في خضم إصابات متحور أوميكرون القياسية مقارنة بمتغيرات فيروس كورونا السابقة، يطرح الكثيرون السؤال حول المناعة المكتسبة جراء الإصابة بالمتحور الجديد، خصوصاً أن معظم الناس حول العالم باتوا مصابين به حتى الآن.
وتلعب المناعة المكتسبة بعد التعافي من عدوى فيروس كورونا، دوراً بارزاً في التحصين والوقاية من الإصابة بمرض كوفيد- من جديد19 أو تخفيف أعراضه في حال حدوث الإصابة مرة ثانية أو أكثر. وتوازي هذه المناعة، أهمية المناعة التي يسعى الناس لاكتسابها من خلال لقاحات كورونا المطورة.
وكانت دراسات عدة وجدت أن المناعة التي يكتسبها الإنسان بعد إصابته بفيروس كورونا قد تستمر لمدة 8 أشهر، فما هو مدى المناعة التي يمنحها متحور أوميكرون الجديد للمتعافين منه؟ هذا ما نعالجه سوياً في موضوعنا اليوم.
ما مدى المناعة التي يمنحها متحور أوميكرون للمتعافين منه
فيما يتوجس البعض من عدم اكتساب أية مناعة جراء الإصابة بمتحور أوميكرون الأخير من فيروس كورونا المستجد، يسعى الباحثون لمعرفة مدى المناعة الذي يمكن جنيه جراء الإصابة بهذا المتحور.
وبات معلوماً أن المتحورات توفر مستويات مختلفة من الحماية ضد عدوى فيروس كورونا، بحسب ما نقل موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن موقع مجلة "بيبول" الأمريكية. إذ أن متحور دلتا الشرس والخطير الذي تسبب بإصابات حادة ووفيات كبيرة في الفترة الماضية، يمنح الجسم مستوى أقوى من حماية الأجسام المضادة للأشخاص الذين أصيبوا به وتعافوا.
لكن ماذا عن متحور أوميكرون الذي يعد أكثر اعتدالاً وأقل شراسة من متحور دلتا؟ هل هو قادر على توفير مناعة قوية ضد كورونا؟
لم يقدم خبراء الأمراض المعدية جواباً موحداً على هذا السؤال بعد، ونقلت المجلة الأمريكية عن ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت، قوله: "لم نعرف بعد الجواب النهائي عن هذا الأمر. الشيء المجهول هو مدى قوة وطول مدة المناعة التي ستوفرها أجسامنا ضد هذه العدوى".
حماية جيدة لدى المصابين بكوفيد-19 ممن تلقوا اللقاح
لكن دراسة حديثة أفضت إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ثم أصيبوا بمرض كوفيد-19، يتمتعون بحماية جيدة من الفيروس التاجي.
والدراسة التي أجراها باحثون في ولاية أوريغون الأمريكية، درست حالات العاملين في مجال الرعاية الصحية ممن تم تلقيحهم بالكامل، ثم تم تشخيص إصابتهم بكورونا.ووجد الباحثون أن هذه الفئة حازت على مستويات أعلى بكثير من الأجسام المضادة مقارنة بالأشخاص الذين تم تطعيمهم ولم يصابوا بالعدوى.
وكانت هذه الدراسة أجريت قبل ظهور متحور أوميكرون، لكنها تبقى علامة إيجابية على أن الناس قادرون على تطوير حماية طبيعية إضافية في حال التطعيم. وعليه يشدد المتخصصون على ضرورة أخذ لقاح كورونا ومواصلة اتخاذ الإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين، وارتداء الكمامة، والتباعد الإجتماعي.
كوفيد-19 أقل حدة مع متحور أوميكرون مقارنة بمتحور دلتا
هذا ما توصلت إليه دراسة أمريكية نُشرت نتائجها البارحة في التقرير الأسبوعي للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الخاص بالمرضى والوفيات.
ووفقاً للدراسة، فإن متحور أوميكرون يتسبب على ما يبدو بأعراض أقل حدة من مرض كوفيد-19 مقارنة مع المتحورات السابقة خصوصاً متحور دلتا واسع الإنتشار والخطورة.
كما أشارت الدراسة التي تحدث عنها موقع "رويترز" إلى أن إصابات متحور أوميكرون تتطلب وقتاً أقل للعلاج في المستشفيات، وتقل حاجة المصابين به لدخول وحدات الرعاية المركزة كما أن أعداد الوفيات الناجمة عنه أقل. لكن هذا لا ينفي أن متحور أوميكرون السريع الإنتشار، قد تسبب بأعداد قياسية من الإصابات والمرضى في المستشفيات.
وتوصلت الدراسة إلى أنه بالرغم من الزيادة الحادة في أعداد الإصابات بكوفيد-19، فإن من تلقوا علاجاً في وحدات الرعاية المركزة من بين المرضى الذين يعالجون في المستشفيات خلال موجة أوميكرون الحالية أقل بنحو 29% عما كان عليه الحال خلال قفزة الشتاء الماضي، وأقل بنحو 26% عما كان عليه الوضع خلال موجة دلتا.