مطعم إدريس.. مَلِك الأطباق الشعبية في القطيف منذ 65 عاما «فيديو»
تغريد آل إخوان - تصوير: هاشم الفلفل - القطيف 20 / 2 / 2022م - 6:52 م

بلا ديكورات فخمة ولا دعاية تذكر، حافظ مطعم إدريس للمأكولات الشعبية في القطيف على مكانته، كوجهة رئيسية لمتذوقي الأطباق الشعبية في المنطقة منذ انطلاقته قبل 65 عاما.
يبرز مطعم إدريس بلا منازع عندما يأتي الحديث عن أشهى الأطباق الشعبية في القطيف مثل الهريس والباجة والممروس والساقو وأطباق البيض بأنواعها.
المطعم بدأ بموقد صغير وأواني قليلة على يد الحاج المرحوم «إدريس منصور القصاب» كما يقول نجله محمد الذي إلتقته ”جهينة الإخبارية“ بمكتبه في المطعم.
ويذكر محمد القصاب أن والده كان يتمتع بمهارة الطبخ وبدأ حياته طباخا في ”الدرويشية“ التي يطلق عليها الآن مقر المحافظة، إلى أن إلتحق في سن الأربعين بشركة أرامكو السعودية بمهنة طباخ أيضا «شيف» حتى بلوغه سن التقاعد.
وأثناء ذلك لم ينقطع الحاج إدريس عن بيع «العسلية بالشيرة» وهي ما يشبه ”القيمات“ التي يصنعها في المنزل ليبيعها في ساحة سوق السمك المركزي بالقطيف وسوق الخضار.
ثم عزم الحاج على استئجار محل استجابةً لاقتراح شقيقه الحاج علي بتأسيس ”قهوة“ حيث لم يكن لمسمى ”المطعم“ وجود في قاموس الناس آنذاك.
ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة الـ 65 عاما لمطعم إدريس والمستمرة حتى اليوم، والتي لم ينقطع خلالها يوما عن تقديم «الباجة» و«الهريس» وأطباق الفطور الشعبي بعد صلاة الفجر مستقطبا باعة السمك والتجار و«النواخذة» القادمين من أنحاء المنطقة والخليج.
وفي ظل غياب أي مقرات مكتبية في ذلك الوقت اتخذ النواخذة والجزافين وسائر الباعة في السوق من المطعم مكانا لإشباع جوعهم وتخليص حسابات البيع والشراء فيما بينهم.
ويقصد المطعم الذي مازال يحافظ على طابعه القديم، الكثير من الأهالي من مختلف المستويات خلال شهر رمضان لبيعه الأطباق الرمضانية التراثية ومنها: الهريس الساقو، والممروس والخبيص.
ويقول محمد القصاب إن المطعم كان يقدم الوجبات الشعبية الرمضانية خلال شهر رمضان حصرا، غير إن طلبات الأهالي الملحة دفعتهم لتقديم الوجبات الرمضانية طيلة العام وعلى مدار الساعة.
ويضيف بأن الطلبات على الأطباق الشعبية تزداد في المواسم الدينية لدرجة يقتصر عملهم خلال عاشوراء محرم على طبخ ”الهريس“ بصورة أساسية، تلبية لطلبات المآتم والحسينيات لتوزيعه على الحضور.
وبعد وفاة المؤسس «الحاج إدريس» عام 2000، حافظ أبنائه على استمرارية عمل المطعم، وسعوا في تطويره بتدريب الموظفين وتدشين المزيد من الأطباق الشعبية للغذاء والعشاء بدلا من الاقتصار على وجبة الفطور فقط، إضافة إلى توفير خدمات التوصيل عبر التطبيقات الإلكترونية.
المطعم الذي يقع في قلب القطيف بحي الشريعة، ولم يتغير مكانه منذ إنشائه، لم يفتأ يزداد شعبيةً بين أهالي القطيف وخارجها بتنوع فئاتهم بما في ذلك فئة الشباب.
وبرغم ارتباطه لسنوات بسوق السمك المركزي لم تتأثر نسبة قاصديه بشكل كبير بعد انتقال السوق إلى ”جزيرة الأسماك“ عند الواجهة البحرية مطلع العام الجاري.
وعلى هذا النحو مازال اسم «إدريس» محفورا في ذاكرة الكثير من رواده الذين يتهافتون عليه بحثا عن أطباقهم الشعبية المفضلة من الهريس والباجة والممروس وغيرها، برغم مرور السنوات وتطور أذواق الأجيال