المجموعة الثالثة
من الفضائل المباركة للامام أمير المؤمنين علي عليه السلام
(«٣»)
༺༻64༺༻
عن إبن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صافح عليّاً (عليه السلام) فكأنما صافحني، ومن صافحني فكأنما صافح أركان العرش، ومن عانقه فكأنما عانقني، ومن عانقني فكأنما عانق الأنبياء كلهم، ومن صافح محبّاً لعليّ غفر الله له الذنوب، وأدخله الجنّة بغير حساب(71).
༺༻65༺༻
عن عبد الله بن عباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام):
يا عليّ، إن جبريل (عليه السلام) أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني، وفرح به قلبي، قال:
يا محمّد إن الله تعالى قال لي: إقرا محمّد منّي السّلام، وأعلمه أن عليّاً إمام الهدى، ومصباح الدّجى، والحجّة على أهل الدنيا، وإنّه الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، وإني آليت بعزّتي أن لا أدخل النّار أحداً توّلاه، وسلّم له وللأوصياء من بعده، ولكن حقّ القول منّي لأملأنّ جهّنم وأطباقها من أعدائه، ولأملأنّ الجنّة من أوليائه وشيعته(72).
༺༻66༺༻
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لو أن الرياض أقلام، والبحر مداد، والجّن حسّاب، والإنس كتاّب، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (73).
༺༻67༺༻
عن إبن عباس، عن النّبي (صلى الله عليه وآله) قال:
إن حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طنّت وقالت: يا عليّ(74).
༺༻68༺༻
عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
لو أنّ السماوات والأرض وضعت في كفّة، ووزن إيمان عليّ لرجح إيمان عليّ(75).
༺༻69༺༻
وبإسناد آخر عن عمر بن الخطاب قال:
أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسمعته وهو يقول:
لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ميزان، ووضع إيمان عليّ في كفة ميزان، لرجح إيمان عليّ(76).
༺༻70༺༻
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لا يعذّب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل عليّ وعترته (عليهم السلام)، ألا إنه لم يمش فوق الأرض بعد النّبيين والمرسلين أفضل من شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذين يظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرّحمة وتستغفر لهم الملائكة، الويل كل الويل لمن يكتم فضله(77).
༺༻71༺༻
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أتاني جبرئيل من قبل ربي تعالى، فقال: يا محمّد، إن الله تعالى يقرؤك السّلام ويقول لك:
بشّر أخاك عليّاً بأنّي لا أعذب من تولاه، ولا أرحم من عاداه(78).
༺༻72༺༻
نزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال:
يا محمّد، ان الله تبارك وتعالى يأمرك أن تحبّ عليّ بن أبي طالب، فإنّ الله تعالى يحبّ عليّاً ويحبّ من يحبّه.
فقال: ومن يبغض عليّاً ؟.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من يحمل النّاس على عداوته(79).
༺༻73༺༻
عن جابر بن عبد الله قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)(80).
༺༻74༺༻
عن أبي رافع قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا عليّ، والذي نفسي بيده لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمّر بأحد من المسلمين إلا أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة(81).
༺༻75༺༻
عن أنس، عن عايشة قالت:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عليّ بن أبي طالب خير البشر، من أبى فقد كفر.
فقيل لها: ولم حاربتيه؟.
فقالت: والله ما حاربته من ذات نفسي، وما حملني على ذلك إلا طلحة والزبير(82).
༺༻76༺༻
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا عمار، فإن سلك النّاس كلّهم وادياً، وسلك عليّ وادياُ فاسلك وادي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وخلّ النّاس(83).
༺༻77༺༻
عن المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال:
بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ملأ من أصحابه، وإذا بأسود (على جنازة) تحمله أربعة من الزنوج، ملفوف في كساء، يمضون به إلى قبره، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
عليّ بالأسود، فوضع بين يديه فكشف عن وجهه، ثم قال لعليّ (عليه السلام): يا عليّ، هذا رياح غلام آل النّجار.
فقال عليّ (عليه السلام): والله ما رآني قط إلا وحجلّ في قيوده، وقال: يا عليّ إني أحبّك.
قال: فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغسله، وكفنه في ثوب من أثوابه، وصلّى عليه وشيعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمسلمون إلى قبره، وسمع (الناس) دوياً شديداً في السّماء.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنه) قد شيّعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كل قبيل سبعون ألف ملك، والله ما نال ذلك إلا بحبّك يا عليّ، قال:
ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في لحده، ثم أعرض عنه،ثم سوّى عليه اللبن.
فقال له أصحابه: يا رسول الله رأيناك قد أعرضت عن الأسود ساعة ثم سوّيت عليه اللبن!.
