النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع:

السيدة زينب عليها السلام (من المهد إلى اللحد)

الزوار من محركات البحث: 200 المشاهدات : 852 الردود: 8
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,089 المواضيع: 643
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 5850
    مزاجي: مرح
    أكلتي المفضلة: طائر البط البري
    موبايلي: هواوي بي ٣٠
    آخر نشاط: 28/April/2024
    مقالات المدونة: 24

    السيدة زينب عليها السلام (من المهد إلى اللحد)

    السلام على فخر المخدرات زينب


    السيدة زينب عليها السلام (من المهد إلى اللحد) ​باختصار...
    تاريخ الميلاد / السنة الخامسة أو السادسة للهجرة
    مكان الميلاد: المدينة المنورة
    مكان الدفن: دمشق
    الألقاب: عقيلة بني هاشم - أم المصائب
    الأب: الإمام علي (ع)
    الأم: فاطمة الزهراء (ع)
    الزوج: عبد الله بن جعفر
    تاريخ الوفاة / 15 رجب سنة 62 هـ.
    توفّيت سنة 62 للهجرة، ودفنت في مدينة دمشق. وهناك رأيان آخران: أحدهما أنها توفّيت في القاهرة، ودفنت هناك سنة 64 للهجرة. والآخر يرى أنها دُفنت في مقبرة البقيع بالمدينة.



    سيرتها الذاتية

    هي زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، أمّها السيدة فاطمة الزهراءعليها السلام.[1]

    وفي معنى كلمة زينب أقوال، أهمها: اسم شجر حَسَنُ المَنْظَر، طَيِّبُ الرائحة.[2] وقد ورد أيضا أن أصلها زين أب.[3]

    ورد في بعض المصادر المعاصرة أنه لمّا ولدت جاءت بها أمّها الزهراءعليها السلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وقالت له: سمّ هذه المولودة، فقال ما كنت لأسبق رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم وكان في سفر له، ولمّا جاء النبي صلی الله عليه وآله وسلم سأله أمير المؤمنين ان یسمّیها، فقال: ما كنت لأسبق ربّي، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل، وقال له: سمّ هذه المولودة (زينب)؛ فقد اختار الله لها هذا الاسم.[4]



    ألقابها
    لقّبت السيدة زينبعليها السلام بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها، منها: عقيلة بني هاشم، والعالمة غير المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الحسين، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الحسين[5] وأم المصائب.[6]

    وتكنّى بأم كلثوم.[7]



    ولادتها ووفاتها
    ولدت السيدة زينبعليها السلام في المدينة المنورة في 5 جمادى الأولى، سنة 5 أو 6 من الهجرة النبوية،[8] وتوفيت (ع) يوم الأحد 15 رجب سنة 62 هـ،[9] وفي خبر آخر يوم 14 رجب.[10]



    زوجها وأولادها
    لمّا بَلَغت السيدة زينب الكبرىعليها السلام مَبلَغ النساء، خطَبَها ـ فيمَن خطَبَها ـ ابنُ عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وكان الإمام أمير المؤمنينعليه السلام يَرغَبُ أن يزوّج بناته من أبناء عُمومتهنّ أولاد عقيل وأولاد جعفر، ولعلّ السبب في ذلك هو كلام رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم ـ حينَ نظر إلى أولاد الإمام عليعليه السلام وأولاد جعفر بن أبي طالب ـ فقال: «بَناتُنا لبَنينا، وبَنونا لبَناتنا». وحصلت الموافقة على الزواج.

