مهمة هيرا تستهدف تجنب اصطدام الكويكبات بالأرض
تعتزم البعثة الفضائية الأوروبية "هيرا" فحص الكويكبين ديديموس وديمورفوس في عام 2026، لبحث إمكانية حرف مسار كويكبات قد تصطدم بالأرض.
ومن المقرر أن تصطدم المركبة "دارت" التابعة لوكالة ناسا الأمريكية في عام 2022 مع ثاني وأصغر هذين الجسمين السماويين، ديمورفوس، لمعرفة ما إذا كان ممكنا الاعتماد على هذا النوع من الاصطدام في المستقبل لحرف مسار كويكب بعيدا عن كوكب الأرض.
وتعد هيرا بمثابة مهمة دفاعية، تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، عن كوكب الأرض، بالتعاون مع وكالة ناسا الأمريكية، وتهدف إلى التحقق مما إذا كان من الممكن حرف مسار كويكبات قد تصطدم بالأرض من خلال التأثير الموجه والمبرمج لقذيفة فضائية.
ومن المقرر إطلاق هيرا في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ومواجهتها مع الكويكبات ستحدث في ديسمبر/ كانون الأول 2026.
ي
وتشرح الوكالة الأوروبية مهمة هيرا من خلال فيديو تعليمي للأطفال والكبار بعنوان "المغامرات المذهلة لمهمة هيرا، محققنا الخاص بالكويكبات". وتشير خلاله إلى أنها مكونة من مركبة فضائية مزودة بقمرين صناعيين صغيرين بحجم حقيبة السفر؛ وميلاني وهو جهاز لفك تشفير الصخور؛ ويوفنتس وهو جهاز الرؤية الرادارية.
ويتطلب الدفاع عن كوكب الأرض تعاونا عالميا، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية، التي أوضحت أن هيرا ستلتقي بالكويكبين في عام 2026، وفي ذلك الوقت ستكون مركبة الفضاء "دارت" التابعة لناسا قد أصابت بالفعل أصغرهما "ديمورفوس".
ومن المتوقع أن ينتج عن اصطدام "دارت" بديمورفوس "دفعة كونية" من المفترض أن تغير مسار هذا الكويكب قليلا؛ هذا، في الوقت الحالي، من الناحية النظرية فقط؛ وستكون مهمة هيرا مسؤولة عن معرفة ما إذا كان قد تحقق هذا الهدف وما هي النتائج اللاحقة.
حدث جديد
ستفحص هيرا وأقمارها الصناعية الصغيرة بعناية الحفرة التي ستخلفها "دارت"، بالإضافة إلى سطح الكويكبات وما بداخلها. وسيساعد اصطدام "دارت" والبيانات التي ستجمعها هيرا العلماء على فهم إمكانية استخدام تقنية "الدفع الكوني" في المستقبل لحرف مسار كويكب قبل اصطدامه مع الأرض، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية.
وأوضحت مجموعة الخدمات الرقمية الفرنسية "أتوس" لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" أن "هيرا لم يسبق لها مثيل في أهدافها العلمية والتقنية وستضع أسس القدرة على حماية الكوكب. هدفها هو تحديد ما إذا كانت مناورة تغيير مسار كويكب في اتجاه تصادمي مع الأرض استراتيجية مناسبة لمنع تهديد حقيقي".
وسيقوم فريق من علماء وخبراء "أتوس" التي تتخذ من رومانيا مقرا لها باختبار أنظمة إدارة البيانات على متن المسبار الفضائي أثناء إجراءات التجميع ومراحل التكامل والتحقق، وسيدعم تطوير برمجيات الطيران وجوانب تكنولوجية أخرى لمهمة وكالة الفضاء الأوروبية.
وقال رئيس وكالة الفضاء الرومانية، ماريوس إيوان بيسو، "من خلال هذه الرحلة الاستكشافية إلى نظام ثنائي من الكويكبات، بالإضافة إلى التغيير التجريبي لمسار أحدهما ومراقبة النتيجة، سيمثل استكشاف الفضاء حدثا جديدا في تاريخ البشرية".
وأوضح مدير الفضاء وإلكترونيات الطيران، (أتوس) رومانيا، كاتالين دوميترو، لـ (إفي) أن "ناسا ستقوم أولا بتنفيذ اصطدام بين مركبتها الفضائية دارت مع الكويكب الأصغر، قبل أن تقوم مركبة الفضاء هيرا برسم خريطة للحفرة الناجمة عن الاصطدام وقياس كتلة الكويكب".
وأشار إلى أن هيرا ستحمل اثنين من الأقمار الصناعية "الذين سيكونان قادرين على الطيران بالقرب من سطح الكويكب، وإجراء دراسات وملاحظات علمية حاسمة، لتقييم انحراف الكويكب كأسلوب دفاع عن كوكب (الأرض)".
ويقول دوميترو "في الوقت نفسه، ستختبر مركبة الفضاء هيرا تقنيات جديدة، مثل القيادة الذاتية حول الكويكب -مثل السيارات ذاتية القيادة على الأرض- وجمع بيانات علمية ستساعد العلماء والمخططين للمهمات المستقبلية لفهم التراكيب وتكوينات الكويكبات بشكل أفضل".
وسيتم تجهيز هذا المسبار بجهاز قياس الارتفاعات بالليزر وكاميرا حرارية لإجراء قياسات وملاحظات.
اصطدام على بعد 10 ملايين كيلومتر
ويوضح دوميترو أن نظام الكويكبات الثنائي المسمى ديديموس هو واحد من آلاف تشكل خطرا على كوكب الأرض، وأنه "حتى أصغرها سيكون كبيرا بما يكفي لتدمير مدينة بأكملها إذا اصطدم بالأرض".
ويقول رئيس وحدة أعمال الفضاء بـ (أتوس) رومانيا، فالنتين موليفين، "ستساعد "هيرا" وكالة الفضاء الأوروبية في معرفة ما إذا كان ممكنا تغيير مسار مثل هذا الكويكب إذا ما كان في مسار تصادمي مع الأرض، في مهمة ستحدث ثورة في فهمنا للكويكبات وكيفية حماية أنفسنا منها، وهو ما قد يكون له دور حيوي في إنقاذ الكوكب".
ويعد نظام الكويكبات الثنائي، المكون من كويكب رئيسي بحجم جبل Didymos، ويدور حوله كويكب أصغرDidymorph بحجم مماثل لهرم الجيزة الأكبر، نوعا من الأجسام الكونية غير المفهومة بشكل جيد والتي تشكل حوالي 15% من الكويكبات المعروفة.
وستتابع المراصد الأرضية الأحداث من مسافة لا تقل عن 10 ملايين كيلومتر لقياس مدار ديديمون المتغير وحساب التغيير في سرعته المدارية بهامش خطأ بنسبة 10%، لكن التحقق النهائي من انجراف الكويكب بسبب اصطدام "دارت" سيعتمد على الملاحظات والقياسات لكتلة ديديمون وشكل فوهة الاصطدام والبيانات الأخرى التي ستجمع من سطح الكويكب، والتي سيتم الحصول عليها بواسطة مسبار هيرا والقمرين الصناعيين