قلعة هيروساكي
خلال حقبة "الممالك المتحاربة" في اليابان، والتي تُعرف بفترة سينغوكو الممتدة بين عامي 1467 و1615، شُيدت القلاع وتحصنت في جميع أنحاء الأرخبيل الياباني، مما أدى إلى إنشاء نحو 5,000 قلعة.ورغم أن العديد من هذه القلاع قد هُدمت بأمر من نظام شوغونية توكوغاوا خلال فترة إيدو الممتدة بين عامي 1603 و1868، وبعد ذلك بعد فترة إصلاح ميجي عام 1868، عندما أعيد الإمبراطور إلى مكانه على رأس هرم السلطة في البلاد، فإنه لا يزال هناك أكثر من مائة في جميع أنحاء البلاد اليوم.
إليك 10 من أفضل قلاع اليابان التي لا يزال بإمكانك زيارتها
قلعة هيروساكيوتقع قلعة هيروساكي على قمة تل في محافظة أوموري، في قلب أقصى شمال اليابان. والمبنى محاط بأبراج وخنادق محصنة.
وشُيدت القلعة التي اكتملت عام 1611، بينما كانت اليابان تدخل فترة طويلة من السلام في ظل حكم توكوغاوا شوغونيت، وعلى هذا النحو، لم تتحمل أبدًا وطأة الحصار أو الغزو.
وتعرض المبنى الأصلي المكون من خمسة طوابق للدمار، بعد أن ضربه البرق في عام 1627، وتم استبداله في أوائل القرن التاسع عشر بالهيكل المكون من ثلاثة طوابق الذي يمكن زيارته اليوم.
وإلى جانب العمارة الإقطاعية المدهشة، يُعد موسم الربيع (أزهار الكرز) بمثابة معلم جذب رئيسي للمسافرين إلى قلعة هيروساكي. وتنتشر أكثر من 2600 شجرة ساكورا في حدائق القلعة، والتي تنثر بتلاتها عبر المروج والخنادق المجاورة كل ربيع.
قلعة شوري
وتقع قلعة شوري في محافظة أوكيناوا وترتفع بعلو بضعة سنتيمترات فوق مدينة مدينة ناها وتحيط بها الجدران المحصنة، وهي رمز لأسلوب قلعة غوسوكو لمملكة ريوكيو القديمة.
وتتحدى هندستها المخطط المعماري للقلاع التي شوهدت في أماكن أخرى في اليابان، وبها حصن ملكي من الخشب القرمزي الغنية، مزين بالتنانين والأيقونات الصينية، والتي تشير إلى تأثيرات أوكيناوا ما قبل الدولة.
ويُعتقد أن القلعة شُيدت لأول مرة في القرن الرابع عشر، وكانت مقر السلطة في مملكة ريوكيو حتى ضمت اليابان جزر أوكيناوا في عام 1879. قبل أن يتم إهمالها في ظل الحكم الإمبراطوري.
ورغم من ترميمها وتحديدها كموقع للتراث العالمي لليونيسكو، إلا أن قلعة شوري دُمرت بشكل مأساوي في حريق كبير في عام 2019، وتجري حاليًا عملية إعادة الإعمار بهدف ترميم المباني الرئيسية مرة أخرى بحلول عام 2026.
قلعة إيدو
قلعة إيدو، التي تحمل الاسم السابق لطوكيو، تتضمن واحدة من أطول الأنساب في جميع قلاع اليابان. وشيد قصر محصن لأول مرة في الموقع خلال فترة هييان الممتدة بين عامي 794 و1185.
وثم صمم الساموراي أوتا دوكان حصنًا ليحل محل القصر في عام 1457، قبل أن يسيطر دايميو (الحاكم الإقطاعي) توكوغاوا إياسو على الحكم في أواخر القرن السادس عشر.
وكان هذا بمثابة حافز للتجديدات المعمارية الشاملة والتوسع الحضري الهائل، مما أدى إلى تحويل إيدو من قرية صغيرة محصنة إلى العاصمة الفعلية للأمة، والتي تجسدها القلعة الكبرى في مركزها.
