التوزيع العادل للقاحات يضمن وقف متحورات كورونا
قام فريق من الباحثين المنتسبين إلى مؤسسات متعددة في الصين بتطبيق الرياضيات على مشكلة توزيع لقاح "كوفيد -19".
وفي ورقتهم المنشورة في مجلة "نيتشر هيومن بيهافيور"، تصف المجموعة حساب مستوى التوزيع العادل للقاح الذي من شأنه حماية معظم الناس.
وبعد وقت قصير من تطوير العلماء لقاحات لحماية الناس من "كوفيد -19"، أصبح من الواضح أن العديد من الأشخاص في البلدان ذات الدخل المرتفع يتلقون اللقاح أكثر من أولئك الذين يعيشون في البلدان التي تقع في الطرف الأدنى من النطاق الاقتصادي.
اتسعت الفجوة في جميع أنحاء العالم، حيث تلقى الناس في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الأماكن ذات الدخل المرتفع جرعات معززة حتى مع وجود العديد من الناس في البلدان الفقيرة لم يتلقوا أي لقاح بعد.
ويحذر العلماء من أن هذا الوضع ليس في مصلحة الناس في أي من الفئتين الاقتصاديتين، لأنه إذا لم يتم تطعيم الأشخاص في البلدان منخفضة الدخل، فسيستمر الفيروس في التحور، وإطالة أمد الوباء، والعديد من الأشخاص في البلدان منخفضة الدخل سيموت.
وفي هذا الجهد الجديد، طبق الباحثون الرياضيات على المشكلة، فقد أرادوا معرفة النسبة المئوية لجميع اللقاحات المنتجة التي يجب إعطاؤها للأشخاص الذين يعيشون في البلدان منخفضة الدخل لتقليل مخاطر ظهور متغيرات جديدة، مع الاستمرار في توفير أكبر قدر ممكن من الحماية لأولئك الذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع.
وأظهرت حساباتهم أن النسبة المثلى هي 46٪، فإذا أرسلت البلدان ذات الدخل المرتفع ما يقرب من نصف جميع اللقاحات المصنوعة إلى البلدان منخفضة الدخل في جميع أنحاء العالم وأعطت الباقي إلى البلدان المتقدمة، فسيؤدي ذلك إلى تقليل تطوير متغيرات جديدة بشكل كبير، وإنقاذ ملايين الأرواح وإقامة العالم على الطريق نحو مستقبل بدون "كوفيد -19".
وأوضحت الدراسة أن القيام بذلك يعني بالطبع، تضحية من جانب البلدان ذات الدخل المرتفع، فلن يكون هناك لقاحات كافية للجميع، لكن الهدف طويل الأجل المتمثل في الحد بشكل كبير من تأثير الفيروس على العالم سيكون الشيء الصحيح أخلاقيا للقيام به