البخور هو مادة حيوية عطرية تطلق دخاناً عطرياً عند الاحتراق ، يستخدم البخور لأسباب جمالية وعلاجية بالروائح والتأمل ، ويمكن استخدامه كمزيل للروائح الكريهة وطارد للحشرات . وقد أكّد العديد من أخصائي الأنف والإذن والحنجرة أنّ البخور مع كونه عطر للهواء ، إلّا أنّه أيضاً يُستخدم في الإحلال محل الغازات والروائح والهواء الضار . ويزيد البخور من قدرة الإنسان على التركيز ويرفع من القدرة الذهنية ؛ وذلك لأنّ رائحته تُنشط العقل وتجعله متيقظاً أكثر تحرزاً من دخول أي نوع من السموم أو التلوثات ، ويُشعر الإنسان أيضاً بالراحة النفسية مما يؤدي إلى العلاج من الاضطرابات النفسية بعد أن يشعر الإنسان بالراحة والسكون الداخلي ، فيزيد بذلك من هرمونات السعادة . ولقد جاء في الأحاديث والأخبار أنّ النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) كانوا يستعملون البخور ويدخنون ثيابهم وابدانهم :
1- رُوِيَ أنَّ النَّبِي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَسْتَجْمِرُ بِالْعُودِ الْقَمَارِيِ‏ ، وَرُوِيَ أَنَّهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : «عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعَوْدِ الْهِنْدِيِّ ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ ، وَأَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ» . وَرُوِيَ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَقُولُ عِنْدَ بَخُورِهِ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، اللَّهُمَّ طَيِّبْ عَرْفَنَا وَزَكِّ رَوَائِحَنَا وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبَنَا ، وَاجْعَلِ التَّقْوَى زَادَنَا وَالْجَنَّةَ مَعَادَنَا ، وَلَا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَافِيَتِكَ إِيَّانَا وَكَرَامَتِكَ لَنَا ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ» . (البحار : ج73، ص143، عن مكارم الأخلاق.)
2- عَنْ الْإِمَامِ جَعْفَر الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : «يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُدَخِّنَ ثِيَابَهُ إِذَا كَانَ يَقْدِرُ» . (الكافي : ج6، ص518.)
3- عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ : «دَخَلْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الْحَمَّامَ ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَسْلَخِ دَعَا بِمِجْمَرَةٍ فَتَجَمَّرَ بِهَا ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : جَمِّرُوا مُرَازِمُ . قُلْتُ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ نَصِيبَهُ يَأْخُذُ ؟ قَالَ : نَعَمْ» . (الكافي : ج6، ص518.)
4- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ مَوْلَى أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَكَانَ اشْتَرَاهُ وَأَبَاهُ وَأُمَّهُ وَأَخَاهُ فَأَعْتَقَهُمْ ، وَاسْتَكْتَبَ أَحْمَدَ وَجَعَلَهُ قَهْرَمَانَهُ فَقَالَ أَحْمَدُ : «كَانَ نِسَاءُ أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِذَا تَبَخَّرْنَ أَخَذْنَ نَوَاةً مِنْ نَوَى الصَّيْحَانِيِّ . مَمْسُوحَةً مِنَ التَّمْرِ مُنْقَاةَ التَّمْرِ وَالْقُشَارَةِ ، فَأَلْقَيْنَهَا عَلَى النَّارِ قَبْلَ الْبَخُورِ ، فَإِذَا دَخَنَتِ النَّوَاةُ أَدْنَى الدُّخَانِ رَمَيْنَ النَّوَاةَ وَتَبَخَّرْنَ مِنْ بَعْدُ ، وَكُنَّ يَقُلْنَ هُوَ أَعْبَقُ وَأَطْيَبُ لِلْبَخُورِ وَكُنَّ يَأْمُرْنَ بِذَلِكَ» . (الكافي : ج6، ص518.)
5- عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَأْمُونٍ قَالَ :‏ «دَعَا ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحَسَنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى وَلِيمَةٍ ، فَنَهَضَ الْحَسَنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَكَانَ صَائِماً ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى نُتْحِفَكَ بِتُحْفَةِ الصَّائِمِ . فَدَهَنَ لِحْيَتَهُ وَجَمَّرَ ثِيَابَهُ ثُمَّ قَالَ : كَذَلِكَ تُحْفَةُ الْمَرْأَةِ تَمْشُطُ وَتُجَمِّرُ ثَوْبَهَا» . (البحار : ج73، ص143، عن مكارم الأخلاق.)