بطرازها المعماري الفريد وألوان بيوتها المبهجة، بمجرد أن تطأ قدمك هذه القرية لن تشعر أنك في مصر، إذ كل ما يحيط بك يوحي أنك على أرض تونس الخضراء، لكن حين تمعن النظر في ملامح سكانها المصرية، ستدرك أنك في قرية تونس بمحافظة الفيوم في مصر، أي في قطعة من تونس على أرض مصر.وتقع قرية "تونس"في الطرف الغربي من واحة محافظة الفيوم فوق تل مرتفع مُطل على بحيرة قارون، ويغلب على المكان الطابع الريفي التقليدي البسيط، وفقًا لهيئة الاستعلامات المصرية.
وبعيدًا عن جمالها الطبيعي، تُعتبر قرية تونس مركزًا مزدهرًا للفنون الثقافية نظرًا لسكانها الفنيين الذين شكلوا هوية القرية، باستخدام مهاراتهم في صناعة الفخار، والأعمال اليدوية، والحرف الخزفية الرائعة.
وخلال السنوات الأخيرة، تحولت قرية تونس من قرية غير معروفة إلى واحدة من أشهر القرى السياحية على مستوى مصر والعالم بفضل إقامة مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون التي تميزت بها القرية.
وقرّر المصور المصري محمد ورداني أن يخلد أهم ما يميز قرية تونس، التي تبعد حوالي 110 كيلومترات عن القاهرة، وتتبع مركز يوسف الصديق، خلال رحلته الأخيرة إلى محافظة الفيوم.
وفي مقابلة لموقع CNN بالعربية، أوضح ورداني أنه أراد من خلال توثيق قرية تونس إظهار روعة طراز بيوتها الفريدة التي تبهر زوارها، بهدف تسليط الضوء على المواقع السياحية الفريدة في مصر.
ويسعى ورداني بمشروعه المستمر إلى إعادة اكتشاف جمال مصر من زاوية مختلفة من خلال عدسة كاميرته الفوتوفراغية، لافتًا إلى أن قرية تونس تتميز بجمال الألوان والرسومات التي تزين جدران بيوتها.
ويقول: "تضم القرية نحو 250 بيتًا مزينًا برسومات الغرافيتي وألوان بديعة"، ومضيفًا أن المشي بين بيوتها يجعلك تشعر وكأنك في معرض مفتوح".
ويشير ورداني إلى الطراز المعماري الفريد الذي تتمتع به القرية، إذ أنه أشبه بالطراز التونسي حيث البناء بطريقة القباب البيضاء، والطين، والمساحات المفتوحة، ما يجعلها لا تشبه غيرها من القرى، على حد وصفه.
وبالنسبة إلى ورداني، فقد تركت القرية في نفسه طابع الهدوء وسط الجمال، ليكتشف سر تعلق السياح بهذا المكان وتكرار زياراتهم، وخصوصًا الزوار من فئة الفنانين، إذ تزيد هذه الأجواء الساحرة من إبداعهم، على حد تعبيره.
جانب من أعمال صناعة الفخار التي تشتهر بها القرية,
ويشرح ورداني: "تجد نفسك في مكان مختلف عن أي مكان آخر بالعالم من حيث الجمال المعماري والفني والحرف والأعمال اليدوية التي تميز هذه القرية".
تطل قرية تونس على ضفاف بحيرة قارون في محافظ الفيوم,
وتتمثل أبرز سمات قرية تونس في موقعها فوق تل مرتفع على ضفاف بحيرة قارون، مما أضفى عليها خصوصية. وتمكنت من خلال جمال بيوتها وشهرتها بالحرف اليدوية أن تتحول إلى مزار سياحي للباحثين عن جمال الطبيعة في مصر.
وحرص ورداني خلال عملية التوثيق على إبراز البيوت البيضاء التي تحمل تصميم إيطالي وأوروبي بلمسات مصرية، حسبما ذكره، مضيفًا: "وثقت جزءًا من الطبيعة حيث يجذب مناخ القرية الطيور المهاجرة بأعداد كبيرة على شاطئ بحيرة قارون".
تغطي الآلاف من القواقع شاطئ بحيرة قارون,
ومن أجل الاستمتاع بتجربة زيارة قرية تونس، ينصح ورداني بالتوجه لبيوت الأهالي لعمل الخزف، حيث يقوم الأهالي بتعليم الزوار أعمال الخزف وهي خدمة مجانية لجذب السياح.
كما ينصح زوار القرية بالاسيقاظ مبكرًا لمشاهده الطيور على ضفاف البحيرة، وركوب الخيل على الشاطئ والاستمتاع بمشهد بديع من ألوان أعداد هائلة من القواقع.