لازالت مآثر القادةِ وبطولاتهم ومواقفهم السِّياسية والإنسانية تبهرُ العقولَ وتتفاعلُ معها القلوبُ،
لأنَّ غاياتها أخلاقيةٍ اجتماعيةٍ جامعة عادلة، ترتكز على مبادئ حقيقةٍ لا يمكنُ مخالفتَها بالأفعال،
والتي وصلتْ إلينا دونَ تدخلٍ أو مونتاجٍ أو تجميلٍ أو تزييفٍ من مكاتبهم الإعلامية
أو المكاتب الإعلامية التي تمجدُ من يجيدُ المناورةَ ويدفع أكثر،
لذلك دونتها أقلام التَّاريخِ دونَ تدخلٍ أو هباتٍ أو مكارمَ ماديةٍ من أبطالها وأغلبها دونت بعد وفاتهم؛
لأنَّها تمثلُ أحداثاً ومواقفَ صادقةٍ لا تنطوي على مصالحَ شخصيةٍ أو فئويةٍ أو للاستحواذِ على أشياء بطريقةٍ غيرِ مشروعةٍ،
ومن أبرز هؤلاءِ القادةِ سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم،
الذي كان ينهى أركان دولته عن التَّزييفِ والمراوغةِ والحيلةِ والفسادِ والظلمِ
لأنَّها وباءٌ مدمر يؤدي إلى فقدانِ الهيبةِ والضّعف والتَّناحر والذي ينعكسُ تمزقاً وفقدانَ ثقةٍ على المجتمعِ
اليوم القادةُ يتعاملونَ مع الكاميراتِ كأدواتٍ لترويج الصُّور التي يريدونَ إيصالها للجمهورِ للتأثيرِ على اتجاهاتهم من جهةٍ
ولكسبِ التأييد على الاستمرارِ بالزَّعامةِ من جهة أخرى،
ولكنَّهم لا يدركونَ أو يتناسونَ أنَّ الصُّور تصبحُ وبالاً على صاحبِها ودليل إدانة إذا اكتشفَ أنَّها مزيفةً
ولا تعكسُ الحقيقةَ التي لا يمكنُ اخفاءها بشراءِ الذِّمم أو التوظيفِ غير المهنيِّ للكاميراتِ المزيَّفةِ والمزيِّفة للحقيقةِ
التي لا تخافُ ولا تختبئُ في الظلامِ كالزيفِ لأنَّها النورُ، هي فقط تحتاجُ من يمتلكُ المهنيةَ والعفةَ
والوعيَ والشّجاعةَ للبحث عنها وإظهارها. (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)(البقرة:9)
(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) (النساء: 142).
الكاميراتُ لا تصنعُ التَّاريخَ لأنَّ الذينَ صنعوا التَّاريخ حقيقيونَ صور مآثرهم ماثلةً في الأذهانِ
ومنقوشة على صفحاتِ الأحداثِ والمواقفِ المشرِّفةِ.