مساكم الله بالخير درر درات
ما لا تعرفه عن قصة قصيدة
ياليت الليالي كلها سود
هذه القصيدة للشاعر والكاتب أنور بن حمدان الزعابي، أمَّا عن قصة قصيدة “ليت الليالي كلها سود” لهذه القصيدة قصة مؤثرة فيحكى أنّ رجلاً من رجال البادية تزوج من إبنة عمه فأنجبت له الذكور فكان عددهم تسعة ولكن في الحمل الأخير أنجبت له بنت، فلما عرف بالبنت شعر بالإهانة والحزن بقي وجهه مسودًا، فقال وهو غاضبٌ: “يا ليلي الأسود”، فهجر زوجته وأصبح ينظر إلى ابنته نظرت تشاؤم وحزن وأيضاً ينظر إلى زوجته كأنّها هي التي قدرت جنسها ووضعتها في بطنها.
فمرّت السنين والأيام والشهور وكبر هذا الرجل وأصبح ضعيفًا غير قادر على خدمة نفسه، وأيضاً فقد بصره وأصيب بالعمى، فقد تزوج أبناه التسعة فانشغلوا في حياتهم وأبناءهم ونسوا أباهم الضرير الذي علمهم وكبرهم وزوجهم، وبالنسبة إلى ابنته فهي تزوجت أيضاً ولكنّها عندما سمعت ماذا حصل لأبيها سارعت للذهاب إليه لمساعدة ومعاونته، فعندما وصلت إليه بدأت تغسل له ملابسه وتنظف بيته وتحضر له بعضًا من الطعام، وهنا أحس وشعر بالراحة التي لم يشعر بها من قبل، وعندما اقتربت منه لكي تعطيه بعض من الدواء، فسألها من أنتِ يا ابنة الكرام والجود؟، فردت عليه: والدموع تنزل من عينها وقالت بنبرة حزينه “أنا ليلك الأسود يا أبي. وهنا عرف أنّها ابنته فانفجر باكيًا ونادمًا ومعتذرًا على ما فعله وقال لها: يا بنيتي سامحيني على ما فعلت بكِ؟، يا ليت! كل الليالي سود.
فقال قصيدةً ذاتُ معانٍ مؤثرة ومبكية تحمل في طياتها الأسف والندم:
ليت الليالي كلها سود
دام الهنا بسود الليالي
لو الزمان بعمري يعود
لا أحبها أول وتالي
ماغيرها يبرني ويعود
ينشد عن سواتي وحالي
والا أبد ما عني منشود
لولاها وأعزي لحالي
تسعه رجالٍ كِنهُم فهود
محدٍ تعنى لي وجا لي
كن الغلا والبِر مفقود
كلٍ غدا بدنياه سالي
ما غير ريح المسك والعود
بنتي بكل يومٍ قبالي
ما شفت منها نقص ومنقود
تسوى قدر عشرة رجال
يا رب يا مالك يا معبود
تقسم لها الرزق الحلالِِ
وسلامتكم يادرريين
صرت بسبايب ليلي محسود
أثرى الهنا بسود الليالي