غزو أوكرانيا.. 4 سيناريوهات روسية وخطة أميركية "أقل إثارة"
سكاي نيوزطبول الحرب تقرع في أوكرانيا
رجّح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن يُقدم نظيره الروسي، فلاديمير بوتن، على غزو أوكرانيا،
مؤكدا أنه "سيدفع ثمنًا باهظًا جدًا، وسيندم على ذلك".
وأضاف بايدن خلال مؤتمر صحفي بمناسبة مرور عام على وصوله إلى البيت الأبيض: "أعتقد أنه سيتحرك"،
مشيرًا إلى أن أي "توغل طفيف من شأنه أن يثير استجابة أقل من غزو واسع النطاق للبلاد".
وأكد أن "أميركا ستحاسب روسيا إذا غزت أوكرانيا، وإذا نفذت موسكو غزوًا واسع النطاق سيكون كارثة بالنسبة لهم،
وإذا استمروا في الجهود السيبرانية فيمكننا الرد بالطريقة ذاتها".
لماذا ترغب روسيا في غزو أوكرانيا؟
الصحفي البريطاني، تيم مارشال، قال إنه "في أثناء الحرب الباردة،
تم تقسيم أوروبا إلى حد ما إلى دول الناتو في الغرب وحلف وارسو وهيمنة موسكو في الشرق".
وأضاف، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "هناك سلسلة جبال تمتد عبر أوروبا، وجبال الكاربات.
من بحر البلطيق هنا، حيث يبدأ الكاربات هناك، هذه أرض مستوية،
ومن خلال تلك الأرض المسطحة جاء نابليون والفرنسيون وهتلر والألمان والعديد من الآخرين
الذين غزوا روسيا من هذا الاتجاه، وهذا يجعل روسيا متوترة للغاية".
وتابع: "لذلك، فهي تسعى إما إلى سد هذه الفجوة باحتلالها، أو إن لم يكن كذلك،
حيث تنفتح الأرض على أرض مستوية، فإنها تريد على الأقل السيطرة عليها".
وأشار إلى أنه "في عام 2014، كان رد فعلها هو احتلال ثم ضم جزء من شبه جزيرة القرم في أوكرانيا وموانئ المياه الدافئة في سيفاستوبول، والتي تتيح للأسطول الروسي الوصول من البحر الأسود إلى البحر المتوسط،
ومن هناك إلى ممرات المحيطات الكبرى في العالم".
كما أدى إلى تخمير الحرب الأهلية في منطقة دونباس من أجل إنشاء منطقة عازلة صغيرة، والآن،
يبدو أن "بوتن أكثر طموحًا".
4 سيناريوهات
وأوضح مارشال أنه "الآن إذا كان هناك غزو، فمن المحتمل أن يحدث أحد السيناريوهات الأربعة التالية، أولها احتلال منطقة دونباس بالكامل وضمها، والتوجه منها إلى شبه جزيرة القرم وضم كل هذه الأراضي؛ لذا فإن منطقة روسيا العازلة ستكون أكبر".
وأضاف: "بمستوى أعلى من ذلك، فإن السباق يكون على طول ساحل البحر الأسود،
على طول الطريق إلى أوديسا، وهي مدينة ناطقة بالروسية، وضم كل الساحل وعزل أوكرانيا عن البحر الأسود".
وتابع: "الأكثر طموحًا من السيناريوهات السابقة، تحريك القوات إلى بيلاروسيا، الصديقة لروسيا،
وتنزل من بيلاروسيا عبر ما يسمى بأهوار بينسك، التي تتجمد في الشتاء، وتحيط بالعاصمة الأوكرانية التي تسمى كييف".
وأوضح أن أفضل وقت للقيام بذلك هو الشتاء، لأنه سيكون تقدمًا ميكانيكيًا وتحتاج الأقسام الآلية إلى أرض متجمدة صلبة.
وفي خطابه، كشف بايدن وجود اختلافات في حلف الناتو بشأن ما ترغب الدول القيام به للرد على أي غزو روسي.
وعن خيارات أميركا لمساعدة أوكرانيا حال تعرضت لغزو روسي، قالت وكالة "أسوشيتد برس"
إن بايدن لا يخطط للرد على غزو روسيا لأوكرانيا بإرسال قوات قتالية،
لكن يمكنه النظر في مجموعة من الخيارات العسكرية الأقل إثارة، والتي لا تزال محفوفة بالمخاطر،
بما في ذلك دعم المقاومة الأوكرانية بعد الغزو.
وأوضحت أن المبرر وراء عدم الانضمام بشكل مباشر إلى الحرب الروسية الأوكرانية
هو أنه ليست لدى الولايات المتحدة التزام تجاه أوكرانيا، والحرب مع روسيا ستكون بمثابة مراهنة هائلة،
بالنظر إلى احتمال توسعها في أوروبا، وزعزعة استقرار المنطقة،
والتصعيد إلى مرحلة مخيفة تتمثل في المخاطرة بوقوع تبادل نووي.
استنزاف روسيا
وفي 13 يناير، كتب سيث جونز، عالم السياسة الأميركي، وفيليب واسيليفسكي،
ضابط سابق بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، تحليلًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية،
أكدا خلاله أن مفتاح إحباط الطموح الروسي هو منع موسكو من تحقيق انتصار سريع
وزيادة التكلفة الاقتصادية والسياسية والعسكرية من خلال فرض عقوبات اقتصادية،
وضمان عزلة سياسية عن الغرب، وإثارة احتمال أعمال تمرد طويلة الأمد تنهك الجيش الروسي.
ورأى جونز وواسيليفسكي أنه بالإضافة إلى فرض عقوبات قاسية على روسيا حال الغزو،
يجب على الولايات المتحدة أن تزود أوكرانيا بمساعدة عسكرية واسعة النطاق.
وأضافا: "يجب أن تكون الولايات المتحدة والناتو مستعدين لتقديم دعم طويل الأمد للمقاومة الأوكرانية بغض النظر عن شكلها الذي ستتخذه في نهاية المطاف. ويمكن تسليم تلك المساعدات بمساعدة القوات الأميركية،
من بينها قوات العمليات الخاصة، أو قد تكون عملية سرية بقيادة وكالة الاستخبارات المركزية".
غزو أوكرانيا وشيك
الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، قال إن موسكو تستميت لتأمين منطقة البحر الأسود،
كونها رئة مهمة لها تحقق بها العديد من المصالح الاقتصادية في مجالات الطاقة والتجارة والاقتصاد،
وما يحدث حاليًا يأتي بعد محاولات أميركية لمزاحمة روسيا في المنطقة.
وأضاف الكاشف، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن خطاب بايدن يؤكد أن هناك معلومات استخباراتية
بأن بوتين عازم على الغزو خلال وقت قصير.
وحول دعم الغرب لأوكرانيا، أشار إلى أنه سيكون معنويًا دون قوات على الأرض،
وليس بيد الغرب غير استخدام العقوبات سواء عبر فصل النظام المصرفي الروسي
عن نظام الدفع السريع الدولي أو إجراءات تستهدف صندوق الثروة السيادية الروسي،
وكذلك وضع قيود على البنوك التي تحول الروبل الروسي إلى عملات أجنبية،
وكذلك هناك ورقة ضغط تتمثل في خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.
و قالت قناة "NBC" الأميركية، في تقرير،
إن روسيا تضع الغرب أمام ثلاثة خيارات:
غزو واسع مع سيطرة كاملة على منطقة دونباس أو عملية محدودة أو عدم تحريك القوات،
وممارسة الضغط على كييف والغرب.