طوال اليوم، أنشغلُ بترميم سماوات.. لأشخاص لا أعرفهم
أشخاص أُصادفهم في الطريق إلى اللانهائي
هؤلاء الذين يسيرون هائمين،
فيتبعهم الحزن.. بمشية هادئة
الوادعون.. حتى ليبدو حضورهم
مثل نقطة ضوء راكزة
في محارة الوجود.
الباسمون.. وكأن قلوبهم واسعة مثل فضاء.
العاقلون.. مثل وجع سخي.
الفائضون.. كإنتباه للاضروري.
المتوسطون.. كحشرجة عالقة بلهاة المعنى الذي لم يُقل.
المتصدّعون.. مثل زفرة ماكثة.. جسيمة وفادحة.
الجحيميون.. كالرحى.. كالوحشة المُكثفة، مُدافة بوابل دمع،
كالدمع المواضب على التخّمر
المؤاخين لإستعارهم.. لروجات الدخان بين تلافيف دماغهم.
الممغنطون.. بالمهدور من الوقت، وبياضهم
المُنسحرون.. بالحنّاء
من يهتدون لنهاياتهم بوحمة على جسد وليد،
بالرائب من يقينهم تجاه الحب
بالراسب فيهم من وجد.
أُلوّح لهم..
أتوسلهم..
يأتون
فيجلسوا حول طاولة،
ليس فوقها
سوى الريح
ولايُثقلها
غير وجهي
أُجفف عنهم أسباب التوجس
منّي
أقول:
"ماتحت جلدي خلا رغيف وهور".
فيمد أحدهم إصبعه ليتحسس يديّ وجفني..
يشير لهم بعينه
يولّوني ظهورهم
ويسكب في آذانهم.. مايُشبه القصب
بضع جمل كفيلة، بإذابة سوء الظن.
يرجعون نحوي
بينما أُحاول جاهداً حمايتهم من رغوة رأسي
من إحتمال بسيط لأن يدوسوا على شعور الهشاشة فيّ
وأن يصيروا غرباء مثلي،
أن يطالبونيي ببيان الدافع
وهو مايتعذر علي بيانه و فهمه.
أريدُ أن أقول:
يا إخوتي
ما أُريده هو أن أُخلصكم من آلامكم
بهجتي هي في أن أحمل عنكم
ندوبكم قبل ذنوبكم
تعالوا إلي.. لأكون وجها لوجه مع مخاوفكم
وليصير جسمي.. وليمة
في زفافكم/ على الخلاص.
هاتوا مشاحيفكم.. يا إخوتي
وأنسلوا هادئين..
والآن..
من ذا الذي يقايض أقصاي.. بفناءه
دون أن أُساء الفهم أو أُرعبه.