كثيراً ما يُقال إن الغَيْث رديف المطر، وإنّ معنى كلمة المطر هو ذاته معنى كلمة الغيث، ويذهب البعض إلى استخدام كلّ كلمة منهما مكان الأُخرى، مما يَنفي المعنى الأصلي للجملة التي اسُتخدمت فيها كلمة الغيث أو المطر حيث إنّ لكل منهما معنىً وتوصيفاً، وإنْ تقاربتا فدعونا في هذا المقال طلع على معنى المطر ومعنى الغيث والفرق بينهما. المعنى اللُغَويّ يُعرّف المطر لغوياً بأنّه الماء النازل من السحاب وجمعه أمطار، والمطر يأتي بالخير والنفع أو بالضرر في وقته أو غير وقته، أمّا معنى الغَيْث لُغوياً فهو المطر الغزيرالذي يأتي بالخير، ويُغيث من الجدب وجمعه غُيُوث وأغْياث، ويُطلق اسم الغيث مجازاً على السَّماء والسَّحاب والكلأ بعض علماء اللغة العربية كابن منظور في كتابه "اللسان" يؤكد على أنّه لا يوجد فرق دلالي بين الغيث والمطر، بينّما أكّد الثعالبي أنّ لفظ المطر لم يَردْ في القرآن الكريم إلا بدلالة العذاب، أمّا عن الزمخشري فقال في هذه النقطة أنّ لفظ مطَرت تأتي بالخير أو مع فعل ودلالة الخير، فنقول مطَرت بالخير في حين أنّ كلمة أمطرت تُصاحب الشر والعذاب فنقول أمطرت بالعذاب. المطهرة، حديثٌ يدلُّ على أنّ... فيما جاء في فتح الباري لابن حجر: "مطرت السماء وأمطرت، يُقال مطرت في الرحمة، وأمطرت في العذاب"، وقال ابن عينية:"ما سمّى الله مطراً في القرآن إلا عذاباً أي ما أورد لفظ المطر في القرآن إلا على العذاب، ويقول بعض العلماء وأصحاب الاجتهاد أنّ الفرق بين الغيث والمطر يأتي بسبب النزول، فيأتي الغيث من وراء حاجة؛ لأنّه يغوث ويُنجد الناس من المحل، والمرض، والهلاك، فيما يأتي المطر على غير حاجة. ورود الغَيْث والمطر في القرآن جاءت كلمة الغيْث في القرآن الكريم ثلاث مرات، ومنه قوله تعالىوَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا) [الشورى:28]، ويدلّ سياق ما سبق على قصد الرحمة وإحلال النِعم باستخدام كلمة الغيث، وتفسير الآية الذي ينزل الغيث: أي الذي يُنزل الماء من السماء، ومن بعد ما قنطوا: أي من بعد ما طال انتظار الناس لهذا المطر لدرجة الوصول للقنوط أي "اليأس"، وجاءت كلمة مطر في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ) [النساء:102]، أما لفظ أمطر فجاء في قوله تعالى: (أَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ)[هود:82]. وهنا جاءت كلمة أمطر بمعنى العقوبة. تُستخدم كلمة مَطَرَ كفعل فيُقال مَطرَ الوعاء أيّ مَلأهُ، ومَطرَ الحصان أيّ أنه أسرع في جَرّيه وعَدْوِه، وتأتي كلمة غيث كصيغة مُبالغة مثل قول: سَحَابٌ غَيَّث أيّ أنّه كثيرُ الْغَيْث.