كل ما تحتاج معرفته عن الإرتجاع المعدي المريئي
كل ما تحتاج معرفته عن الإرتجاع المعدي المريئي
الارتجاع المعدي المريئي من مشاكل الجهاز الهضمي
يُعدّ الإرتجاع المعدي المريئي من مشاكل ارتجاع المريء الأكثر انتشاراً. وبحسب دراسة واردة ضمن مجلة "Gut"، تبلغ نسبة انتشار مشكلة الإرتجاع المعدي المريئي في منطقة الشرق الأوسط 33% تقريباً.
وبالرغم من عدم التطرق كثيراً لمشكلة الحرقة في المعدة أو ارتجاع المريء أي ما يُعرف بالإرتجاع المعدي المريئي، قد تؤثر مثل هذه المشاكل سلباً على الجهاز الهضمي وتعيق القدرة على الاستمتاع بصحة بدنية جيدة طوال النهار بحسب ما أفادنا الدكتور أمير نزار، إستشاري الجراحة العامة في مستشفى فقيه الجامعي بدبي.
ومع ذلك، لا يجب أن يكون الإرتجاع المعدي المريئي مشكلة ترافقكم مدى الحياة. فما زال بإمكانكم التلذذ بالأطعمة المفضلة لديكم بعيداً عن أي انزعاج أو ألم في المعدة، إذا اتخذتم الإجراءات الوقائية الصحيحة قبل تناولها التي نتناولها سوياً مع الدكتور نزار في موضوعنا اليوم.
ما المقصود بداء الإرتجاع المعدي المريئي GERD؟
هو عبارة عن حالة هضمية يتجمع فيها حمض المعدة ويسيل مرة أخرى إلى داخل المريء، ما يؤثر على البطانة المريئية. ويُعد الإرتجاع الحمضي وحرقة المعدة من العلامات الدالة على مشكلة الإرتجاع المعدي المريئي.
وعلى الرغم من أن الإرتجاع الحمضي وحرقة المعدة شيء طبيعي، إلا أن المرء قد يعاني من داء الإرتجاع المعدي المريئي إذا ظهرت عليه هذه الأعراض بشكل مزمن أو في غالبية الأوقات.
الإفراط في الأكل وعلاقته بالإرتجاع المعدي المريئي
وفقاً للدكتور نزار، عندما نتناول الطعام بقدر معتدل، ستعمل وظائف أجسامنا بشكل مثالي. ولكن حينما نفرط في تناوله، سيترتب على هذه العادة مشكلتين اثنتين. الأولى هي أن معدتنا ستحوي الكثير من المأكولات بداخلها مما سيزيد فرص حدوث التجشؤ وارتجاع الحمض المعدي. وبالتالي، يمكن أن يؤدي الإفراط في الأكل إلى سوء أعراض الحموضة المعوية والإنزعاج في البطن لكل فرد يعاني بالفعل من داء الإرتجاع المعدي المريئي.
والمشكلة الثانية، هي أن الإفراط في تناول الطعام يزيد من معدل السعرات الحرارية بالجسم. تكمن أزمة زيادة هذه السعرات في تحولها إلى دهون مخزنة في أجسامنا، ما يسبَب زيادة الوزن والسمنة. كما ستعمل الكربوهيدرات المرتفعة على إجهاد عمل البنكرياس، وهو العضو المسؤول عن إفراز الأنسولين بهدف تنظيم مستويات السكر في الجسم (الجلوكوز). وإذا ما أفرط الإنسان في الأكل لمدة طويلة من عمره، سيصبح عرضة للإصابة بداء السكري والسمنة والإضطرابات الأيضية مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
كيف يتسبب الإفراط في الأكل بظهور مشكلة ارتجاع الحمض أو تفاقمها؟
معدتنا لديها القدرة على التمدد واستيعاب كمية محدودة من الطعام والشراب. فتناول الأكل بعد الشعور بالإمتلاء (التخمة) يزيد من مخاطر ارتجاع الحمض المعدي. وعندما يستهلك شخص ما وجبة طعام، يتراكم الحمض المتجمع في المعدة على الطعام من فوق.
يوجد جيب الحمض ناحية الجزء العلوي من المعدة وذلك إذا كان الشخص يقف منتصباً. ويزيد الإفراط في الأكل من احتمالية التجشؤ والذي يُعرض بدوره المريء السفلي (مجرى الطعام من الحلق إلى المعدة) للآثار الحارقة التي تنتج عن تدفق حمض المعدة.
ولدى حمض المعدة القدرة على تحفيز الضرر الكيميائي في الجزء العلوي من البطن أو الجزء الأوسط السفلي من الصدر. ولربما يختلط، لدى المرء، الشعور بالحرقة مع ألم الصدر الناتج عن الإصابة بالنوبة القلبية.
فضلاً عن ذلك، فإن ارتجاع الحمض والطعام لا يحدث لمجرد تناول وجبات كبيرة أو التهام الطعام سريعاً، بل يمكن أن يكون بسبب الإستلقاء فوراً بعد الأكل. وتزيد مخاطر ارتجاع الحمض المعوي لدى الكثيرين عند التمدد على الفراش في غضون ثلاث ساعات من تناول الطعام.
الأطعمة التي تسبب مشكلة ارتجاع الحمض أو حرقة المعدة
تتسبب العديد من الأطعمة في أزمة الارتجاع الحمضي وحموضة المعدة أو تفاقم الإصابة بهما، وقد يتغير هذا الأمر من شخص لآخر أو يكون مخصوصاً بكل حالة على حدة.
والأطعمة الغنية بالدهون أو الأملاح أو التوابل هي المحفزات الأسوأ عموماً، وذلك مثل:
- الوجبات اللاذعة والمليئة بالحمضيات وصلصات الطماطم والخل.
- الوجبات الدسمة مثل النقانق واللحم المقدد التي تضغط المعدة لمدة طويلة وتزيد من ذلك عليها ومن ثم تتيح للحمض فرصة الدخول إلى المريء.
- الكافيين والشوكولاتة والنعناع والمشروبات الغازية.
- الوجبات الخفيفة المصنوعة والجبن.
- الكحول.
- الوجبات السريعة.
- الأطعمة المقلية.
- الفلفل الأسود والثوم والبصل النيئ.
أطعمة تساعد على تجنب الإرتجاع المعدي المريئي
هنالك العديد من المأكولات التي ستساعدك على تفادي أزمة ارتجاع حمض المعدة، وهي الآتية:
- الأطعمة القلوية: التي تحتوي على قيمة أعلى من الحمض الهيدروجيني ويمكنها المساعدة على توازن الحمض المعدي القوي. وتشمل الأطعمة السلطات والمكسرات والقرنبيط والشمر والبطيخ بأنواعه والموز وغيرها.
- الأطعمة الغنية بالماء: مثل الخيار والكرفس والبطيخ والخس، التي تعمل على تخفيف وخفض مستوى حمض المعدة.
- الأطعمة الغنية بالألياف: تعزز الشعور بالإمتلاء ما يقلل فرص الإفراط في الأكل المتسبب بحرقة المعدة. والوجبات الغنية بالألياف تتضمن الحبوب الكاملة (دقيق الشوفان والقمح الكامل والكينوا والأرز البني) والخضراوات الجذرية (البطاطا الحلوة والجزر واللفت والشمندر) والخضراوات الورقية (البروكلي والهليون والقرنبيط والأوراق الخضراء والخيار والحبوب الخضراء).