فقال: نعم إن ولّي الله خرج من الدنيا عطشاناً، فتبادر إليه أزواجه من الحور العين بشراب من الجنّة، وولّي الله غيور، فكرهت أن أحزنه بالنظر إلى أزواجه فأعرضت عنه(84).
༺༻78༺༻
عن حذيفة، لمّا برز أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عمرو بن عبدود وقتله الله على يديه، قال له النبي (صلى الله عليه وآله):
أبشر يا علي، فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم(85)، وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عزّ بقتل عمرو(86).
༺༻79༺༻
عن أبي هريرة قال: كنت عند النّبي (صلى الله عليه وآله):
إذ أقبل علّي (عليه السلام)، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله):
يا أبا هريرة، أتدري من هذا؟.
قلت: نعم، يا رسول الله، هذا عليّ بن أبي طالب، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله):
هذا البحر الزاخر، هذا الشّمس الطالعة، أسخى من الفرات كفاً، وأوسع من الدنيا قلباً، فمن أبغضه فعليه لعنة الله(87).
༺༻80༺༻
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن الله يبعث يوم القيامة أقواماً يمتلئ من جهة السيئات موازينهم، فيقال لهم:
هذه السيئات فأين الحسنات، وإلاّ فقد عصيتم؟.
فيقولون: يا ربنا ما نعرف لنا حسنات.
فإذا النداء من قبل الله عزّ وجل لئن لم تعرفوا لأنفسكم عبادي حسنات، فإني أعرّفها لكم وأوفرّها عليّكم، ثم يأتي برقعة صغيرة يطرحها في كفة حسناتهم، فترجح بسيئاتهم بأكثر مما بين السّماء إلى الأرض.
فيقال لأحدهم: خذ بيد أبيك وأمك وإخوانك وأخواتك وخاصّتك وقراباتك وأخدامك ومعارفيك فأدخلهم الجنّة.
فيقول أهل المحشر:
يا رب أما الذنوب فقد عرفناها، فماذا كانت حسناتهم؟.
فيقول الله عزّ وجل: يا عبادي مشى أحدهم ببقية دين لأخيه إلى أخيه.
فقال خذها فإنّي اٌحبّك بحبّك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال له الآخر:
قد تركتها لك بحبّك لعليّ ولك من مالي ما شئت،
فشكر الله تعالى ذلك لهما، فحطّ به خطـــاياهما وجعــــل ذلك في حــــشو صحيـــفتهما وموازينهما، وأوجب لهما ولوالديهما الجنّة(88).
༺༻81༺༻
عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من سرّه أن يجمع الله تعالى له الخير كلّه، فليوال عليّاً بعدي، وليوال أولياءه، وليعاد أعدائه(89).
༺༻82༺༻
عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ولاية عليّ بن أبي طالب ولاية الله عزّ وجل، وحبّه عبادة الله، وإتباعه فريضة، وأوليائه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وحربه حرب الله، وسلمه سلم الله عزّ وجل(90).
༺༻83༺༻
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال، قال آدم (عليه السلام):
يا ربّ بحق محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ، فأوحى الله إليه: يا آدم وما علمك بمحمّد؟.
فقال: حين خلقتني، رفعت رأسي فرأيت في العرش مكتوباً: محمّد رسول الله، عليّ أمير المؤمنين(91).
༺༻84༺༻
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما خلق الله خلقاً أفضل منّي، ولا أكرم عليه منّي.
قال عليّ (عليه السلام)، فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟. فقال (صلى الله عليه وآله):يا عليّ، إن الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلّني على جميع النّبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمة من بعدك، وإن الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا (92).
༺༻85༺༻
عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبّ عليّ بن أبي طالب يأكل الذنوب ـ السيئات ـ كما تأكل النّار الحطب(93).
༺༻86༺༻
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور،وعند الكتاب، (وعند الحساب)، وعند الميزان، وعند الصراط(94).
༺༻87༺༻
عن إبن عباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال (لا اله الا الله) تفتّحت له أبواب السّماء.
ومن تلاها بـ (محمّد رسول الله) تهلل وجه الحق سبحانه واستبشر بذلك.
ومن تلاها بـ (عليّ ولي الله) غفر الله له ذنوبه ولو كانت بعدد قطر المطر(95).
༺༻88༺༻
لما قدم عليّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفتح خيبر، قال (صلى الله عليه وآله):
لو لا أن تقول فيك طائفة من أمتّي ما قالت النصارى في المسيح، لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمّر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدمك، ومن فضل طهورك يستشفون به(96).
