دور الامام الكاظم (عليه السلام) التربوي:
قام الامام (عليه السلام) بدوره ومسؤوليته الالهية، رغم ظروفه السياسية الصعبة من الحصار والتضييق عليه، بتربية جيل من العلماء والرواة للحديث،وساهم مساهمة فعالة في ايقاف الانحراف الذي حملته بعض التيارات الفلسفية والعقائدية والكلامية المتأثرة بالغزو الفكري والعقائدي الخارجي.
فقد روى المؤرخون ان بعض العلماء وبعض اصحبه وتلامذته كان يتصل به سرا في السجن، ويسأله عن المسائل والقضايا والاحكام وكان يراسلهم ويجيبهم.
كان الامام (عليه السلام) واضحا في كفاحه على جميع المستويات وخاصة الجهاد السياسي، فجسد هذا الجانب في حياته الشريفة، الذي كان ثمن ذلك القتل بالسم.
فترات الحكم العباسي المنحرف:
ان حياة الامام (عليه السلام) تمثل مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ الاسلام السياسي، وقد شملت فترة من حياة المنصور، وحياة المهدي، والهادي والرشيد، وهي ابرز فترات الحكم العباسي المنحرف.
وقد تحمل الامام الكاظم (عليه السلام) مسؤولية الامامة في هذه الفترة، ابتداء من سنة (١٤٨هجرية) وحتى السنة (١٨٣هجرية) وفي هذه الفترة كانت مظلمة على العلويين وذاقوا انواع العذاب والتشريد والمطاردة والسجون، مما اضطر العلويين واتباعهم الى اعلان الثورة، وخاصة بخلافة موسى الهادي، اذ كانت فترة حكمه قاسية ورهيبة في تاريخ العلويين مما جعلهم ان يعلنوا الثورة بقيادة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، صاحب واقعة فخ سنة (١٦٩ هجرية)، وقد عمد العباسيون الى قتل الثوار، وامر الهادي بقتل الاسرى، فقتلوهم وعمدوا الى التمثيل بالقتلى وهدم دورهم وحرق المزارع.
ولعل هذه الثورة هي من ابرز ثورات اهل البيت واكثرها لوعة وفجيعة بعد ثورة كربلاء التي قادها الامام الحسين (عليه السلام) ضد الحكم الاموي اليزيدي.