يرغب ملازداه في مواصلة مشواره التعليمي حتى ينال شهادتي الماجستير والدكتوراه، لكن يبدو أن تكلفة الدراسة تقف عائقا أمام طموحه
آرام ملازاده مع ابنته ريان يوم تخرجهما من الجامعة وحصولهما على شهادة البكالوريوس
نفّذ أب عراقي وعدا قطعه على نفسه بعد 27 عاما من انقطاعه عن الدراسة، بأن يُكمل دراسة الجامعية، فتمكن آرام ملازاده (51 عاما) من الحصول على شهادة البكالوريوس ويتخرج هو وابنته في اليوم نفسه، رغم انشغاله بوظيفته في إدارة إحدى المدارس الابتدائية في أربيل وإعالته أسرة مكونة من 6 أبناء.
الأب والابنة معا
التحق ملازاده قبل 4 سنوات بكلية التربية الرياضية في جامعة كويه بمدينة أربيل في كردستان العراق، وتزامن ذلك مع دخول ابنته البكر ريان آرام (22 عاما) كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة ذاتها وفي العام نفسه، إلا أنها كانت تدرس في الفترة الصباحية ووالدها في الفترة المسائية.
وكان ملازاده قد تخرّج من قسم التربية الرياضية في معهد المعلمين في أربيل عام 1994 بعد أن قُبل فيها عام 1992، وتوظف بعدها بصفة مدرس، وتدرج حتى أصبح مديرا للمدرسة التي واصل العمل فيها لـ27 عاما، لكن رفضهُ الانضمام إلى حزب البعث آنذاك حال دون قبوله في الجامعة، كما قال للجزيرة نت.
من طرائف قصة الأب العراقي أن يوم تخرجه من الجامعة صادف تخرّج ابنته، ليحتفل به الأصدقاء والفرق التدريسية على طريقتهم الخاصّة، تثمينا لدور الأب وكفاحه من أجل استكمال الدراسة الجامعية وهو في هذا العمر، ورغم أنه أب لستة أبناء.
يرغب ملازداه في مواصلة مشواره التعليمي حتى ينال شهادتي الماجستير والدكتوراه، لكن يبدو أن تكلفة الدراسة تقف عائقا أمام طموحه.
آرام ملازاده في صورة تجمعه مع زوجته و3 من بناته
الزوجة الأم
لملازاده شغف عميق بممارسة الرياضة بشتى أنواعها، لاسيما السباحة وركوب الخيل وغيرهما، لكن ما كان ليحقق كل ذلك لو لم تكن زوجته رزان جمال (45 عاما) بجانبه التي تحملت الجزء الأكبر من مسؤولية إدارة العائلة وتأمين متطلباتها واحتياجاتها اليومية، لتهيئ الأجواء المناسبة لزوجها وأطفالها ليُكملوا دراستهم.
تقول الزوجة للجزيرة نت إن مسؤوليتها كانت كبيرة جدا، وجعلتها أمام الكثير من المصاعب والتحديات، فكانت تقوم بواجبات المنزل من متابعة جميع المستلزمات وتأمينها، بالإضافة إلى انشغالها بمتابعة دراسة الأبناء.
آرام ملازاده مع عدد من أساتذة الجامعة في يوم تخرجه
تحدي البنت للأب
دراسة الأب مع ابنته ريان في جامعة واحدة، جعل البنت محل فخر واعتزاز أمام زميلاتها، فكانت تلتقي بوالدها في الجامعة وتمازحه وتسأله عن دروسه وواجباته، وتدخل معه في تحد أي منهما يحقق الدرجات الأعلى.
تقول ريان إن انشغال والدها بالدراسة، كان يدفعها لعدم مطالبته باحتياجاتها اليومية.
وفي حديثها للجزيرة نت دعت ريان جميع البنات والنساء لتحفيز الآباء أو الأزواج لاستكمال الدراسة، وعدم الاستسلام لأي معوقات تعترضهم مهما عظمت.