    وأنجبت زينب عليها السلام (علياً، وعوناً، وعباساً، ومحمداً، وبنتاً اسمها أمّ كلثوم).[11]



    خصالها، فضائلها ومناقبها
    علمها
    تلقّت علمها، من أمّها فاطمة الزهراء عليها السلام، وقد طوت عمراً من الدهر مع الإمامين السبطين (عليهما السلام).[12]

    ويشهد بذلك وبتبحرها في آيات القرآن الكريم خطبها وكلماتها في الكوفة وفي مجلس عبيد الله بن زياد وفي قصر يزيد بن معاوية في الشام، مضافاً إلى الأحاديث التي روتها عن أبيها أمير المؤمنين عليه السلام وأمّها فاطمة الزهراء (ع).[13] وكانت (عليها السلام) تعقد مجالس التفسير وبيان معاني القرآن للنساء في الكوفة إبّان حكم أبيها.[14]

    روى عنها الحديث كل من عبدالله بن عباس، ومحمد بن عمرو، وعطاء بن السائب وفاطمة بنت الحسين وغيرهم.[15] وروت هي عن المعصومين (ع) وفي موضوعات مختلفة منها: منزلة ومكانة الشيعة ومحبي آل محمد، قضية فدك، حقوق الجار، البعثة وغيرها.

    بل كانت على معرفة بالوقائع والأحداث التي جرت عليها في المستقبل، وقد أخبرها بذلك أبوها أمير المؤمنين عليه السلام.[16]



    عبادتها
    وأما عبادتها فهي تالية أمّها الزهراء عليها السلام. كانت تقضي عامّة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن، فكانت زينب من عابدات نساء المسلمين ولقبت بعابدة آل محمد،[17] فلم تترك نافلة من النوافل الیومیة إلّا أتت بها، ويقول بعض الرواة: إنها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من محرم. وقالت فاطمة بنت الحسين (ع) وأمّا عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة في محرابها، تستغيث إلى ربها، فما هدأت لنا عين، ولا سكنت لنا رنّة.[18]



    عفافها
    وردت فی بعض المصادر التي تعرضت لحياة السيدة زينب عليها السلام نماذج من عفافها وحجابها، فكانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم خرج معها أبوها الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخواها الحسنان، الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها، ويبادر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى إخماد ضوء القناديل التي على المرقد المعظّم، فسأله الإمام الحسن عليه السلام عن ذلك، فقال له: «أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك الحوراء».[19]

    وحدّث يحيى المازني قال: «كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدّة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً».[20]



    صبرها واستقامتها
    كانت عليه السلام المثال الأوحد في الصبر والاستقامة، قابلت ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود بصبر يذهل كل كائن حي، حتى أنها حينما وقفت على جسد أخيها الحسين عليه السلام في تلك الظروف العصيبة والمواقف المؤلمة بسطت يديها تحت بدنه المقدس، ورفعته نحو السماء، وقالت: «إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان».[21] وصمدت السيدة زينب (ع) أمام تلك العاصفة الهوجاء والمصيبة الكبرى رغم مظلوميتها وغربتها فكانت حقاً «الراضية بالقدر والقضاء».[22]

    وكان لها الدور البارز في نجاة الإمام السجّاد عليه السلام وتخليصه من الموت المحدق به في أكثر من مرّة، منها: لمّا هجم عسكر الكوفة على الإمام زين العابدين (ع)، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد شمر بن ذي الجوشن قتله، إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت: لا يقتل حتى اُقتل دونه.[23]

    وحينما ردّ الإمام السجّاد عليه السلام على ابن زياد في مجلسه استشاط غضباً، وقال: «ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد عليّ؟! اذهبوا به، فاضربوا عنقه».

    فتعلقت به زينب عليها السلام، وقالت: «يا بن زياد! حسبك من دمائنا». واعتنقته، وقالت: «والله لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه».[24]



    فصاحتها وبلاغتها
    بلغت السيدة زينب عليها السلام الذروة في الفصاحة والبلاغة، حتى وصف البعض ممن سمعها تخطب في الكوفة مدى الأثر البالغ الذي أحدثته العقيلة في خطابها، حينما قال: «لم أر - والله - خفرة أنطق منها، كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين (ع)».[25] وكانت فصاحتها وبلاغتها في مجلس عبيد الله في الكوفة ومجلس يزيد في الشام كفصاحة أبيها أمير المؤمنين (ع) وبلاغة أمّها في خطبتها الفدكية.[26]

