لامام المهدي عج يقول لك :
رفقاً بقلبي لاتذنب غداً فسهامك تؤذيني أنسيت لك اماماً غائب ..؟؟!
.
لامام المهدي عج يقول لك :
رفقاً بقلبي لاتذنب غداً فسهامك تؤذيني أنسيت لك اماماً غائب ..؟؟!
.
قلبيٌ ممتلئِ بحضورك وأنت غائب
يا فرج آل محمد..
ليس لأجلنا، فنحن نقر بإننا عبيد آبقون.. وإننا لا نستحق..
بل لأجل علي، وكَبتِّه.
لأجل الزهراء، وقبرها.
لأجل الحسن، وكبده.
لأجل الحسين، ورأسه.
لأجل زينب، وسباياها.
لأجل العباس، وكفه.
لأجل السجاد، وثقل حمله.
لأجل الباقر، وهمه.
لأجل الصادق، وعلمه.
لأجل الكاظم، وسجنه.
لأجل الرضا، وغربته.
لأجل الجواد، وشبابه.
لأجل الهادي، وصبره.
لأجل العسكري، وسرعة رحيله.
لأجلك سيدي، ولطول غيبتك، وشدة محنتك، ولغربتك ووحدتك، وكثرة فراقك، وعظم صبرك، وتجمع الرزايا على قلبك، ولأجل الدماء التي سفكت لإنتظارك، والأرواح التي زهقت ترقباً لك، والأنفس التي اختلست في محبتك.
لأجل كل هذا سيدي، عجل بظهورك، وبطلعتك الرشيدة، وغرتك الحميدة.
سيدي، أيها السلطان المغيب.
إن الله تعالى كره لكم مجاورتنا، فنزعكم من بين أظهرنا، وأعمانا عنكم، بسبب ظلمنا وجورنا وإسرافنا على أنفسنا..
ففترة غيبتك سيدي هي فترة عقوبة، فترة بلاء ومصيبة بلينا بها بما كسبت أيدينا.
لكن، كما يبدو سيدي إننا لا نزال في غيبوبة، لأننا قد تنعمنا وطاب عيشنا بفراقك وغيبتك، إعتدنا عليها وإرتحنا بها، وقد غفلنا عن كونها عقوبة لنا.
نعمل كل شيء، ونخطط في كل شيء، لحالة ولظرف غيبتك فقط، ولم نخطط يوماً أو نعمل أو نفكر لما سنكون عليه عند ظهورك، لم نحسب ولم نعد لوضعنا عند ظهور والحياة معك كيف سنكون، كل ما يهمنا وكل ما نعمل له هو حالنا في غيبتك فقط.
تمر بنا الكوارث، والمحن، والمصائب، ولا زلنا متنعمين بالحياة دونك…
فمتى سنعرف ان الحياة لا تطيب ولا تكتمل بغيابك يا عين الحياة؟
متى سنستفيق؟
سيدي يا بقية الله..
نحن نعلم انك معنا.
نعلم انك تعيش معنا.
نعلم انك تدعو لنا.
نعلم انك ترعانا.
نعلم انك تتحسس أحوالنا.
لو تأملنا حياتنا سنرى لطفك فيها ظاهراً في امور لا تحصى..
لكن، نحن مع أنفسنا ليس معك.
ونعيش مع أهوائنا ولا نعيش معك.
وندعوا لك بلقلقة لسان فقط وليس من قلوبنا، لأننا لا زلنا لا نفكر بالعيش معك.
ونرعى مصلحتنا وشؤوننا الشخصية ولا نراعي حالك.
سيدي، تتعامل معنا على انك المحتاج لنا، ونتعامل معك على اننا مستغنين عنك.
مع ان الواقع يا سيدي انك لا تحتاج لأحد منا، ولن يضرك أحد من الخلق ولو خذلوك جميعاً،
ونحن الذين لا غنى لنا عنك، ولن نبقى لحظة لولا لطفك وفيضك.
ما هي لذة الذنب إن كان ثمنه حجب أعيننا عن بقية الله؟
وأي راحة في معصية تبعدنا عن صاحب زماننا؟
بل كيف يستطيب لنا العيش بشيء ومهدينا غائب؟
وأي شهوة تستحق أن نضحي لأجلها بلحظة مع بقية الله؟
وأي لذة يمكن أن نتنعم فيها في قبال لذة النظر الى نور الله في أرضه؟
يا يوسف الزهراء.
يوسف قد غاب عن يعقوب 40 سنة.
وأنت غبت عنا 1188 سنة.
يوسف كان حاكماً في الأرض وملكاً.
وأنت وحيداً في سجن الغيبة.
يوسف قد بقي أبيه يعقوب مع أهله.
ونحن بلا امام هدى ولا علم يرى.
يوسف قد بقي يعقوب يلجأ له أهله وقريته.
ونحن نجول جولان النعم، نطلب المرعى فلا نجده.
يعقوب كان نبياً متمسكاً بالله، وفي غنى عن الجميع.
ونحن لا مغيث ولا منجي ولا مفرج ولا مداوي ولا مشافي ولا منقذ لنا غيرك.
كل هذا ويعقوب قد أبيضت عيناه من الشوق ليوسف.
لو كان يعقوب في زمننا لمات جزعاً لفراقك وغيبتك يا يوسف الزهراء.
سيدي، يا بقية الله.
إن في قائمة المنتظرين لك، كل الأنبياء والرسل والأئمة.
وإن في قائمة أنصارك، عيسى والخضر وجبرائيل، والملائكة والجن.
وإن في قائمة المتشرفين بخدمتك، أولياء صالحين، لا يشغلهم عن خدمتك وطاعتك شيء..
لذلك، انا أعلم اني لا شيء أمامهم، فلا قيمة لي في المنتظرين لك، ولا في أنصارك، ولا في خدامك.
لكني قسماً بعينيك أحبك.
يا ابن الحسن، إن لم تفدى الأرواح لحضرتك، فما قيمتها؟!
وإن لم تبكي العيون لفراقك، فالعمى أولى بها ؟!
وان لم تتفطر القلوب لغيبتك، فما أوهنها؟
وان لم تهتضم الأرواح لبعدك، فما أبخسها؟
يا وجه الله في الأرض.
اذا كان أحد المقربين لنا يحمل شهادة عالية أو منصب كبير، سنفتخر ونتكلم به في كل مكان، سنجد ربما إن الأرض لا تحملنا فرحاً وتفاخراً به، سنستغل كل فرصة لنقول ان فلان قريب لنا.
وأنت يا سيدي أقرب لنا من الجميع، بما فيهم والدينا، وأنت الذي بيدك السلطة على السماوات والأرض، وكل شيء فيهما خاضع لك، وبك قامتا، وبك استقامتا، وبك جرت الحياة فيهما…
أفلا يجب علينا أن نتفاخر بك؟ أن نتحدث عنك أينما ذهبنا؟ أن نذكرك ونتكلم عنك حيث ما حللنا؟
ألا يجب أن نتفاخر على الأرض ومن فيها بأننا نتبعك؟
ألا يجب أن نتفاخر على السماوات ومن فيها ومن تحتها بأن مهدي رب العالمين يحبنا؟
ألا يجب أن يكون صوتنا هو الأعلى بذكرك؟
ألا يجب أن نكون نحن الأكثر نشاطاً من كل الخلق بإمامتك؟
ألا يجب أن نكون أسعد الخلق باتباعك؟
ألا يجب أن يكون ذكرك قرين ﻻلسنتنا؟
ألا يجب أن يكون اسمك جليس لقلوبنا؟