تعريف التضامن
تعريف التضامن لغة
ما المقصود بالتضامن الاجتماعي؟
التَّضامُن لغةً يعني التزام القويّ أو الغنيّ معاونة الضعيف أو الفقير، ويعني أيضًا التعاون والعمل المشترك، و"أظهر الشعب تضامنًا رائعًا" يعني اتحادًا وتعاونًا واتفاقًا، والتضامن الاجتماعي يعني التعاون بين أفراد المجتمع،والتضامن (بالإنجليزية: solidarity)، وتعني لغةً: الوحدة (كمجموعة أو طبقة) التي ينتج عنها مجتمعًا يشترك في المصالح والأهداف والمعايير.
تعريف التضامن اصطلاحًا
ما أهمية التكافل والتعاون بين الناس؟
وصفت المنظمة الكندية للتنمية والسلام التضامن بعبارة: "يقف جميع الناس سويًا في المجتمع في أي مسألة تواجه الأخير"، أي أنّ التضامن هو التزام كافّة الناس بالوقوف إلى جانب بعضهم البعض من أجل تقوية المجتمع وتعزيز روح العدالة فيه.
التضامن أيضًا هو الترابط الذي يجمع الناس مع بعضهم البعض، بوصفهم كائنات لا يُمكن لها العيش جيدًا إذا ما كان أحدهم مستقلًا عن الآخر، الأمر الذي يستوجب على الجميع أن يتعاملوا فيما بينهم كإخوة، ويرتبط مفهوم التضامن بالاحترام والتقدير المتبادليْن بين كل البشر، وإنّ ما يشهده أي مجتمع من حالات الظلم أو عدم المساواة أو الفقر ما هي إلّا علامات لغياب ثقافة التضامن.
من جانبٍ آخر، أشارت الدراسة الإيطالية بعنوان التضامن: تاريخ المفهوم (Solidarity: History of the Concept) لمؤلفها جي بروكاتشي سنة 2001 م، أنّ التضامن لا يتعلق أولًا بالمصالح الذاتية للأفراد، إنّما بنوع العلاقات التي يجب أن تكون بين الأفراد للحفاظ على نسيج المجتمع سليمًا، والتي يجب أن تستند إلى الرعاية المتبادلة.
في تعريفٍ آخر للتضامن، أُشير إلى أنّه أحد القيم العالمية والأساسية، وواحد من أحدثحقوق الإنسان التي يجب أن تستند إليها الدول في علاقتها مع بعضها البعض، ووفقًا لهذه القيمة، يجب أن تستفيد المجتمعات أو الأفراد الذين يعانون من الفقر من نظائرها الأكثر ثراء؛ والتضامن هو صفة تستند إلى المساواة، والإدماج والعدالة الاجتماعية، وتنطوي على التزام متبادل بين أعضاء المجتمع والمجتمع الدولي لتحقيق هذه الأهداف.
عُرّف التضامن في مجالاتٍ أخرى على أنّهالتعاون المتبادل بين أفراد المجتمع، والذي يُساعدهم على التغلّب على أكثر الكوارث صعوبةً وفظاعة، مثل: الحروب، الأوبئة، الأمراض وغيرها من المحن.
أخيرًا، فقد أشارت منظمة الأمم المتحدة/اليونسكو إلى التضامن على أنّه وحدة الناس لقبول التنوّع والاختلاف، والالتزام بالاتفاقيات الدولية من قبل الحكومات، وتعزيز الاقتصاد والقضاء على الفقر، وتعزيز السلام وحقوق الإنسان، وتعاون البلدان معًا لحل المشكلات الدولية التي تحمل طابعًا اقتصاديًا وفقًا للاقتصاد التضامني، وطابعًا اجتماعيًا (التضامن الاجتماعي)، وطابعًا ثقافيًا (التضامن الثقافي)، وطابعًا إنسانيًا (التضامن الإنساني).
التضامن في معناه الاصطلاحي يُشير إلى التعاون والتكافل المُلزم بين أفراد المجتمعات وبين البلدان تجاه بعضها البعض لتحقيق مصالح مشتركة وعادلة للجميع، ومن أنواعه: التضامن الاجتماعي، التضامن الإنساني، التضامن ذو الطابع الاقتصادي والتضامن الثقافي.
تعريف التضامن في الإسلام
على ماذا تدلّ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؟
التضامن في الإسلام وكذلك التضامن العربيهو الأُلفة بين الناس، والاعتصام والوحدة، واجتماع الكلمة والعمل، كل ذلك لنبذ الخلافات ومنعًا للفرقة بين المسلمين، ويهدف التضامن في معناه أساسًا إلى تحقيق البر، ونشر الخير والهدى بين الأفراد، ونشر العمل الصالح، وتحقيق التقوى، والوصول إلى الإيمان الكامل والإحسان، والتي تقود جميعها إلى تحقيق الخير والسعادة للأفراد، ومن الأمثلة على التضامن:
- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
- التكافل بين المسلمين واليهود بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واستقراره هناك، حيث شرع عندها في تنظيم العلاقة بين المسلمين واليهود، في مظهر للتعايش.
- نصرة المظلوم، وهي إحدى الشروط التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم في اتفاقيته مع يهود المدينة، سواء كان المظلوم مسلمًا أو يهوديًا.
- إغاثة المحتاجين، يتمثل هذا الأمر في إخراج الزكاة والصدقات.
أشار الإسلام إلى أهمية التضامن عن طريق التشجيع على التكافل، والتعاون والوحدة بين المسلمين، وضرب الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأمثلة على التضامن، منها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والتكافل بين المسلمين ويهود المدينة، والذي يتضمن نصرة المظلوم أيًا كان دينه، كما أشار الإسلام إلى التضامن المالي عن طريق النظام الاقتصاديالخاص به، والذي نصّ على إخراج الزكاة والصدقات وغيرها.
رد مع اقتباس