    وقال من شهد خطبتها ومدى تأثر الناس بها: «فو الله لقد رأيت الناس- يومئذ- حَيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلّت لحيته، وهو يقول: بأبي أنتم وأمي!! كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى».[27]



    زينب (ع) في واقعة عاشوراء

    كان هدف السبط الشهيد أن يكوّن من أبناء الأمّة رجالاً يدافعون عن الحق أمام يزيد وطغيانه، ويستعدون للشهادة في سبيل الله، بل يجعلون هذه الشهادة هدفهم الأوّل، فكانت السيدة زينب عليها السلام الشاهدة على نهضة السبط الشهيد والحاملة لرسالتها إلى الآفاق، ولأن النهضة أساساً كانت تهدف بعث زلزال في الضمائر. فإن دم الشهداء كان سيذهب سدى من دون دور الشاهدة العظيمة زينب (ع)، ودور الشاهدين الآخرين معها.[28]

    وكانت باكورة ذلك حین أمر شمر في عصر العاشر من المحرم أن یرموا الحسین (ع) فرشقوه بالسهام، فخرجت زینب (ع) من باب الخيمة نحو الميدان، ثم وجّهت كلامها إلى عمر بن سعد، وقالت: «يا بن سعد! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟!» فلم يجبها عمر بشيء.[29]

    ثم نادت: «وا أخاه، واسيداه، وا أهل بيتاه، ليت السماء أطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل».[30]

    ولما انتهت إلى جسد أخيها المضرّج بالدماء بسطت يديها تحت بدنه المقدس، ورفعته نحو السماء، وقالت: «إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان».[31]

    وبعد أن انتهت من وداع الجسد الطاهر عادت راجعة إلى المخيم لتتولى مسؤولية الحراسة وإقامة مأتم الشهداء، خاتمةً ليلتها العصيبة تلك بالتهجد إلى ربّها ومناجاته، حتى انبلج عمود الفجر.



    موقفها حين قتل الحسين (ع)

    ذكر أرباب المقاتل والتاريخ أنها عليها السلام حينما جلست بالقرب من جسد أخيها توجهت نحو المدينة المنورة، وندبت قائلة: «وا محمّداه! بَناتُكَ سَبايا وذرّيتُك مُقَتّلة، تَسفي عليهم رِيحُ الصّبا، وهذا حسينٌ محزوزُ الرأسِ مِن القَفا، مَسلوبُ العمامةِ والرِّداء...».[32]
    وفي بعض الأخبار أنها قالت: بأبي مَن عسكرُه في يوم الإثنين نهبا، بأبي مَن فُسطاطُه مقطّعُ العُرى، بأبي مَن لا هو غائبٌ فيُرتَجى، ولا جريحٌ فيُداوى، بأبي مَن نفسي له الفِداء، بأبي المهموم حتى قَضى، بأبي العطشان حتى مَضى، بأبي من شيبتُه تقطرُ بالدماء.[33] فأبكت والله كلّ عدو وصديق.[34]

    لما وضعت الحرب أوزارها سيق من بقي من النساء والأطفال والعيال أسارى إلى الكوفة وهم في حالة يرزى لها، وما إن وصلوا إلى الكوفة حتى خطبت السيدة زينب عليها السلام في أهل الكوفة خطبة عظيمة وصفها بشير بن خُزيم الأسدي بقوله: «ونظرت إلى زينب بنت علي (ع) يومئذ، ولم أر خفرة - والله - أنطق منها كأنها تفرع من لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس».[35]، ثم قالت: «الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة...».



    قال بشير: «فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم، وضج الناس بالبكاء والنوح، ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رؤسهن، وخمشن وجوههن، وضربن خدودهن، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال، ونتفوا لحاهم، فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم».