༺༻89༺༻
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ما مررت ليلة أسرى بي بشيء من ملكوت السّماء، ولا على شي من الحجب فوقها، إلا وجدتها كلها مشحونة بكرام ملائكة الله، ينادونني: هنيئاً لك يا محمّد، فقد أعطيت ما لم يعط أحدٌ قبلك، ولا يعطى أحد بعدك، أعطيت عليّ بن أبي طالب أخاً، وفاطمة زوجته إبنة والحسن والحسين أولاداً ومحبّيهم شيعة، يا محمّد، إنك أفضل النّبيين، وعليّ أفضل الوصيين، وفاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسينأكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين، وشيعتهم أفضل من تضمنته عرصات القيامة، وإشتملت عليه غرف الجنان، وقصورها ومنتزهاتها، فلم يزالوا يقولون ذلك في مصعدي ومرجعي، فلولا أن الله تعالى حجب عنهم آذان الثقلين، لما بقي أحد إلا سمعها(97).
༺༻90༺༻
في الحديث عن مولى الأمة وإمامها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أن عبد الله بن عباس جاءه (عليه السلام) يسأله عن تفسير القرآن، فوعده بالليل، فلمّا حضر قال: ما أوّل القرآن؟.
قال: الفاتحة.
قال: وما أوّل الفاتحة؟. قال: بسم الله.
قال: وما أوّل بسم الله؟. قال: بسم.
قال: وما أوّل بسم؟. قال: الباء.
فجعل (عليه السلام) يتكلم في الباء طول الليل، فلمّا قرب الفجر قال: لو زادنا الليل لزدنا(98).
اللَّــهـ⚘ــُمَّ صـ⚘ـَلِّ عَـلـ⚘ـَى مُـحـ⚘ــَمـَّدٍ وآلِ مـُحـ⚘ــَمـَّدٍ
يتبع......
༺༺༺༺༻༻༻༻
الهوامش
71 - مائة منقبة لإبن شاذان: المنقبة التاسعة والثلاثون، المناقب للخوارزمي الحنفي ص316 ح317، بحار الأنوار ج27 ص115 ح90.
72 - مائة منقبة لإبن شاذان: المنقبة الثلاثون، بحار الأنوار ج27 ص113 ح88.
73 - بحار الأنوار ج38 ص197.
74 - بحار الأنوار ج39 ص235 ح18، مناقب آل أبي طالب ج2 ص161.
75 - بحار الأنوار ج38 ص249، المناقب للخوارزمي الحنفي ص131 ح145، المناقب لإبن مغازلي الشافعي ص247 ح330.
76 - بحار الأنوار ج38 ص294، المناقب للخوارزمي الحنفي ص131 ح146، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص298.
77 - الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) من حبه عنوان الصحيفة ص35 نقلاً عن الدمعة الساكبة ص82.
78 - بشارة المصطفى (ص) ص154.
79 - بشارة المصطفى (ص) ص156.
80 - بحار الأنوار ج38 ص199 ح8، بشارة المصطفى (ص) ص61، المناقب لإبن مغازلي الشافعي ص199 ح255 بإسناد آخر.
81 - المناقب للخوارزمي الحنفي ص311 ح310.
82 - مائة منقبة لإبن شاذان: المنقبة السبعون، بحار الأنوار ج38 ص7 ح13، وج26 ص306 ح68، مناقب آل أبي طالب ج3 ص67.
83 - بحار الأنوار ج38 ص37 ح13، بشارة المصطفى (ص) ص146، المناقب للخوارزمي الحنفي ص193 ح 232، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص294.
84 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ج2 ص868-ح6، بحار الأنوار ج39 ص289 ح84.
85 - ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص110.
86 - كنـز الفوائد للكراجكي ج1 ص298، بحار الأنوار ج39 ص2.
87 - مائة منقبة لإبن شاذان المنقبة الثانية عشرة، بحار الأنوار ج 27 ص227 ح29.
88 - بحار الأنوار ج38 ص68 ح6.
89 - بشارة المصطفى (ص) ص 176، أمالي الصدوق ص382 ح7.
90 - بشارة المصطفى (ص) ص153.
91 - بحار الأنوار ج26 ص324 ح6.
92 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ج2 ص 876 ح9، بحار الأنوار ج26 ص335 ح1.
93 - بحار الأنوار ج39 ص306 ح121، مناقب آل أبي طالب ج3 ص198، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص253.
94 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ج2 ص 865 ح2، بحار الأنوار ج27 ص158 ح3.
95 - بحار الأنوار ج38 ص318 ح27.
96 - المناقب للخوارزمي الحنفي ص 158 ح188، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص156، أمالي الصدوق ص86 ح1.
97 - مائة منقبة لإبن شاذان المنقبة الخامسة والثلاثون.
98 - البرهان في تفسير القرآن ج1 ص2.
منقول...