بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطمةَ وَأبَيهَا وَبَعلهَا وبَنيهَا والسِّر المُستودَعِ فيهَا عَدَدَ مَا أحَاطَ بهِ عِلمكَ وَعَجِّل لِوليكَ الفَرجَ وَالعَافيةَ وَالنَّصر
وتجيءُ فاطمةٌ فيشرقُ عالَمٌ مِن بهجةٍ
َ
بنتَ النبوَّةِ ، يا ربيعَ الكوثرِ
يا سِرَّ أفراحي، وسِرَّ توجّعي
يا مَن مَلَكتِ مِن القلوبِ صَميمَها
فتألّقتْ دنيا الحضارةِ بالوَعي
فإذا ابتدأنا فالحديثُ مُطرَّزٌ
بشعاعِ نورٍ منكِ يملأُ أضلعي
وإذا اخْتَتَمْنا سوفَ تبقى أسطرٌ
حَرّى ، سأكتبها بحبرِ الأدمعِ
كلِماتُنا خَجْلى ببابِ خديجةٍ
وحروفنا بولائِها تمشي معي
جاءتْ لبيتِ الطُّهْرِ شامخةَ الرؤى
تُعطي الولاءَ لأهلِ بيتٍ أرفعِ
ما قيمةَ الدنيا بدونِ ولائكمْ ؟
فالكونُ لولاكمْ كسجنٍ أسْفَع
.....
متباركين بذكرى ولادة سيّدة نساء العالمين فاطِمةٌ حَبيبة المُصطفى أُم أبيها عليهم صلاة الله و سلامه ..
روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قلت لأبي جعفر الباقر (عليه السلام): جُعلت فداك يا بن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدّتك فاطمة، إذا أنا حدّثت به الشيعة فرحوا بذلك؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام): حدثني أبي عن جدّي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة تُنصب للأنبياء والرسل منابر من نور، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة، ثم يقول الله: اخطب، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها، ثم يُنصب للأوصياء منابر من نور، ويُنصب لوصيي عليّ بن أبي طالب في أوساطهم منبر، فيكون منبره أعلى من منابرهم، ثم يقول: يا عليّ أُخطب، فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها، ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور، فيكون لابنيّ وسبطيّ وريحانتي أيام حياتي منبر من نور، ثم يقال لهما اخطبا، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلها!
ثم ينادي المنادي - وهو جبرائيل (عليه السلام) -: أين فاطمة بنت محمد؟.
... فتقوم (عليها السلام).
إلى أن قال: فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟
فيقول محمد وعليّ والحسن والحسين (عليهم السلام): لله الواحد القهّار.
فيقول الله تعالى: يا أهل الجمع إنّي قد جعلتُ الكرم لمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين!
يا أهل الجمع، طأطئوا الرؤوس، وغضّوا الأبصار، فإنّ هذه فاطمة تسير إلى الجنّة، فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنّة، مدّبحة الجنين، خطامها من اللؤلؤ الرطب، عليها رحل من المرجان، فتُناخ بين يديها، فتركبها، فيبعث الله مائة ألف ملك ليسيروا عن يمينها، ويبعث إليها مائة ألف ملك ليسيروا عن يسارها، ويبعث إليها مائة ألف ملك، يحملونها على أجنحتهم، حتّى يصيّروها على باب الجنّة، فإذا صارت عند باب الجنّة تلتفت، فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرتُ بك إلى جنّتي؟
فتقول: يا ربّ أحببتُ أن يُعرف قدري في مثل هذا اليوم!
فيقول الله: يا بنت حبيبي! ارجعي فانظري مَن كان في قلبه حبّ لكِ أو لأحد من ذريّتك، خُذي بيده فأدخليه الجنّة!
قال أبو جعفر (عليه السلام): والله يا جابر، إنّها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبّيها، كما يلتقط الطير الحب الجيّد من الحبّ الرديء، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنّة، يُلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا يقول الله تعالى: يا أحبائي ما التفاتكم، وقد شفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟
فيقولون: يا رب أحببنا أن يُعرف قدرنا في مثل هذا اليوم؟!
فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا: مَن أحبّكم لحبّ فاطمة.
انظروا: مَن أطعمكم لحب فاطمة.
انظروا: مَن كساكم لحب فاطمة.
انظروا: مَن سقاكم شربة في حب فاطمة.
انظروا: مَن ردّ عنكم غيبة في حب فاطمة.
فخذوا بيده، وأدخلوه الجنّة...(1).
__________________
(1) بحار الأنوار ، ج 8 ، ص 51، تفسير فرات بن إبراهيم ، ص 113.