وفاة الطفل ريان.. مأساة تحيي الإنسانية
لاشك ان البئر انتزع من جسد الطفل المغربي ريان الروح، لكن قصته ايقظت الانسانية من سبات عميق ووحدت الشعوب وذكرت العالم ان الانسانية والتضامن قيم لا تمت وان محنته دعوة لتعزيز حماية حقوق الطفل في كل مكان وإقناع العالم بضرورة المرور من طور الاكتفاء بالكلام إلى طور الفعل والاهتمام بالاطفال سيما الفقراء واللاجئين والذين يحتاجون الى التفاتة، فالطريق إلى المستقبل يبدأ بالإيمان بالأخوة الإنسانية.
توحيد الشعوب
وكان هشتاغ "انقذوا ريان" قد تصدر توجهات موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في عدة دول عربية ، كما لقيت الحادثة تضامنا عالمي حيث ساهمت في توحيد الشعوب ونسيان الخلافات والالتفات للقضية الرئيسية كيفية المساهمة في انقاذ ريان .
الطفل ريان الذي سقط يوم الثلاثاء الماضي في فوهة بئر ضيقة غير مغطاة بالقرب من منزل العائلة في إقليم شفشاون شمال المغرب شاء القدر رحيله عن الحياة ولفظ أنفاسه الأخيرة، رغم الجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات المغربية و نجاح فرق الإنقاذ من إخراجه، لكن قصته أعطت الدعم للقضية الإنسانية بشكل يتجاوز الرأفة والرحمة عبر الكلمة إلى الرأفة والرحمة عبر المساعدات المادية والعينية. حيث انطفأت شمعة حياة العشرات من الأطفال على البئر مثل ريان او الشواطئ مثل الطفل السوري ايلان بينما لا يزال عدد كبير من الاطفال يموتون من الجوع والبرد وعدد كبير من المهاجرين بواجهون الموت في البحر هم وأطفالهم .
تضامن انساني
قصة الطفل ريان التي حبست انفاس العالم على مدار الـ 5 أيام الماضية ،شدت مشاعر شعوب العالم،وكان العالم كله عالق في تلك الحفرة»، وعكست تضامنًا إنسانيا عالميا لم ينقطع على مدار الأيام الماضية ، وإن شهدت نهاية مؤلمة بوجود الطفل جثة هامدة ، ارتعدت لها القلوب حزناً وأسى ، لكنها أعطت درساً للجميع أن نجيش كل الدولة من أجل إنسان وانه حان الوقت لصحو ضمير المجتمع الدولي والالتفات الى قضايا الانسانية في العالم ، فالبشرية امام تحد أخلاقي جديد وهو إزالة كل العوائق التي تحول دون الوصول إلى الفقراء أو المناطق النائية في العالم.