قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم “يا أيّها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب
الآية-73-سورة الحج-
والسؤال هنا : ما قيمة ما يسلبه الذباب من طعامنا؟ وهل يتغذي الذباب أكثر على الطعام أم على الفضلات التى تخلص منها الإنسان ؟
وهل فكر إنسان يوما أن يسترد ما سلبه الذباب من طعام ليأكله مثلا أو يعيده الى طعامه؟!
وما حجم ما سيسترده؟!..
لو ذكرت الآية قطة تسلب الطعام أو أسد أو نمر وأننا نحاول أن نسترد ذلك ونستنقذ ذلك الطعام لربما كان أكثر منطقيا لأن ما يسلبوه يكون بحجم كبير!.
وهل أتت الآية بجديد إذا أخذنا المعني الأول؟ أى أنه من الطبيعي إذا سلبني الذباب شيئا ألا أفكر أبدا فى أن أسترد هذا الشئ منه بل أهش الذباب بيدي بسهولة؟ فهل تحتاج الآية لهذا التنبيه ببدايتها “يا أيّها الناس ضرب مثلا فإستمعوا له”
وسؤال آخر : لماذا أستخدمت فى الآية كلمة “يستنقذوه” بدلا من يستردوه؟ كيف ننقذ الطعام؟! فالإنقاذ وردت فى القرآن لنجدة الشئ الحي، كالإنسان، ولم ترد لشئ جماد.
علينا أن نتأمل الآية من جديد ونسأل : لماذا تم إختيار الذباب من بين كل الحشرات ؟
الذباب أولا: حشرة ضارة وموجودة في معظم بلدان العالم ومعروف أنها تنقل الأمراض.
ما أختيرت الذبابة إلا كرمز للحشرات الضارة والكائنات الدقيقة الضارة التى تسبب الأمراض كالطفيليات والفيروسات والبكتريا. ولا يوجد إنسان فى العالم لم يصب قط بمرض من أى نوع منها.
فالكائنات الدقيقة الضارة تتغذي على الدم أو تتغذي على خلايا الجسم (الحية) أى (تسلب) تلك الأشياء، ويصاب الإنسان بالمرض.
ولا يستطيع الإنسان (إسترداد ) أو (إنقاذ) أعضاءه وخلاياه الحية من تلك الكائنات الدقيقة التى تسرق من مكونات جسمه.
لذا إستخدمت الآية كلمة (يستنقذوه) تعبيرا عن إنقاذ الخلايا الحية داخل الجسم من مهاجمة تلك الكائنات الدقيقة.
أى المعني العام للآية هو :إن الذين تدعون من دون الله لا يستطيعون خلق كائنات صغيرة ودقيقة، ويمكن لهذه الكائنات أن تدخل أجسامهم وتسلب مكوناتها من دم وغذاء وقد تقوم بتعطيل عمل خلاياه الحية أو تدميرها أو قتلها، فلا يستطيعون رد ما سلب من مكونات أجسامهم أو حتى إنقاذها من أذاهم.
فالإنسان ضعيف أمام كائن أضعف منه.. (ضعف الطالب والمطلوب).
كما دقة الآية فى كلمة (تدعون من دون الله) وليست (تعبدون من دون الله) ، فهناك من يعبد الشمس والكواكب والنار والآلهة القديمة ، وهى ليست مما يصاب بمرض بكتيري . لذا كانت الكلمة (تدعون) للذين يتابعون ويؤمنون بأفكار الملاحدة والمشركين والمستهزئين من البشر الذين تصيبهم الأمراض .
وبالطبع هناك العقاقير والعلاجات التى تساعد فى القضاء على تلك الكائنات الدقيقة، وتلك العقاقير هى من خلق الله نفسه الذى خلق الإنسان وخلق الكائنات الدقيقة.
وفى هذه الآية الإعجاز العلمي بمعرفة الكائنات الدقيقة الميكروسكوبية الضارة وما تفعل بداخل جسم الإنسان وأن هناك خلايا حية مكونة للجسم، وذلك قبل 1400 سنة.
لذا نجد الآية التى بعدها “وما قدروا الله حق قدره إنّ الله لقوي عزيز