المبالغة في الإطراء فشل في تنمية المواهب✍ أ/ مروان يحيى الشرعبي
__
احترافية الأقلام في سبك الأسلوب وحبكة الفكرة بالإثارة والتشويق ذلك هو الابداع وذروة النجاح..
في مجال اللغة وآدابها يكترث النص خياله، يداعب وجنتي اللغة بحروف لا تقبل التوقف قبل النهاية، تلك الأقلام المضيئة بأفكارها المرسومة على الورق، الساكنة في مخيلة العقول حين يتمعن القارئ جمال الشعور وتأثيره من خلال فصاحة الكلمة وبلاغة المعنى..
إن تنمية مواهب الكتّاب والأدباء، متشعب فيما نراه في وقتنا الراهن خلال وسائل التواصل الإلكتروني رغم بداهة الكثيرين في التنمية والمعرفة اللغوية إلا أننا نفتقد الكثير ممن يأخذون بأيدي المبدعين لتنمية مواهبهم وقدراتهم وتوظيفها توظيفا صحيحا..
يوجد الكثير من البرامج التي يجتمع فيها الموهوبين كبرنامج الواتس آب والفيس بوك وغيرهما، وهناك الكثير من المؤسسات التعليمية والمنتديات والمجموعات التي تهدف بمعناها العام إلى تنمية قدرات الشباب الموهوبين وللأسف لم يتحقق ذلك لأسباب متعددة تخرج عن هدف التنمية والتشجيع ومن تلك الأسباب:
_ اللجان الخاصة التي لا تمتلك الكفاءة في مجال مما يسبب القصور في توضيح وتفسير ونقد الموهب لدى الموهوب
_ الاطراء الذي يتجاوز في مبالغته في وصف النص الأدبي أو أي مجال آخر..
_تركيز بعض النقاد أو من يحل مكانهم على الأشخاص الموهوبين والابتعاد عن الموهبة التي أمامهم (كالنص الأدبي أو المقطع الصوتي ..الخ)
_ المدح المبالغ به والحديث عن جماليات الموهبة ونسيان أو ترك الأخطاء الموجودة..
_ التركيز على بعض الموهوبين وترك الآخرين..
وغير ذلك من الأسباب المذكورة التي قد يلاحظها الكثير خلال تواجده في وسائل التواصل والتي قد تكون عكس هدفها حسب زعم القائمين عليها..
إن التشجيع والتنمية لا تكون بمبالغة الاطراء والمدح والنظر بعين قاصرة في زاوية خاصة بل يجب دراسة الموهبة وتحليلها تحليلا صحيحا دون مجاملات أو تفريط بالحقيقة..
ربما أن فشل كثير منا نحن الكتّاب والمبدعين في مجالات الأدب والفن هو تقديس المدح والاطراء الذي نجده تعقيبا على كتاباتنا وابداعاتنا دون التطرق إلى الفحص الجيد لمحتواها وهدفها الأسمى، هذا منا يجعلنا نستمر على ارتكاب الأخطاء وعدم معرفتها إلا عند وقوعنا في الفشل وعدم تحقيق طموحاتنا..
إن عدم تقبل الملاحظات القيمة لدى البعض هو الجهل الحقيقي بكيفية التنمية وطرق النجاح
الجميع ليسوا كماليون ولديهم أخطاء لكن الاستمرار عليها هو الفشل ولا يرتقي شخص ما مالم يتعثر فيظل يحاول حتى ينجح..
لذا يجب أن نصدق في أعمالنا في تنمية وتشجيع الموهوبين بعيدا عن اختلافات الجنس البشري والعنصرية القومية.
_
16_فبراير_2022م