كلَّما نادَيتُ يا موسى ٱبنَ جعفر ْ
حاجتي تُقضَى وما عنّي تأخَّر ْ
عندَ بابِ العشقِ مِن دهرٍ أُقِيمُ
ورجائي منكَ ما يرجو اليتيمُ
مَن لِبَكّاءٍ إذا ٱشتدَّ المُصابُ
وطوى أنفاسَهُ الحزنُ القديمُ
لي حوائجْ .. أولُ الحاجاتِ أنتم ْ
وأمانٌ .. ورضىً ألقاهُ منكم ْ
إشملوني بالعناياتِ الخَفِيّة
وٱحفظوني رأفةً عندَ البَلِيّة
سيدي هَبني الأمانا
وإحاطاتِ المُقَدَّر ْ
كلَّما ناديتُ يا موسى ٱبنَ جعفر ْ
حاجتي تُقضى وما عني تأخَّر ْ
..........................................
وزِّعِ القمحَ على جُوعِ العبادِ
وحياةً للورى بعدَ الرُّقادِ
سِجنُكَ الحِصنُ لمن نادوا أغِثنا
يا عظيمَ الشأنِ يا بابَ المُرادِ
كلُّ مهمومٍ لهُ خلفَ الحِجابِ
نظرةٌ ترنو سمٰواتِ القِبابِ
عندَكُمْ حِرزُ الورى مِن كلِّ بلوى
عندكُمْ يا سيدي عَتقُ الرقابِ
لكُمُ يهفو المُريدُ
والنوى حزناً تفَطَّر ْ
كلَّما ناديتُ يا موسى ٱبنَ جعفر ْ
حاجتي تُقضى وما عني تأخَّر ْ
..........................................
سيدي المسمومَ في قَعرِ السجونِ
كم روَينا الأرضَ مِن ماءِ العيونِ
وذرَفنا في طريقِ الشوقِ حتى
قُرِّحت بالدمعِ أطرافُ الجفونِ
هَب لنا ما شِئتَ مِن تلكَ العطايا
فعلى قدرِكُمُ تُعطَى الهدايا
سيدي أُهدِيكَ دمعي وشجوني
وتكافيني بِحِفظٍ في الخفايا
دمعُ عينِي في المصابِ
حَبُّ ياقوتٍ ومرمر ْ
كلَّما ناديتُ يا موسى ٱبنَ جعفر ْ
حاجتي تُقضى وما عني تأخَّر ْ
— نجيب المنذر