تراجع أرباح "علي بابا" 74 بالمئة في ظل بيئة أعمال "متقلبة"

أعلنت مجموعة "علي بابا" الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية الخميس أن أرباحها بين أكتوبر وديسمبر تراجعت بنسبة 74 بالمئة.
ويعد ثالث انخفاض ربع سنوي تواليا للمجموعة التي تواجه تحديات كثيرة أبرزها حملة حكومية وتباطؤ نمو المبيعات واشتداد المنافسة المحلية.
وأشارت المجموعة ومقرها هانغتشو إلى "بيئة السوق المعقدة والمتقلبة" في إعلانها عن صافي دخل قدره 20.43 مليار يوان (3.2 مليارات دولار)، بتراجع قدره 74 بالمئة على أساس سنوي.
ونمت الإيرادات بنسبة 10 بالمئة فقط لتصل إلى 242.6 مليار يوان، وهي أقل نسبة زيادة تحققها المجموعة منذ طرحها للاكتتاب العام عام 2014، وفق وكالة "بلومبيرغ".
وفقدت أسهم "علي بابا" في بورصة هونغ كونغ وأسهمها المدرجة في الولايات المتحدة نصف قيمتها خلال آخر 12 شهرا بسبب الصعوبات التي تعيشها المجموعة، وأبرزها حملة واسعة النطاق تشنها السلطات المختصة الصينية ضد الممارسات المفترضة المناهضة للمنافسة لـ"علي بابا" وغيرها من عمالقة التكنولوجيا المحليين.
وتسببت عملية التدقيق التي بدأت أواخر عام 2020، في سحب طرح عام أولي مخطط للشركة في اللحظة الأخيرة، كما تعرضت "علي بابا" لغرامة قياسية قدرها 2.75 مليار دولار بسبب ممارسات غير مشروعة مفترضة.
كما سُلطت غرامات وفرضت قيود تجارية عديدة على شركات تكنولوجيا كبرى أخرى.
واستهدفت الحكومة إساءة استخدام بيانات المستخدمين والممارسات التجارية الاحتكارية، وأبدت مخاوف من أن توسع شركة "آنت غروب" التابعة لمجموعة "علي بابا" في الإقراض عبر الإنترنت قد يؤدي إلى زيادة مستويات الدَين المقلقة في البلاد، لكن يبدو أن الدافع وراء الحملة الصارمة يعود جزئيا إلى تصور أوسع بأن شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى أصبحت قوية للغاية في غياب قواعد تنظيمية كافية.
ويأتي الضغط الحكومي في وقت يبدو أن قفزات المبيعات ونمو الأرباح الهائل باتت شيئا من الماضي بالنسبة لـ"علي بابا".
وطغى على الربع الأخير ضعف المبيعات خلال تخفيضات "يوم العزاب" في الصين والتي تبلغ ذروتها في 11 نوفمبر.
وأنشئ هذا المهرجان الأكبر للتسوق في العالم على شاكلة عروض "الجمعة السوداء" الترويجية في الولايات المتحدة، لكن المبيعات خلاله نمت بنسق أقل من المعتاد.
والزيادة الفصلية بنسبة 10 بالمئة في الإيرادات التي أعلنتها "علي بابا" أقل بكثير من الارتفاع الذي تجاوز 40 بالمئة في الأعوام الماضية.
ويعزو محللون صعوبات "علي بابا" إلى سياسة الصين الصارمة لاحتواء وباء كوفيد والتي تعطل الإنفاق الاستهلاكي، إضافة إلى اشتداد المنافسة المحلية من شركات مثل "جي دي دوت كوم" (JD.com) و"بيندودو" (Pinduoduo).