كلنا نتذكر الصراع حول محاولة سحب الثقة من المالكي الذي قاده مقتدى الصدر ثم تراجع عنه بأمر إيراني علني
لينتهي الى التراضي تحت شعار أطلقه رئيس الجمهورية حينها جلال الطالباني لا بديل للمالكي سوى المالكي
بل ان أحدهم المدعو “عباس البياتي” ذهب ابعد من الطالباني
وقال: لو مات المالكي او قتل نستنسخ من جيناته مالكيا جديدا
اما الصراع الأكثر اثارة والأكثر تشابها بما يجري اليوم فهو الصراع الذي دار بين قطبي الرحى حينها نوري المالكي واياد علاوي
وعلى وجه التحديد في منتصف عام 2011 والذي دفع الناس الى درجة التوهم بان حربا ضروسا ستندلع بين الطرفين
حيث أصدر علاوي بيانات نارية اشبه بالبيان رقم واحد في الانقلابات العسكرية توعد في أحدها بالقصاص العادل من المالكي وحزبه
ووصفه هو وصحبه الأشرار بخفافيش ظلام خربوا البلاد والعباد وفسحوا المجال لإيران بالهيمنة على العراق ومقدراته
في حين كان رد المالكي أكثر قوة حيث اعتبر تصرف علاوي بمثابة بداية نهايته
وهدده بإصدار امر باعتقاله وتقديمه للمحاكمة بتهمة الارهاب والتآمر على الوطن
لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث، وعاد كلاهما لمستنقع عملية المحتل السياسية
الشيء الجديد في هذه المسرحية ان صراع اليوم أصبح مكشوفا أكثر من المعهود وأكثر صراخا وعويلا
وان المتصارعين لم يعد يهمهم ردود الفعل لا من قبل الشعب ولا من القانون
بل لم يتوان هؤلاء الاشرار عن توظيف الدم العراقي في هذا الصراع
بعد ان كان مقتصرا على تبادل الاتهامات والشتائم المبتذلة او التهديدات بكشف ملفات الفساد او جرائم القتل
اذ لا يمر يوم دون حدوث تفجيرات او السماح للمنظمات الارهابية بقتل الأبرياء او حدوث هجوم على هذه القرية او تلك
او قصف مطار او مقر وزارة او سفارة.
ترى إذا كانت هذه الصراعات مفبركة وتنتهي عادة الى التراضي فما الحاجة اليها اذن؟