    فلما خشي ابن زياد وقوع الثورة وانقلاب الناس عليه أمر بإدخال السبايا إلى قصر الإمارة.[36]

    فأدخلت السيدة زينب عليها السلام وسائر الأسرى إلى دار الإمارة إلا أنها (ع) لم تسكت، بل واجهت ابن زياد وهو في مجلس بكلام أدحض حجته وبيّن سفه رأيه.[37]

    وكان لكلام كل من السيدة زينب عليها السلام والامام السجّاد عليه السلام وأمّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين في الكوفة وفي دار الإمارة، بالإضافة إلى اعتراض كل من عبد الله بن عفيف الأزدي وزيد بن أرقم، الأثر الكبير في تغيير الرأي العام وندم الكوفيين على ما اقترفوه مما جعلهم يفكرون في الثأر للشهداء والانتقام من قتلتهم، وبهذا تشكلت النواة الأولى للمعارضة، وتمهدت الأرضية لثورة المختار والالتفاف حول حركته.



    سارع عبيد الله بن زياد بالكتابة إلى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الإمام الشهيد (ع) ووصول سباياه ورؤوس القتلى إلى الكوفة، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه، فبادر ابن زياد بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس إلى الشام.

    فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن.[38]

    وكان معاوية قد رسّخ جذور الحكم الأموي في الشام، وكانت الأمور متسقة أمام يزيد بن معاوية بسبب الماكنة الإعلامية القوية التي سخّرها آل أبي سفيان لتضليل الجماهير وإظهار الأمويين بمظهر الوريث الشرعي للنبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم, فكان الوضع السياسي والأمني مطمئنا لا يشوبه ما يكدر حياة يزيد السياسية؛ وقد وصف الصحابي سهل بن سعد الساعدي حالة الفرح والإبتهاج في الوسط الشامي قبيل قدوم السبايا بقوله: «خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول...».[39]

    ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب بمجرد دخول ركب السبايا إلى الشام وسماعهم خطب الإمام السجّاد عليه السلام وخطبة عمّته زينب (ع) التي فضحت البيت الأموي، وبينت عظم الجريمة التي اقترفها الأموييون من جهة، وخففت من غلواء العداء الشامي لأهل البيت (عليهم السلام) وحولته إلى حالة من الحبّ والتعاطف معهم. في تلك الأجواء عقد يزيد بن معاوية مجلساً لم يعقد من قبله حضره الرؤساء والحكام والقادة و....[40] وتحت تأثير نشوة الانتصار نطق بكلمة الشرك والكفر.[41]



    وجيء برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده.[42] مظهراً ما كتمه من عداء وبغض لرسول الله صلی الله عليه وآله وسلم والرسالة المحمدية، وأخذ یتمثل بقول ابن الزبعري المشرك و زاد علیها أبیات أخر:

    ليــت أشيـــاخي بـبدر شهدوا " جزع الخزرج من وقع الأسل

    لأهلــــوا، واستهلــــوا فـــــــــرحا " ثم قالـــوا: يا يــــزيد لا تشــــــــل

    لـــــــــــعبت هــاشم بالـــملك " فلا خبـــر جـــــاء ولا وحـــي نـــــــزل[43]

    وبينما هو يكرر تلك الأبيات منتشياً وإذا بالصاعقة الزينبية تبدد عليه نشوته، وتفسد عليه أحلامه، وترجعه خاسئاً حسيراً قد فقد المبادرة على الحركة التي تعيّد له ولسلطانه وسطوته، وأزاحت الستار عن عيون المغفلين وعقولهم، وأعادت الحق إلى نصابه، وبيّنت لهم مَن هم الشهداء الذين يتفرجون على رؤوسهم، ومَن هم هؤلاء الأسرى الذين ينظرون إليهم.[44]



    ولما رأى يزيد أن الجريمة التي اقترفها بقتل الحسين عليه السلام قد انكشفت، وبان ما كان قد تستر عليه، وأن خطب السيدة زينب عليها السلام وسائر عائلة الإمام الحسين عليه السلام كشفت زيف التعتيم الذي مارسه، أخذ بالتنصل عن الجريمة وإلقاء تبعة ذلك على عبيد الله بن زياد.[45]

    ثم إن يزيد أمر بأن تقام للسبايا والأسرى دار تتصل بداره، فزارهم نساء من آل أبي سفيان منهن هند زوج يزيد بن معاوية، فأقمن النياحة على الحسين عليه السلام.[46]

