هيَّـمت روحي بروح ترتقي نـَهـْـلا
مائــيـَّـة نسَـجَـت من نبضِـها ظِـلا
قدْ رفَّ مطلعـُـها حين الهطول وذا
غديرُهـا مُـثـقل والنـَهرُ لا يُـبْــلى
قد شاءَ أن يَـهرقَ الأنظارَ في دِعةٍ
ما فارَ تنورُها إلا انطوَتْ نـُجْـلا
فكانَ أصدق ما هَـاجَ الفؤاد بهِ
والصدق فيه عنقود لهَوى أحلى
ما زالَ يأوي إلى لحْن يُهمهـِمُـهُ
في لحظة قرَّبتـْـني لاسمِه وصْـلا
في همسَـة هَربتْ مني إلى أمَلي
إلى العليُّ الذي قد جَاءني مَـهلا
قد عادَ يَـغزلـُني تـِـيـهاً ألــمُّ بهِ
تشرُّدي زمَـنـًا في صُورة خجلى
فمَن أنا ؟.. آخرُ الآتين يحملـُني
إلى هَديرِكَ موج مُـتعب ضَـلا
أراك والدرب تأتي بي وتسكنني
منفى يلف ذراعيه رؤى جذلى
فها أَرَاه وفي آمَـاله قفتْ
نبوّة بين أسراب الدُعا حُبلى
وكعبة جدَّلتْ أستارَها شغفـًا
كي يولدَ النورُ في أحضانِـها طِـفلا
أَحجَارُها عشِقتْ طـُهـْراً تعوَّدَ أن
يُـلامسَ الغيبَ إذ يعلو بهِ فـَضلا
ووَقـَّـعَـتـْه قلوبٌ بابتسامتِـها
حتى تـَـلتـْـه وصيّــًا للعُلى أعلى
عليُّ يا مُطلـَـقَ الآيات يا جـِهَـة
إلى السَّماء بَـنـَتْ من هَدْيـِـها عَدلا
فالشوقُ تعصرُهُ الأرواحُ خالدةٌ
والعشقُ قد حَاصَرَ الدُّنيَـا بما أدلى
وفي دَمِي تسكرُ الآصالُ رَاوَدَها
مني الحنينُ بنار جَـمرُها صلـَّـى
يا قرِّبـُوا اللهبَ الأذكـَى وجذوتـَـهُ
يا حرِّقونِـي هوىً في حُبـِّه الأغلى
دَعُوا فتاتاتِ أوجَاعي تـُراهقـُني
طهَارة لِـعليٍّ والجَوى يُـتلى
دَعُوا جراحيَ تسْـتـنبي منابعَـها
فالجُـرحُ هيَّـأني كي أسألَ الرَملا
عن الحياة التي مرَّتْ بـ مُلهِـمِـها
في أوَّلِ الخلق مَن يَهدِي لها الأصْلا
عن العليِّ الذي قد صَـبَّ مولدُهُ
غـُفرانَ عمر تهادى سَـاكِباً نـُبلا
عن الذي طوّقَ الدُّنيَـا بحكمتهِ
والكونُ لم يهتد إلا به السُـؤلا
أمدُّني نقطة مَـسكـُونة ولهً
ليومكَ المُنتهى في أحرفي العَجلى
لـُقـيَـاكَ يا أكبراً من شوق جارحتي
لم يكتشِـفـْني لأفنى فيك أو أبلى
فخذ بكلـِّـي رفيفاً طعمهُ مطرٌ
وغيمة طارَحتْ من شوقـِها الكـُـلا
،،،،،،،،،،
منقول