ها أنا أصحو على فقد أمي .. وأنام على شوق ..
أدور في البيت لعلها هنا أو هناك ..
مكانها فارغ .. ولن يستطيع أحد ملئه ..
أيها القوم :
من كانت أمه تشرق في سمائه ..
فليلزم برها ..
كفى ( أفٍ )!
كفى تبرماً وتضجراً ..
( آيباد، آيفون، جالكسي ) لن يضيرك أن تؤجلها إلى حين غياب أمك ..
دعها تستمع بحديثك ..
باصغائك ..
بتلبية طلباتها ..
وقضاء حاجاتها ..
منذُ متى لم تزر أمك ؟
أتمن عليها بسلام !.
أقسم بالله العظيم أني فقدت بركة دعائها وأذكارها ..
فعلام تشح على أمك ؟.
إلى الذين يرفلون بالغفلة .. ولا تزال أمهم الخمسينية أو الستينية هي من تصنع غدائهم وتنظف إنائهم ..كفى غفلة .
هذه أمك!
جنتك!
لما هي سرت بإنجابك ..
هذا يوم البر ..
ما عادت أمك كالأمس ..
لقد هزل جسمها ورق عظمها ..
فأذقها نفعك ..
أفق من الانغماس ..
ألثم يديها بالقبلات ..
وصبحها بالسلام والدعوات ..
وأنلها ما تريد من خدمات ..
تحمل ما يصدر منها من تضجر أو عتاب ..
فإنك قد أذقتها أضعاف ما تبصره أنت ..
تحملت شقائك صغيراً ..
وأسبغتك نعيماً ..
أهذا جزاء الاحسان ..
أني أبوح .. وفي القلب نار لا يطفئ شوقها إلا الذكر والدعاء ..
لقد حيل بيننا وبينهم ..
إلا العمل الصالح يربطنا بهم ..
يا من أسرفت على نفسك باللامبالاة ..
تذكر أن (أمك) .. هي القلب الوحيد الذي يتمنى لك أكثر مما يتمناه لنفسه ..
لا أحد يفرح لك مثلها ..
الأم (شيء كبييييير) ..
من اليوم اقترب منها .. وكن كالعبد بين يديها ..
فإنه من البر ..
التودد لها والطوع لها في غير عصيان الإله ..
لقد كتبت من حر ما أجد من فقد!
كي لا تندم .. ولات ساعة مندم ..
لكي تُسر بك أمك في حياتها قبل مماتها ..
لكي تنال البركة .. وسعة الرزق والبال ..
والوالد مثل ذلك ..
رب ارزقنا بر والدينا أحياءاً وأمواتا ..