مسلمات هولندا يدافعن عن ارتدائهن للنقاب
في ظلِّ الحراك الأوروبي الدائب لحظر رَمْزِ العِفَّة الإسلامية، وشعار صَون المرأة وتكريمها، وعقب صدور قرار بلجيكي بحظْر النِّقاب، وتقارُب صدور قرار مماثل بفرنسا، ومساعٍ إيطاليَّة وهولنديَّة وأوروبيَّة للاقتداء بِدُوَل الحرب على عَفاف المرأة وصيانتها، أكَّدت كلٌّ مِن "شايستا، وبريجتي" المسلمتين الهولنديَّتين: أنَّ النقاب هو اختيارهما ورَمْز حريَّتهما، بالرغم من كلِّ الصعوبات التي تواجههما.فقد عقدت وكالة الإعلام الهولنديَّة "راديو هولندا" لقاءً مع المرأتين؛ لسؤالهما عن دوافع ارتدائهما للنقاب، فقالت "بريجتي": "أعتقد أنه أفضل، أفضل لنفسي، أشعر بالحريَّة خلفه"، وأمَّا "شايستا"، فقد أكَّدت أن الطريق كان طويلاً، وقالت: "بدأتُ في ارتداء الحجاب منذ بلوغي السابعة عشرة، ثم شرعتُ في ارتداء النقاب ببلوغي الثامنة عشرة، أو التاسعة عشرة".وأكَّدت "شايستا" أنَّها ارتدتِ النقاب لعديد من الأسباب، فقالت: "أشعر أنني أكثر راحة بالنقاب"، مؤكِّدة أنه لم يكن بالقرار السهل أن ترتدي النقاب، خصوصًا كمسلمة تعيش في هولندا، وتقول: "قد كان الأمر جدُّ صعبًا".وتكمل "بريجتي" الحديث حول الصعوبة التي واجهتْها أثناء ارتدائها النقاب من قِبَل أُسْرتها، قائلة: "لم ترضَ أُسْرتي ارتدائي النقابَ، إخواني وأخواتي"، وأمَّا "شايستا"، فتؤكِّد أن أُسْرتها قد عارضتْ ذلك أيضًا؛ خشية العواقب، وأنها كان عليها أن تدركَ أن ارتداءها النقاب سيكون دافعًا للتخلِّي عن أشياءَ كثيرة.وأما بالنسبة للمضايقات التي تتعرَّض لها، فتؤكِّد "شايستا" أنَّ كثيرًا من الناس قد يرشق المنتقبة بالعبارات المسيئة، كأن يقول عند رؤيتها: "إرهابية"، أو: "نينجا".وتشير "بريجتي" إلى أنها إذا رغبت في الحصول على بعض المتطلبات، فإن والدها يرفض خروجها بمفردها لقضاء حاجتها؛ خشية أن تقابلَ أفرادًا من ذوي السلوك العدواني، أو مِن مناصري ثقافة العَداء والكراهية للإسلام.وتؤكِّد أن حظر النقاب لن يُثمرَ إلاَّ مزيدًا من الكراهية والعواقب الوخيمة، وبالنسبة لمطالب "فيلدرز" بحظر النقاب، فقالت: "إن الإسلام أهمُّ بكثيرٍ، و"فيلدرز" لن يُحاسبنا في القبر أو يوم القيامة"، وتؤكِّد أنها تودُّ الدخول في نقاش مع "فيلدرز"؛ لعلَّه بمناقشتها له يُغيِّر من آرائه.وقد ضمَّنت الوكالة الإعلاميَّة ذلك اللقاءَ بعباراتٍ لزعيم حزب الحريَّة المتطرِّف "خيرت فيلدرز"، الذي أكَّد في حديثه أن ارتداء النقاب يمثِّل ثقافة التخلُّف والرجعيَّة وقمع المرأة، التي تجعل منها مخلوقًا أدنى من الرجل، وكذلك فهو مخالف للقوانين الهولنديَّة، مؤكِّدًا أن مطالبته بحظر النقاب ليس بخرقٍ للقوانين الهولنديَّة.وكذلك فقد ضمَّنته الوكالة أيضًا تعليقًا للشيخ "فواز الجُنيد" - إمام مسجد السُّنَّة - والذي أكَّد أن هذه القوانين ليست خاصة بالنقاب فقط؛ بل مستقبلاً سيكون هناك قوانينُ أُخْرى ربما تتعلَّق بلِحْيَة المسلم، وربَّما تتعلَّق بلِبَاسِه، مؤكِّدًا أن القضية ليست قضية نقاب أو حجاب أو لِحْيَة، ولكن القضية خوف دخولِ الإسلام إلى أوروبا؛ ولذلك فمناصبو العداء للإسلام يتصدَّون له بهذه الأساليب الملتوية.