    وبعد ثلاثة أيام أمر يزيد بإرجاع الأسرى إلى المدينة.[47]



    قبرها
    الشام: المشهور أن قبر السيدة زينب (ع) يقع في جنوب العاصمة السورية دمشق حيث سميت المنطقة التي دفنت فيها بـ "الزينبية".[48]
    مصر: أورد بعض المؤرخين أن قبر زينب (ع) في القاهرة وتحديدا في منطقة السيدة الزينب حيث تم إعادة بناها لعدة مرات، فهذه البقعة معروفة بمقام السيدة زينب أو مسجد السيدة زينب وهو مزار يقصده المصريون وسائر المسلمين.
    مقبرة البقيع: هناك من المؤرخين يعتقد أن قبرها في مقبرة البقيع بالمدينة، ومن مؤيدي هذا الرأي هو السيد محسن الأمين.[49]

    """"""""""'''""'''''''''"""
    الهوامش
    1. ابن عساكر، أعلام النساء، ص 189 ــ 190.
    2. ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 453؛ 3.الزبيدي، تاج العروس، ج 2، ص 60.
    الزبيدي، تاج العروس، ج 2، ص 60.
    4.باقر شريف القرشي، السيدة زينب، ص 39؛ حسن الهي، زينب الكبرى عقيله بني هاشم، طهران، آفرينه، 1375، ص 29.
    5. نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 52و53.
    6. نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.
    7. نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.
    8.محلاتي، ذبيح الله، رياحين الشريعة، ج 3، ص 33؛ محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 17.
    9. القزويني، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد، دار الغدير، ص 561.
    10. القرشي، السيدة زينب بطلة التاريخ...، ص 298.
    11. ابن عساكر، اعلام النساء، ص 190، رياحين الشريعة، ج 3، ص 41 وترجمة زينب كبرى، ص 89.
    12.انظر: العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي، وفاة السيدة زينب من كتاب وفيات الأئمة، ص 437-438.

    13. ابن عساكر، أعلام النساء، ص 189.
    14. دلايل الامامة، الطبري، ج 3؛ ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ص 57.
    15. نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج 16، ص 210؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 13 و14 وبحار الأنوار، ج 6، ص 107.
    16. ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ج 3، ص 56 و73.
    17. جعفر النقدي، زينب الكبري بنت الامام، ص 61.
    18. احمد صادقي اردستاني، زينب قهرمان دختر علي، ص 106.
    19. سيد عبدالحسين دستغيب، زندكاني حضرت زينب (حياة السيدة زينب)، طهران، كاوه، ص 19.
    20. محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 99.
    21. سيد علي نقي فيض الاسلام، خاتون دوسرا، ص 185.
    22. سيد نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 24.
    23. المقرم، مقتل الحسين(ع)، ص 316.
    24. محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 117.
    25. أحمد بهشتي، زنان نامدار در قرآن وحديث (أعلام النساء في القرآن والحديث)، ص 51.
    26. سيد كاظم ارفع، حضرت زينب (عليها السلام) سيره عملي اهل بيت (السيدة زينب (ع)، سيرة أهل البيت العملية)، ص 88.
    27. السيد بن طاووس، اللهوف، ص 179؛ محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 110.
    28. انظر: مقال: محمد تقي المدرسي، الصديقة زينب، 7 / 1 / 1416 هـ، طهران.
    29. علي نظري منفرد، قصّه كربلا، ص 371.
    30. السيد بن طاووس، اللهوف، ص 159و161 / السيد عبد الرزاق الموسوي، مقتل مقرم، ترجمه عزيز الهي كرماني، ص 192.
    31. علي نقي فيض الاسلام، خاتون دوسرا (شرح حال زينب)، ص 185.
    32. ابومخنف، وقعة الطف، ص 259 / محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 59.
    33. محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 59.
    34. ابومخنف، وقعة الطف، ص 295 / محمّد بن جرير الطبري، تاريخ الامم والملوك، القاهرة، مطبعة الاستقامة، 1358، ج 5، ص 348ـ349 / محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 59.
    35. احمد صادقي اردستاني، زينب قهرمان دختر علي (زينب البطلة بنت علي)، ص 227ـ228.
    36. احمد صادقي اردستاني، زينب قهرمان دختر علي، ص 246.
    37. ابومخنف، وقعة الطف، ص 299و 300/ الشيخ المفيد، الارشاد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413، ص 353 / محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 117.
    38. سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 326؛ وانظر: صالح بن ابراهيم بن صالح الشهرستاني، تَاريخُ النِّياحَة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (ع)، ص 71.

