ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا فُلَانُ إِنَّكَ تَمُوتُ إِلَى شَهْرٍ . قَالَ فَأَضْمَرْتُ فِي نَفْسِي كَأَنَّهُ يَعْلَمُ آجَالَ شِيعَتِهِ ! فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا إِسْحَاقُ وَمَا تُنْكِرُونَ مِنْ ذَلِكَ ؟ وَقَدْ كَانَ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُ مُسْتَضْعَفاً وَكَانَ يَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا فَالْإِمَامُ أَوْلَى بِذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا إِسْحَاقُ تَمُوتُ إِلَى سَنَتَيْنِ وَيَتَشَتَّتُ أَهْلُكَ وَوُلْدُكَ وَعِيَالُكَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ وَيُفْلِسُونَ إِفْلَاساً شَدِيداً . (البحار : ج48، ص54. عن بصائر الدرجات.)
7- عَنْ عِيسَى الْمَدَائِنِيِّ قَالَ :
خَرَجْتُ سَنَةً إِلَى مَكَّةَ فَأَقَمْتُ بِهَا ثُمَّ قُلْتُ أُقِيمُ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ مَا أَقَمْتُ بِمَكَّةَ ، فَهُوَ أَعْظَمُ لِثَوَابِي ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ طَرَفَ الْمُصَلَّى إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي ذَرٍّ ، فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى سَيِّدِي فَأَصَابَنَا مَطَرٌ شَدِيدٌ بِالْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ أَبَا الْحَسَنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مُسَلِّماً عَلَيْهِ يَوْماً وَإِنَّ السَّمَاءَ تَهْطِلُ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ ابْتَدَأَنِي فَقَالَ لِي : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا عِيسَى ارْجِعْ فَقَدِ انْهَدَمَ بَيْتُكَ إِلَى مَتَاعِكَ . فَانْصَرَفْتُ رَاجِعاً فَإِذَا الْبَيْتُ قَدِ انْهَارَ وَاسْتَعْمَلْتُ عَمَلَةً فَاسْتَخْرَجُوا مَتَاعِي كُلَّهُ وَلَا افْتَقَدْتُهُ غَيْرَ سَطْلٍ كَانَ لِي ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ بِالْغَدِ مُسَلِّماً عَلَيْهِ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هَلْ فَقَدْتَ مِنْ مَتَاعِكَ شَيْئاً ؟ فَنَدْعُوَ اللَّهَ لَكَ بِالْخَلَفِ . قُلْتُ : مَا فَقَدْتُ شَيْئاً مَا خَلَا سَطْلًا كَانَ لِي أَتَوَضَّأُ مِنْهُ فَقَدْتُهُ . فَأَطْرَقَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ : قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أُنْسِيتَ السَّطْلَ فَسَلْ جَارِيَةَ رَبِّ الدَّارِ عَنْهُ ، وَقُلْ لَهَا أَنْتِ رَفَعْتِ السَّطْلَ فِي الْخَلَإِ فَرُدِّيهِ ، فَإِنَّهَا سَتَرُدُّهُ عَلَيْكَ ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ أَتَيْتُ جَارِيَةَ رَبِّ الدَّارِ فَقُلْتُ إِنِّي نَسِيتُ السَّطْلَ فِي الْخَلَإِ فَرُدِّيهِ عَلَيَّ أَتَوَضَّأْ بِهِ ، فَرَدَّتْ عَلَيَّ سَطْلِي . (البحار : ج48، ص60. عن الخرائج و الجرائح.)
8- عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ يُقَالُ لَهُ جُنْدَبٌ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَجَلَسَ وَسَاءَلَهُ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَحْسَنَ السُّؤَالَ بِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا جُنْدَبُ مَا فَعَلَ أَخُوكَ ؟ قَالَ لَهُ بِخَيْرٍ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ . فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا جُنْدَبُ أَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ . فَقَالَ : وَرَدَ كِتَابُهُ مِنَ الْكُوفَةِ لِثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْماً بِالسَّلَامَةِ ! فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنَّهُ وَاللَّهِ مَاتَ بَعْدَ كِتَابِهِ بِيَوْمَيْنِ وَدَفَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ مَالًا وَقَالَ لِيَكُنْ هَذَا الْمَالُ عِنْدَكِ ، فَإِذَا قَدِمَ أَخِي فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ وَقَدْ أَوْدَعَتْهُ الْأَرْضَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِيهِ ، فَإِذَا أَنْتَ أَتَيْتَهَا فَتَلَطَّفْ لَهَا وَأَطْمِعْهَا فِي نَفْسِكَ فَإِنَّهَا سَتَدْفَعُهُ إِلَيْكَ . قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ : وَكَانَ جُنْدَبٌ رَجُلًا كَبِيراً جَمِيلًا ، قَالَ فَلَقِيتُ جُنْدَباً بَعْدَ مَا فُقِدَ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَسَأَلْتُهُ عَمَّا قَالَ لَهُ ، فَقَالَ صَدَقَ وَاللَّهِ سَيِّدِي مَا زَادَ وَلَا نَقَصَ لَا فِي الْكِتَابِ وَلَا فِي الْمَالِ . (البحار : ج48، ص61. عن الخرائج و الجرائح.)
9- عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ مُوسَى قَالَ :
حَمَلْتُ دَنَانِيرَ إِلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بَعْضُهَا لِي وَبَعْضُهَا لِإِخْوَانِي ، فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ أَخْرَجْتُ الَّذِي لِأَصْحَابِي فَعَدَدْتُهُ فَكَانَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ دِينَاراً ، فَأَخْرَجْتُ مِنْ عِنْدِي دِينَاراً فَأَتْمَمْتُهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَدَخَلْتُ فَصَبَبْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَخَذَ دِينَاراً مِنْ بَيْنِهَا ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هَاكَ دِينَارَكَ إِنَّمَا بُعِثَ إِلَيْنَا وَزْناً لَا عَدَداً . (البحار : ج48، ص67. عن الخرائج و الجرائح.)
10- عَنْ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُونَ مَمْلُوكاً مِنَ الْحَبَشَةِ اشْتُرُوْا لَهُ ، فَتَكَلَّمَ غُلَامٌ مِنْهُمْ فَكَانَ جَمِيلًا بِكَلَامٍ فَأَجَابَهُ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِلُغَتِهِ ، فَتَعَجَّبَ الْغُلَامُ وَتَعَجَّبُوا جَمِيعاً وَظَنُّوا أَنَّهُ لَا يَفْهَمُ كَلَامَهُمْ فَقَالَ لَهُ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنِّي لَأَدْفَعُ إِلَيْكَ مَالًا فَادْفَعْ إِلَى كُلٍّ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ دِرْهَماً . فَخَرَجُوا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ : إِنَّهُ أَفْصَحُ مِنَّا بِلُغَاتِنَا وَهَذِهِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْنَا . قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ : فَلَمَّا خَرَجُوا قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تُكَلِّمُ هَؤُلَاءِ الْحَبَشِيِّينَ بِلُغَاتِهِمْ ؟! قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَعَمْ . قَالَ : وَأَمَرْتَ ذَلِكَ الْغُلَامَ مِنْ بَيْنِهِمْ بِشَيْءٍ دُونَهُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ أَمَرْتُهُ أَنْ يَسْتَوْصِيَ بِأَصْحَابِهِ خَيْراً وَأَنْ يُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثِينَ دِرْهَماً ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا تَكَلَّمَ كَانَ أَعْلَمَهُمْ فَإِنَّهُ مِنْ أَبْنَاءِ مُلُوكِهِمْ ، فَجَعَلْتُهُ عَلَيْهِمْ وَأَوْصَيْتُهُ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، وَهُوَ مَعَ هَذَا غُلَامُ صِدْقٍ . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لَعَلَّكَ عَجِبْتَ مِنْ كَلَامِي إِيَّاهُمْ بِالْحَبَشَةِ ؟ قُلْتُ إِي وَاللَّهِ ! قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لَا تَعْجَبْ فَمَا خَفِيَ عَلَيْكَ مِنْ أَمْرِي أَعْجَبُ وَأَعْجَبُ وَمَا الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّي إِلَّا كَطَائِرٍ أَخَذَ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ قَطْرَةً ! أَفَتَرَى هَذَا الَّذِي يَأْخُذُهُ بِمِنْقَارِهِ يَنْقُصُ مِنَ الْبَحْرِ وَالْإِمَامُ بِمَنْزِلَةِ الْبَحْرِ لَا يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ وَعَجَائِبُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَجَائِبِ الْبَحْرِ . (البحار : ج48، ص70. عن الخرائج و الجرائح.)
11- قَالَ بَدْرٌ مَوْلَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
إِنَّ إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ دَخَلَ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَجَلَسَ عِنْدَهُ ، إِذَا اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ خُرَاسَانِيٌّ فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ لَمْ يُسْمَعْ مِثْلُهُ قَطُّ كَأَنَّهُ كَلَامُ الطَّيْرِ ! قَالَ إِسْحَاقُ : فَأَجَابَهُ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِمِثْلِهِ وَبِلُغَتِهِ إِلَى أَنْ قَضَى وَطَرَهُ مِنْ مُسَاءَلَتِهِ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَقُلْتُ مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هَذَا كَلَامُ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الصِّينِ مِثْلُهُ . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَتَعْجَبُ مِنْ كَلَامِي بِلُغَتِهِ ؟ قُلْتُ هُوَ مَوْضِعُ التَّعَجُّبِ ! قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْهُ ! إِنَّ الْإِمَامَ يَعْلَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَمَنْطِقَ كُلِّ ذِي رُوحٍ خَلَقَهُ اللَّهُ وَمَا يَخْفَى عَلَى الْإِمَامِ شَيْءٌ . (البحار : ج48، ص70. عن الخرائج و الجرائح.)
