قصة أغنية مرينه بيكم حمد :
كان الشاعر مظفر النواب مسافراً في قطار الدرجة الثالثة وتجلس أمامه امرأة أربعينية جميلة الملامح متعبة جافى عيونها النوم رغم مشقة وطول الطريق فتحدث معها وحكت له قصتها.
والقطار يمر بقرية أم الشامات نحو الجنوب ببطئ دون ان يتوقف فيها.
كانت لها علاقة حب بابن عمها اشتهر أمرها بين الناس وبما أن العادات والتقاليد لا تسمح بزواج من ينتشر أمره كان عليها الهرب الى بغداد والمرور بين فترة وأخرى بأم الشامات حيث منزل حبيبها فتعود لها الذكريات:
مرينة بيكم حمد واحنا بقطار الليل
وأسمعنا دگ گهوة وشمينة ريحة هيل..
وتنتقل الصورة الشعرية فتطلب المرأة من القطار ان يبطئ بحجة الا يوقض طائر (الگطة) النائم تحت السنابل الذهبية لكنها تريد أن تبقى أطول فترة ممكنة بجوار حبيبها فتخاطب القطار قائلة:
يا ريل صيح بقهر صيحة عشگ يا ريل
هودر هواهم ولَك حدر السنابل گطة
كتبت القصيدة في ١٩٥٦ وأكملها في ١٩٥٨.
نبذة عن الشاعر :
عُرف عن الشاعر مظفر النواب انه ينتمي باصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الامام موسى الكاظم.
وهي أسرة ثرية مهتمة بالفن والأدب ولكن والده تعرض إلى هزة مالية أفقدته ثروته.
خلال ترحال أحد اجداده في الهند ، أصبح حاكماً لإحدى الولايات فيها.. قاوم الإنكليز لدى احتلالهم للهند فنفي افراد العائلة، خارج الهند فاختاروا العراق، وفي بغداد ولد عام1934، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد
حكمت عليه المحكمة العسكرية العراقية بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد.
وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان القريب من الحدود السعودية -العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن (الحلة ) الواقع جنوب بغداد.
هروبه من السجن:
هرب من السجن حيث حفر مظفر النواب مع مجموعة من السجناء نفقا للخروج من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد الهروب المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد ، وظل مختفياً فيها ثم سافر إلى جنوب العراق وسكن (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر بيان العفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية فشغل منصب مدرس في إحدى المدارس.
ثم غادر بغداد إلى بيروت في البداية، وبعدها أنتقل إلى دمشق ، وظل يسافر بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر بهِ المقام أخيراً في دمشق .