    39. محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 327ـ328.
    40. سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 330.
    41.محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 248.
    42.حسن الهي، زينب كبري عقيله بني هاشم، ص 208.
    43. ابو مخنف، وقعة الطف، ص 306و307/ سيد بن طاووس، اللهوف، ص 213.
    44. محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 135 / السيد بن طاووس، اللهوف، ص 221.
    45 الشيخ المفيد، الارشاد، ص358/حسن الهي، زينب كبري عقيله بني هاشم، ص 244.
    46 ابومخنف، وقعة الطف، ص 311/ الشيخ عبّاس القمي، نفس المهموم، ص 265.
    47. ابن عساكر، اعلام النساء، ص 191.
    48. القرشي، السيدة زينب بطلة
    التاريخ...، ص 298 - 303.
    49. الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 140 - 141.
    منقول.......

  2. #2
    مساعد المدير
    ام محمد
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: روح إيليا وشمس الشموس
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 61,622 المواضيع: 1,031
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 121013
    مزاجي: I do not care about anyone
    المهنة: Graduate without appointment
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: iphone مال هسة +_-
    آخر نشاط: منذ 40 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    السلام على صاحبة القلب الصبور واللسان الشكورالسلام على أم المصائب من ذاقت من النوائب ما يذيب من الوجد القلوب~
    السلام على ڪعبة الاحزان.
    بوركت جهودك اخي
    احسنت النشر الرائع

  3. #3
    عضوية محجوبة
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2 المواضيع: 378
    التقييم: 35934
    شكرآ جزيلاً لك

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mays Al Taie مشاهدة المشاركة
    السلام على صاحبة القلب الصبور واللسان الشكورالسلام على أم المصائب من ذاقت من النوائب ما يذيب من الوجد القلوب~
    السلام على ڪعبة الاحزان.
    بوركت جهودك اخي
    احسنت النشر الرائع
    عـظــم الله اجــوركــم واحـــسـن لــــكـــــــم الــعــزاء بـهـــــذا الــمــــــصـــــــاب الالـــــيـم

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألـــيــــنــآ مشاهدة المشاركة
    شكرآ جزيلاً لك
    الشكر والتقدير و خالص الامتنان لتواجدكم العطر

  6. #6
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: ✣ ιn ệХỉļЭ ✣
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 31,607 المواضيع: 1,673
    صوتيات: 90 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 42837
    آخر نشاط: 25/September/2022
    مقالات المدونة: 10
    السلام على جبل الصبر الحوراء زينب سلام الله عليها
    احسنت اخي وجزاك الله خير الجزاء

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الگرعاوي مشاهدة المشاركة
    السلام على جبل الصبر الحوراء زينب سلام الله عليها
    احسنت اخي وجزاك الله خير الجزاء
    عـظــم الله اجــوركــم واحـــسـن لــــكـــــــم الــعــزاء بـهـــــذا الــمــــــصـــــــاب الالـــــيـم
    الله يحفظكم يــــــــــا رب

  8. #8
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: November-2021
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,189 المواضيع: 460
    التقييم: 2024
    مزاجي: جيد الحمد لله
    أكلتي المفضلة: كلشي من ايد الحبيبة والدتي
    موبايلي: Note 22
    جزيت خيرا وفي ميزان حسانتك اخ امير

  9. #9
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وارد مشاهدة المشاركة
    جزيت خيرا وفي ميزان حسانتك اخ امير
    الله يحفظك ويبارك فيك يارب

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال