في سيهات.. بعد خمسة عقود فاطمة آل هلال تعيد الكردوة لتعرف بالأزياء الأصيلة والأنيقة
بواسطة : حكيمة الجنوبي
ما بين خيط وإبرة وقطعة قماش نسجت فاطمة حسن آل هلال مواهبها الفنية في الخياطة والتطريز، في حياكة دمية الكردية (الكردوة) التي كانت تلهو بها في طفولتها، وتحتضنها تارة وتحدثها تارة آخرى، وتمثل الإبداع في تحويلها من دمية قماشية تستند على عودين من الخشب غير واضحة الملامح، إلى دمية جميلة الهندام والمحيا.
واتحدت موهبتها في الخياطة مع مواهب اختيها الفنية، الفنانتين ريم وآيات آل هلال اللتين عززتا ما تملكان من تمكن في التفصيل والخياطة بإخراج فن فريد، يمتزج بفنهم التشكيلي، ويواكب ذائقة المحيطين بما تملكان من مهارات.
وحكت فاطمة آل هلال قصتها لـ «القطيف اليوم» بقولها: “تولد حبي للدمى مع سنوات طفولتي الأولى، واللعب بها وكأنها بناتي، وصنع عدة أشكال وأحجام منها، بواسطة عيدان الخشب، وبعض القماش الزائد عن الحاجة، مما دعى والدي إلى نجارة دولاب خاص من ثلاث رفوف لترتيبهم فيه حيث أخذوا رفًّا كاملًا لهم”.
وتواصل: “ومع السنوات انشغلت عن الدمى بالمسؤوليات الحياتية التي تتوزع بين الدراسة وبيت الزوجية، الذي دخلته وأنا في منتصف العقد الثاني من عمري، وبين مسؤولية الأبناء، وكنت اختلس وقتًا لتعلم خياطة الملابس وتنفيذها بالملاحظة والمحاكاة، ورغم أني لم أدخل دورات تدريبية، إلا أني أنفذها بإتقان، كما اتجهت إلى بيع الملابس الجاهزة والمطليات التي تركتها مع الأيام”.
وتوالت السنوات إلى أن اجتاح فيروس كورونا المجتمع والعالم، ومع فرض الحجر الإجباري على المجتمع، شعرت بفراغ في وقتها، وهنا اقترحت عليها اختها ريم أن تعود إلى هوايتها الأولى، صنع الدمى، وبعد أكثر من خمسة عقود زمنية، متسائلة هل أستطيع أو هل سأجد من يرغب بها مع تطور الألعاب ووسائل التسلية للبنات، إلا أن إصرار من حولها كان دافعًا نحو التجربة.
نفذت تجربتها الأولى بكل حماس إلا أنها ارتأت أن تستغني عن العيدان بالقطن في بناء هيكل الجسم، واستحداث ملابس جميلة ذات أناقة تواكب العصر الحالي، وتخطو لأبعد من ذلك في التفكير في رسم ملامح للوجه من قبل اختها آيات، باستخدام الألوان الخشبية، وأقلام الفلوماستر والحبر، مركزةً على إبراز ملامح الدمية بشكل جاذب وناطق، فكانت أول دمية صنعتها هدية لزوجة أخيها، وعليه توالى الطلب من العائلة لاقتنائها وتوزيعها أو بيعها عليهم.
وركزت من خلال تصاميمها على إبراز الأصالة والتراث الشعبي في الزي الخليجي، بالإضافة إلى لمسات من التميز والأناقة في تصميم الملابس الحديثة، وأن يكون لكل دمية ملامح وزي خاص لا يتكرر في الأخرى، اطلقت عليها اسم “هلالة” نسبة إلى اسم عائلتها آل هلال، كما أن اسم هلالة هو الاسم الثاني لفاطمة بين المقربين، وتم اختياره للدمية كونها إنتاجًا مشتركًا بين الأخوات الثلاث.
على ضوء ذلك اختزلت بنات آل هلال تجربتهن في تنظيم معرض العرايس “صورة هلالة”، على نسختين، حيث حمل في نسخته الثانية عنوان “زفة” واختتم يوم الخميس 17 فبراير 2022م، حيث انطلق في 9 فبراير لمدة أسبوع، ثم توقف إلا أنه استؤنف لوجود طلب لتمديده إلى يوم الخميس 17 فبراير 2022م، في مرسم ريات بسيهات.
خرج معرض (زفَّة) من بين أنامل فاطمة آل هلال، وخصص بإنتاج وعرض 50 صورة لهلالة، بزيها الشعبي الذي يعرف الزوار على الملابس التراثية الشعبية وما تحمل من فلكلور أصيل منذ القدم، وعرضت بقالب شعبي، يرافقها تصميم جلسات شعبية جميلة، تضفي جمالًا للمشاهد.
وشاركت الفنان ريم آل هلال بالمعرض بركن، عرضت فيه دمى إبداعية، وهي تمثل شخصيتها مع زوجها وابنتي فاطمة في حفل زفافهما، كما ساهم زوجها حسين أحمد بصنع الكوشة لنفس الركن.