ويل لمن سن ظلمها وآذاها
وأتت فــاطم تطـالب بــالإرث
من المصطفى فمـا ورثـاها
ليت شعري لم خولفت سنن القـرآن
فيــها والله قــد أبـداهـا
رضـي النـاس إذ تلوهـا بمالم
يرض فيها النبـي حـين تـلاها
نسـخت آيـة المـواريث مـنها
أم همـا بـعد فرضهـا بـدّلاها ؟
أم تـرى آيـة المـودّة لــم تأت
بودّ الـزهراء فـي قـرباها ؟
ثـمّ قالا أبـوك جـاء بهـــذا
حجـّة مـن عنـادهم نصـباها
قـال لـلأنبيـاء حـكم بـأن
لايـورثوا فـي القديـم وانتهزاها
أفبنت النبـي لـم تـدر إن كـان
نبـي الهــدى بذلـك فـاها
بضـعة مـن محـمّد خالفـت ما
قـال حاشـا مـولاتنا حاشـاها !!
سـمـعته يقــول ذاك وجاءت
تطـلب الإرث ضلـّة وسفـاها
هـي كـانت لله أتقى وكـانت
أفضـل الخـلق عفـّة ونـزاها
أو تقول النبـي قـد خالف القرآن!
ويح الأخـبار مـمّن رواهـا
سل بإبطال قـولهم سورة النمــل
وسل مـريم الّتي قبل طاها
فهما ينبئان عــن إرث يحيـى
وسـليمان مــن أراد انتباهـا
فدعت واشتكت إلى الله مـن ذاك
وفـاضـت بدمعهـا مقلتاها
ثـمّ قالت فـنحلة لـي مـن والـدي
المـصطفى فلم ينحلاهـا
فـأقامت بـها شـهوداً فقالـوا
بعلها شـاهد لـهـا وابنـاهـا
لم يجيزوا شهادة ابني رسول الله
هـادي الأنـام إذ ناصباها
لم يكـن صـادقاً علـي ولافـاطمـة
عـندهــم ولا ولـداها !!
كــان أتقـى لله مــنهم عـتيق!
قــبح القائل الــمحال وشـاها
جرعــاها من بعد والـدها الغيــظ
مــراراً فبئس ما جرعـاها
أهــل بيت لم يعرفوا سنن الجـور
التباســاً عليـهم واشـتباهـا !
ليت شعري ما كان ضرّهما الحفـظ
لعهد النبي لـو حفظـاهــا
كـان إكـرام خـاتم الـرسل الهادي
البشير النـذير لـو أكـرماها
إنّ فــعل الجمـيل لــم يـأتياه
وحـسان الأخـلاق مـا اعتمداها
ولـو ابتيـع ذاك بالثمــن الغـالتي
لمـا ضـاع فـي اتّباع هواها
ولكــان الـجميل أن يقطـعاها
فــدكاً لا الـجميل أن يقطـعاها !
أترى المسلمـين كانـوا يلومـونهما
فـي العطاء لـو أعطياها؟
كان تحت الخضـراء بنت نـبي
صـادق ناطـق أمـين سـواها
بنت من!امّ مـن!حليلة مـن!ويــل
لمـن سـنّ ظلمـها وأذاهـا
ذاك ينبيك عـن حـقود صـدور
فاعتبرها بالفكـر حيـن تـراهـا
قل لنا ايّهـا المـجادل فـي القول
عن الغاصـبين إذ غصبـاهـا
أهمـا مـا تعمـّداها كــما قلــت
بظلـم كـلاّ ولا اهتضماهـا
فلمـاذا إذ جهــّزت للقـاء الله
عـند الممات لـم يحضراهـا ؟
شـيّعت نعشها ملائـكة الـرحــمـن
رفقاً بهـا ومــا شيّعاهـا
كـان زهداً فـي أجرها أم عناداً
لأبيـها النبــــي لـم يتبعاهـا ؟
أم لأنّ البتـول أوصـت بأن لا
يشـهدا دفنهـا فــما شـهداهـا !؟
أم أبوهـا أســرّ ذاك إليــها
فاطـاعت بـنت النبـي أبـاهـا ؟
كـيف ماشئت قل كفاك فـهذي
فرية قد بـلغت أقـصى مـداهـا
أغضباها وأغضبا عـند ذاك الله
ربّ السمـاء إذ أغضبـاهـا
وكـذا أخـبر النـبـي بأن الله
يـرضى سبحـانه لرضـاها
لا نـبـي الهـدى اطـيع ولافاطمة
اكـرمت ولاحسنـاهـا
وحـقوق الوصـي ضيّع مـنها
مـاتسامى فــي فضـله وتناها !
من القصيدة الهائية لشريف مكة