توأمها...
ألا فَتَكلّمت وَهْيَ جنينُ
حكت ، فزدادَ لللُغةِ المقامُ
خديجةُ حينَها وضَعت بِتوأم
فَتَوأمُ فاطمٍ وُلِد الكلامُ
فكانَ لها أخُ الدينِ رضاعاً
شقيقُ بلاغةٍ وردٌ وئـامُ
فَتَنمو والكلامُ نمىٰ بليغا
وَ في كَلِماتِهِ اشتدّت قوامُ
وَ تُرضِعُهُ الفصاحةَ في البيانِ
بِـهيكَلِـهِ الحروفُ نمت عِظامُ
فَمُ الزهراءِ بيتُ المفرداتِ
بِمهدِ لِسانِها النطقُ ينامُ
و لمّا قد حوى حُلُمَ البلوغِ
و شبَّ بِـهِ حلالٌ والحرامُ
هنا فاستخدَمَتهُ الى الصلاةِ
هنا بَدَأَ الكلامُ لَهُ وسامُ
كلامٌ حينَ يعرَجُ في دعاها
لَـهُ أهلُ السما جمعا لقاموا
و حينَ يُجالِسُ الاشياخَ نطقاً
يَجلُّ بِـهِ العشائرُ والعظامُ
فلا تستغرِبَ القولَ تمعّن
و خيرُ القولِ من فيه التحامُ
فَأحيانا نرى طفلا صغيرا
فصيحَ النطقِ يمدَحُهُ الكرامُ
فما بالُكَ في شأنِ جنينٍ
بِـبَطنِ الأمِّ يخدُمُها الكلامُ
بصيرةُ عقلِها تَرَكت شقاقا
على أفُقٍ وَ ما حصل التئامُ
كما رمحٌ مِن الضوءِ يشُقُّ
الدجىٰ صبحا وَ يُختَرَقُ الظلامُ
أما رَأَتِ البصائرُ غزوَ شمسٍ
بِرمحِ شعاعِها انخَذَلَت لِـئـامُ
أما رَأتِ المئـاذِنُ برقَ صوتٍ
بِمسجِدِ ربِّها النطقُ حسامُ
هِيَ الزهراءُ قد خَطَبت فَهزّت
خليفَتَهم و بانَ بِـهِ الحُطامُ
و قد أذِنت و خاضَ بهم أخوها
كلامٌ فـاطـمـيٌ مُـسـتـقـامُ
بقوَّةِ نُطقِها خَطَبت بِحدٍ
الى أنَّ لها ابتَسَمَ الامامُ
فذاكَ وليُّها الصديقُ حقا
و أشرفُ كلِّ من صلَّوا و صاموا
ففاطِمُ ربّتِ الكلماتَ جيلا
لِيُنصَرَ في عَـزيمَتِـهِ الهمامُ
هما روحٌ وفي جَسَدَينِ عاشا
صلاةً يَـتَـزوّجَـهـا الصيامُ
وَ نعمَ زكـيّـةٍ أُمُّ أبـيـهـا
من اللهِ لها نَزَلَ الوسامُ
اذا رَضَتِ الإلـهُ رَضى بِحُكمٍ
وَ إن رامت لَتُنجِزُ ما يُرامُ
لماذا المستَحبُّ رَقىٰ ثواباً
رَقىٰ مِن واجِبٍ فيهِ التِزامُ
كرامَةُ فاطمٍ ، قالت سلاماً
لِهذا استُحبِبَ اليومَ السلامُ
سیّد نبیل الموسوي