تطوير "عيون إلكترونية" تمنح الملايين أملا في استعادة البصر
حقق فريق من الباحثين الأستراليين اختراقا علميا حديثا في تقنية عين إلكترونية يمكنها أن تمنح القدرة على البصر للملايين الذين يعانون من شكل من أشكال ضعف البصر.
وأجرى الباحثون في جامعة سيدني وجامعة نيو ساوث ويلز بنجاح تجارب زرع عين الكترونية على الأغنام.
ومنحت التقنية الحديثة قطيعا صغيرا من الأغنام "بصرا حادا بشكل استثنائي"، باستخدام عيون آلية تم زرعها جراحيا خلف شبكية العين.
ووجدت التجربة أن الأغنام، التي أمضت ثلاثة أشهر في العام الماضي بالعيون الآلية الاصطناعية، استعادت الرؤية الجزئية، وبقيت التقنية متوافقة مع أجساد الأغنام، ونتيجة لذلك، قدم الفريق الآن طلبا لبدء اختبار الزرع على المرضى من البشر.
ويقول صموئيل إغنبرجر، مهندس الطب الحيوي الذي عمل على الزرع: "لم تكن هناك تفاعلات غير متوقعة من الأنسجة المحيطة بالجهاز، ونتوقع أن تظل في مكانها لسنوات عديدة".
وأضاف باحث آخر: "وجدنا أن الجهاز له تأثير ضئيل للغاية على الخلايا العصبية اللازمة لخداع الدماغ .. ونتوقع أنه يمكن أن يظل في مكانه بأمان لسنوات عديدة".
وكانت الفكرة من وراء اختبار التقنية في الأغنام هي التأكد من أن الغرسات لا تسبب آثارا جانبية غير مرغوب فيها.
كيف تعمل التقنية؟
يعمل الجهاز المعد للزرع، والمسمى Phoenix 99، على خداع العين بشكل أساسي لتعلم الرؤية مرة أخرى، عن طريق الإرسال اللاسلكي من كاميرا صغيرة متصلة بزوج من النظارات الشمسية على شكل إشارات كهربائية مباشرة إلى شبكية العين لمرتديها، ثم تتم معالجة هذه الإشارات بواسطة العصب البصري وإرسالها إلى الدماغ.
وعادة، تستشعر شبكية العين البشرية الضوء وترسل نبضات كهربائية إلى الدماغ لمعالجتها. والمرضى الذين يعانون من أمراض الشبكية التنكسية يفقدون هذه الوظيفة بمرور الوقت، ما يجعلهم يصابون بالعمى.
وتخلق الغرسة شبكية اصطناعية من خلال كاميرات مثبتة على النظارات موضوعة بالقرب من عيون المريض.
وتقوم الكاميرات بعد ذلك بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية بالطريقة التي تعمل بها شبكية العين عادة وتنقل الغرسة تلك الإشارات إلى الدماغ. ومع بقاء الخلايا السليمة في العين، يمكن للتقنية المزروعة أن تعيد الرؤية الجزئية للمريض.
ويعتقد الخبراء أن العيون الإلكترونية مثل Phoenix 99 يمكن أن تصبح شائعة في غضون بضع سنوات.
وعمل العديد من علماء الطب الحيوي على تطوير أنظمة عيون إلكترونية مماثلة على مر السنين، وشهد هذا المجال تقدما مضطردا مع التطورات الجديدة التي نجحت في استعادة الرؤية الجزئية.
على سبيل المثال، طور فريق في ألمانيا غرسة عين إلكترونية منذ عدة سنوات باستخدام ألواح صغيرة من الثنائيات الضوئية الدقيقة الحساسة للضوء لاكتشاف الضوء وترجمته إلى نبضات كهربائية.
وهناك العديد من الشركات الأخرى التي تعمل على أنظمة مماثلة، بما في ذلك Second Sight وMonash Vision Group، ومقرها أستراليا. وتقوم شركة مقرها فرنسا تسمى Pixium Vision باختبار نظامها أيضا القائم على زرع شبكية العين على البشر.
وما يزال أمام الباحثين طريق طويل قبل أن يتمكن المكفوفون من استعادة الرؤية بشكل كامل. ومع ذلك، فإن نجاح كل نموذج للعين الإلكترونية يساعد في دفع المجال بأكمله إلى الأمام.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص حول العالم من شكل من أشكال ضعف البصر، يتراوح من مستوى معتدل إلى عمى كلي. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأثر المالي لذلك يزيد عن 25 مليار دولار سنويا على الاقتصاد العالمي.