فيلم عن حياة أودري هيبورن.. أكثر من مجرد ممثلة وأيقونة جمال
أعلنت شركة "آبل" (Apple) بدء التحضير لفيلم السيرة الذاتية لأيقونة هوليوود أودري هيبورن، ورشحت لدور البطولة، إحدى شبيهاتها، روني مارا.
اشتهرت روني بأدوارها في العديد من الأفلام، منها "الفتاة ذات وشم التنين" (The Girl with the Dragon Tattoo)، و"كارول" (Carol)، ونالت عن كليهما الترشيح لجوائز الأوسكار، وفيلم "زقاق الكوابيس" (Nightmare Alley).
وسيتولى لوكا جوادانيينو إخراج الفيلم، وكانت آخر أعماله الفيلم الدرامي "نادني باسمك" (Call Me by Your Name)، على أن يقوم بكتابة الفيلم مايكل ميتنيك، الذي كان آخر أعماله الفيلم القصير "الفتاة المذهلة" (The Staggering Girl).
لم يتم بعد نشر إعلان الفيلم، أو الإعلان عن التفاصيل والحبكة الدرامية، ولكن مسيرة هيبورن المهنية اللامعة كافية لنعرف لمحة عن أحداث الفيلم بشكل كبير.
المقاومة الهولندية خلال الحرب العالمية الثانية
عندما نستمع للموسيقى الكلاسيكية مع الغناء الرقيق والرقص المتقن، تتراءى لنا هيبورن في مشاهدها الرومانسية العذبة، كأنها شخصية خيالية وضعت فقط ضمن حبكات الدراما الرومانسية، ولكن في الحقيقة حياة هيبورن الشخصية مليئة بالمآسي والمصاعب.
بدأت قصتها عندما التقى والدها -الدبلوماسي جوزيف فيكتور أنتوني روستون- بوالدتها الأرستقراطية الهولندية البارونة إيلا فان هيميسترا، في جزر الهند الشرقية الهولندية، ثم تزوجا وانتقلا إلى بلجيكا، خوفا من ثورة ماركسية، وهناك ولدت أودري عام 1929.
كانوا يؤيدون النازيين في البداية، حتى أنهم سافروا إلى ألمانيا للمشاركة في تجمعات أدولف هتلر. وحينما انتقلت العائلة إلى إنجلترا عام 1935، أصبح جوزيف نشطًا في حركات هتلر، حتى أدركت والدة أودري بسرعة طموحات هتلر، وسافرت إلى أمستردام.
ما الذي قدمته أودري للعالم؟
بعد الغزو النازي لهولندا، قضت أودري ووالدتها شهورا طويلة تعيشان في قبو بملكية العائلة في آرنم بهولندا. خلال ذلك الوقت، أصبحت أودري عضوة نشطة في المقاومة الهولندية، حيث كانت تجمع التبرعات، وتحمل رسائل ومنشورات سرية، وتساعد في إيصال الطعام للطيارين. وساعدتها دروس الباليه في تقديم عروض لرفع الروح المعنوية للشعب الهولندي، وكانت تقدم عروضا مسرحية وغنائية للمقاومة الهولندية، للترفيه عنهم وإبعاد عقولهم عن الفظائع التي كانوا يعيشونها.
في نهاية الحرب، انتقلت أودري ووالدتها إلى أمستردام، وهناك انضمت إلى "مجموعة الجوقة" وبدأت في طريقها للسينما بعد أن أخبروها أنها لن تستطيع أن تصبح راقصة بسبب ضعفها البدني، وبالفعل لم تستسلم وأكملت طريقها الفني؛ وحصلت على أول أدوارها عام 1949 حين قدمت دور مضيفة جوية في فيلم "الهولندية في 7 دروس" (Dutch in Seven Lessons).
في وقت لاحق من حياتها، أصبحت أودري مناصرة لحقوق الإنسان، فعملت مع منظمات حقوق الإنسان مثل اليونيسف، ووجهت طاقتها إلى أعمال الإغاثة، ومنها إحدى زياراتها الشهيرة للصومال في الثمانينيات.
أسطورة هوليود الخالدة
خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت أودري هيبورن أيقونة الشاشة الفضية، وشاركت في نحو 35 عملا سينمائياً.
لم تتردد هوليوود طويلاً بعد أدوار هيبورن الأولى، وسرعان ما ألقت بالممثلة -البالغة من العمر 24 عاما- في دور الأميرة آن في فيلم "رومان هوليداي" (Roman Holiday) عام 1953، وشاركها في البطولة النجم غريغوري بيك الذي لعب دور المراسل. وبعدها اكتسبت شهرة عالمية، وحصلت على الأوسكار الأول كأفضل ممثلة.
وعام 1959، لعبت دور الراهبة في فيلم "قصة الراهبة" (The Nun’s Story)، وظهرت هيبورن في دور امرأة مبتلاة بمرض الشك، تشعر أن الله يدعوها لتكون راهبة، لكنها ترى نفسها غير قادرة على الالتزام بقواعد الدين الصارمة. ويعتبر هذا الدور أفضل أداء لهيبورن.
أصبحت هيبورن أيقونة منذ عام 1961، بعد ظهورها في شخصية هولي غولايتلي في فيلم "الإفطار في تيفانيز" (Breakfast at Tiffany’s). ومن هنا أصبح فستانها الأسود القصير إحدى علاماتها التجارية، وانتشر التصميم في جميع أنحاء العالم.
أعطت هوليود هيبورن الكثير من الفرص لتقديم موهبتها الكوميدية؛ ففي عام 1966، لعبت دور ابنة تاجر أعمال فنية مقلدة في فيلم "كيف تسرق مليون دولار؟" (How to Steal a Million).
وعام 1967، اكتسبت شهرة أكثر بعد أن دخلت عالم أفلام الرعب والإثارة وقدمت فيلم "انتظر حتى الظلام" (Wait Until Dark)، وهو فيلم إثارة بشأن امرأة عمياء يطاردها مجرم.
بعدها قررت أودري هيبورن اعتزال الفن. ومع ذلك ظهرت في عدد قليل من الأفلام بعد عام 1975. وعام 1988، بدأت حياتها المهنية الجديدة سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف، وعملت في المنظمة حتى وفاتها عام 1993.
الغريب أن هيبورن لم ترَ نفسها جميلة، ولم تدرك جمالها الاستثنائي، بل كانت مقتنعة أن أسنانها ملتوية وأذنيها وقدميها كبيرتان للغاية، وكانت لا تحب شكل أنفها. ولم تعتقد أبدًا أنها ستصبح ممثلة مشهورة. ولكن 35 فيلمًا تقريبًا وعدة جوائز أثبتت خطأها، لحسن الحظ.
بسمة خالد - الجزيرة.نت