وكانت قلعة إيدو ضخمة في أوجها، محاطة بخندق مائي خارجي يبلغ طوله 15 كيلومترًا يعبره أكثر من 30 بوابة وجسر.
ويمكن العثور على بقايا الهياكل الأصلية في جميع أنحاء طوكيو، على الرغم من أن القصر الإمبراطوري، موطن الإمبراطور الحالي، هو أفضل مكان للتعرف على مجدها السابق.
وبينما هناك أقسام محظورة من الأراضي، إلا أن حدائق القصر الإمبراطوري الشرقية البكر مفتوحة أمام الجمهور المتجول.
قلعة ماتسوموتو
وشُيدت قلعة ماتوسموتو ذات الجدران السوداء في القرن السادس عشر بناءً على طلب "الموحد الأكبر" في اليابان تويوتومي هيده-يوشي، وهي تتجاور مع جبال الألب الشمالية المتوجة بالثلج، والتي تحيط بمدينة ماتسوموتو.
وتُعرف أيضًا باسم قلعة الغراب بسبب مظهرها الخارجي الأسود، وقد نجت إلى حد كبير من الدمار وتحتفظ بواحدة من أقدم الأقاليم الموجودة في البلاد.
وتعرض قلعة ماتسوموتو الهندسة المعمارية لكل من الحرب والسلام، وتضم السلالم الخشبية شديدة الانحدار والمستويات الداخلية المخفية ومقاعد الرماة إضافة إلى غرفة مشاهدة القمر التي شُيدت في عام 1630، والتي توفر أيضًا وجهة نظر لمشاهدة سمك الشبوط والبط المقيم في خندق القلعة.
وفي ليالي الشتاء، تستضيف القلعة حدثًا ضوئيًا يلقي انعكاسه المتوهج على سطح الخندق.
قلعة ناغويا
وفي ناغويا، عاصمة أيتشي المزدهرة، ستجد قلعة ناغويا التي تحمل اسم المدينة، وتطل أبراجها الملكية على الحدائق والخنادق الموجودة بالأسفل.
وبناءً على تعليمات من الحاكم العسكري لليابان والذي عُرف باسم شوغون، شُيدت القلعة كمركز إداري خلال فترة إيدو المبكرة، بعد حقبة استمرت قرابة 150 عامًا من الحرب بين الممالك.
وتشتهر قلعة ناغويا بتمثال سمكة شاتشيوكو الذهبية الرائعة (وهي أسماك شبيهة بالنمر)، والتي اكسبت القلعة ذات مرة لقب كين جو (القلعة الذهبية) - بالإضافة إلى أسطحها المنحدرة باللون الأخضر.
وليس من الممكن حاليًا الدخول إلى الحرم الرئيسي للقلعة، لأنه لا يفي بالمعايير الحديثة لمقاومة الزلازل، على الرغم من أن التجديدات المستمرة على مدار السنوات القليلة المقبلة تهدف إلى جعله مناسبًا للزيارة بحلول عام 2028.
قلعة أوساكا
وتعد قلعة أوساكا واحدة من أشهر المعالم في اليابان، إذ تلعب دورًا محوريًا في تتويج عصر سينغوكو.
وخلال توحيد اليابان في عام 1590، سعى الساموراي تويوتومي هيديوشي إلى التوسع في حصنه الأساسي في أوساكا بدافع الرغبة في التفوق على زعيمه السابق، أودا نوبوناغا.
لكن جهوده لإنشاء دفاع صارم بعد وفاته باءت بالفشل، عندما سقطت القلعة في يد عشيرة توكوغاوا في عام 1615.
وشُيدت قلعة أوساكا المكونة من خمس طوابق، والتي تُعد بمثابة إعادة بناء للقلعة الأصلية (التي دُمرت عدة مرات)، على أساسات دائرية صلبة، مع أسطح سقف خضراء اللون وتجهيزات باللون الذهبي، والتي تُشبه إلى حد كبير قلعة ناغويا.