12- عَنْ بَيَانُ بْنُ نَافِعٍ التَّفْلِيسِيُّ قَالَ :
خَلَّفْتُ وَالِدِي مَعَ الْحَرَمِ فِي الْمَوْسِمِ وَقَصَدْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَلَمَّا أَنْ قَرُبْتُ مِنْهُ هَمَمْتُ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ بِوَجْهِهِ وَقَالَ : بُرَّ حَجُّكَ يَا ابْنَ نَافِعٍ آجَرَكَ اللَّهُ فِي أَبِيكَ ، فَإِنَّهُ قَدْ قَبَضَهُ إِلَيْهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ فَارْجِعْ فَخُذْ فِي جَهَازِهِ . فَبَقِيتُ مُتَحَيِّراً عِنْدَ قَوْلِهِ وَقَدْ كُنْتُ خَلَّفْتُهُ وَمَا بِهِ عِلَّةٌ . فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا ابْنَ نَافِعٍ أَفَلَا تُؤْمِنُ ؟ فَرَجَعْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْجَوَارِي يَلْطِمْنَ خُدُودَهُنَّ فَقُلْتُ مَا وَرَاكُنَّ ؟ قُلْنَ أَبُوكَ فَارَقَ الدُّنْيَا ! قَالَ ابْنُ نَافِعٍ : فَجِئْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَمَّا أَخْفَاهُ وَأَرَانِي . فَقَالَ لِي أَبْدِ مَا أَخْفَاهُ وَأَرَاكَ . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا ابْنَ نَافِعٍ إِنْ كَانَ فِي أُمْنِيَّتِكَ كَذَا وَكَذَا أَنْ تَسْأَلَ عَنْهُ فَأَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ الْبَاقِيَةُ وَحُجَّتُهُ الْبَالِغَةُ . (البحار : ج48، ص72. عن المناقب.)
13- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ قَالَ :
سَمِعْتُ الْأَخْرَسَ يَذْكُرُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِسُوءٍ ، فَاشْتَرَيْتُ سِكِّيناً وَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ إِذَا خَرَجَ لِلْمَسْجِدِ ! فَأَقَمْتُ عَلَى ذَلِكَ وَجَلَسْتُ فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِرُقْعَةِ أَبِي الْحَسَنِ قَدْ طَلَعَتْ عَلَيَّ فِيهَا (بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَّا كَفَفْتَ عَنِ الْأَخْرَسِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُغْنِي وَهُوَ حَسْبِي) فَمَا بَقِيَ أَيَّاماً إِلَّا وَمَاتَ . (البحار : ج48، ص59. عن المناقب.)
14- عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ :
كَانَ يَتَقَدَّمُ الرَّشِيدُ إِلَى خَدَمِهِ إِذَا خَرَجَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْ عِنْدِهِ أَنْ يَقْتُلُوهُ ، فَكَانُوا يَهُمُّونَ بِهِ فَيَتَدَاخَلُهُمْ مِنَ الْهَيْبَةِ وَالزَّمَعِ ! فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ أَمَرَ بِتِمْثَالٍ مِنْ خَشَبٍ وَجَعَلَ لَهُ وَجْهاً مِثْلَ وَجْهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَكَانُوا إِذَا سَكِرُوا أَمَرَهُمْ أَنْ يَذْبَحُوهَا بِالسَّكَاكِينِ وَكَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ أَبَداً ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ جَمَعَهُمْ فِي الْمَوْضِعِ وَهُمْ سُكَارَى وَأَخْرَجَ سَيِّدِي إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا بَصُرُوا بِهِ هَمُّوا بِهِ عَلَى رَسْمِ الصُّورَةِ فَلَمَّا عَلِمَ مِنْهُمْ مَا يُرِيدُونَ كَلَّمَهُمْ بِالْخَزَرِيَّةِ وَالتُّرْكِيَّةِ ، فَرَمَوْا مِنْ أَيْدِيهِمُ السَّكَاكِينَ وَوَثَبُوا إِلَى قَدَمَيْهِ فَقَبَّلُوهُمَا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ وَتَبِعُوهُ إِلَى أَنْ شَيَّعُوهُ إِلَى الْمَنْزِلِ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِيهِ ، فَسَأَلَهُمُ التَّرْجُمَانُ عَنْ حَالِهِمْ فَقَالُوا إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَصِيرُ إِلَيْنَا فِي كُلِّ عَامٍ فَيَقْضِي أَحْكَامَنَا وَيُرْضِي بَعْضاً مِنْ بَعْضٍ وَنَسْتَسْقِي بِهِ إِذَا قُحِطَ بَلَدُنَا وَإِذَا نَزَلَتْ بِنَا نَازِلَةٌ فَزِعْنَا إِلَيْهِ ، فَعَاهَدَهُمْ أَنَّهُ لَا يَأْمُرُهُمْ بِذَلِكَ فَرَجَعُوا . (البحار : ج48، ص140، عن المناقب لابن شهر آشوب.)