وستجد بالداخل متحفًا للتجول يعرض تفاصيل التاريخ السياسي المشحون بالمنطقة.
قلعة هيميجي
ويلمح لقب قلعة هيميجي، "قصر اللقلق الأبيض"، إلى الروعة الشعرية لمنصتها المؤلفة من طوابق، ويرتفع الصرح متعدد المستويات بلون جدرانه الأبيض عالياً فوق مدينة هيميجي المنخفضة.
وتعود أصول القلعة إلى أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، وبعد ذلك خضعت للعديد من عمليات الاستحواذ وجهود إعادة التصميم.
وبقيت القلعة على حالها إلى حد كبير طوال تاريخها الممتد لفترة 700 عام، حيث نجت من العديد من الفظائع الأخيرة، مثل القنابل الجوية في الأربعينيات وزلزال هانشين العظيم عام 1995.
وساعدت هذه العوامل قلعة هيميجي في أن تصبح أول موقع تراث عالمي لليونيسكو في اليابان.
وإضافة إلى ذلك، فإن القلعة تُعد موقع لبئر أوكيكو الشهير، حيث يقطن شبح الخادمة التي تحمل الاسم ذاته، حسبما يُشاع.
وتعود أسطورة هذه البئر إلى الحكاية الشعبية "بانتشو ساراياشيكي"، والتي ألهمت لاحقًا فيلم الرعب الياباني "رينغ" عام 1998، والنسخة الهوليوودية الشهيرة "الحلقة" عام 2002.
قلعة ماتسويه
وبُنيت قلعة ماتسو في أوائل القرن السابع عشر بالقرب من بحيرة شينجي، وهي واحدة من القلاع الوحيدة المتبقية على الساحل الغربي الأوسط لليابان.
وكان الهدف الأصلي من تشييدها هو مساعدة شوغون الجديد، توكوغاوا إياسو، على تعزيز سلطته في منطقة المقاطعات إلى حد كبير.
واليوم، تقف جدرانها السوداء المهيبة وسقوفها الرمادية المتدرجة كحرس في قلب الحي القديم لماتسو.
قلعة نيجو
وكانت قلعة نيجو المقر الرسمي لشوغون خلال فترة إيدو، على الرغم من أن خلافة الحكام العسكريين كانت تقضي غالبية وقتها في الحكم من مقر السلطة في إيدو (طوكيو حاليًا).
وبعد فترة إصلاح ميجي، أصبحت القلعة قصرًا إمبراطوريًا قبل افتتاحها للجمهور كموقع تاريخي.
وتحتوي القلعة على العديد من زخارف العمارة الإقطاعية اليابانية: مثل الخندق العريض، وبوابة الدخول المهيبة، والأقسام متحدة المركز مفصولة بجدران حجرية معززة وألواح أرضية مزوده بصرير "العندليب" لاكتشاف الدخلاء.
ويمكنك التجول في غالبية أراضي القلعة اليوم، بينما تتوفر أدلة صوتية بلغات متعددة عند المدخل.
قلعة إنوياما
وتُعتبر قلعة إنوياما ذات أهمية لامتلاكها أقدم برج محصن أصلي في اليابان، ويعود تاريخه إلى عام 1580، وهي واحدة من خمس قلاع فقط تحتفظ بوضع الكنز الوطني.
وكانت أيضًا أول حصن يمتلكه بشكل مباشر الطاغية المتعطش للدماء الذي حاول أولاً توحيد اليابان، أودا نوبوناغا.
وزُود الموقع الاستراتيجي لقلعة إنوياما على قمة تل بإطلالات مترامية الأطراف على السهول المحيطة ونهر كيسو المضطرب في قاعدتها.
واليوم، يستمتع زوار الموقع بالمناظر المذهلة هذه، والتي تطل الآن على البلدات والغابات المحيطة.