يقوم الطبيب بعد إجراء عملية جراحية، أو بعد تعرض الجرح للتمزق وذلك باستخدام الأسلوب الأكثر ملاءمة. وعندما يتماثل الجرح للشفاء فإن من الطبيعي وجود بعض الاحمرار والتورم في منطقة الجرح، كما يبدو الجرح متسمكاً قليلاً وقاسياً. وبغض النظر عن الطريقة المستعملة في إغلاق الجرح، ينبغي أن يُعامَل الجرح أو التمزق بلطف. إن معظم الجروح، باستثناء تلك التي تُغلق بواسطة الغراء، يجب أن تبقى جافة لمدة سبعة إلى عشر أيام حتى نزع الخيوط أو المشابك. وينبغي أن تُجفف على الفور إذا ما تعرضت للبلل عن طريق الخطأ. يجب غسل الأيدي بشكل كامل والطلب من الآخرين الذين على تماس مع الجرح أن يفعلوا الشيء نفسه، وذلك لحماية الجرح من التعرض للعدوى. ربما يستغرق الجرح بضعة أسابيع أو أشهر ريثما يصل إلى مظهره النهائي.
المقدمة

بعد إجراء شقوق جراحية أو بعد حدوث تمزقات يمكن أن تُغْلَق الجروح أو الشقوق بعدة طرق.

إذا لم تتم العناية بالجروح فقد تتعرض للعدوى، مما قد يؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرة أحياناً. إذ تصاب الشقوق الجراحية عند ملايين الأشخاص بالعدوى، ويموت منهم الكثيرون.

يستعرض هذا البرنامج التعليمي الطرق المختلفة لإغلاق الجروح أو الشقوق الجراحية وكيفيَّة العناية بها خلال اندماله.


عملية الاندمال

بعد إجراء شق جراحي أو بعد حدوث تمزق لدى المريض، يغلق الطبيب الجرح متبعاً أفضل الطرق المناسبة.

بعد إغلاق أيِّ جرح في الجلد، تتجه خلايا خاصة من الدم إلى المنطقة لمكافحة العدوى المحتملة. تؤدي هذه الخلايا إلى نموِّ نسيج جديد ويتشكل جسر جلدي يغلق الشقّ الجراحي.

وأثناء اندمال الجرح يحدث قدر ضئيل من الاحمرار والتورم بشكل طبيعي في المنطقة الجلدية للجرح. وعند جَسّ المنطقة تُلاحَظ سماكة وقساوة بسيطة في منطقة الشق الجراحي. ومع مرور الوقت تخف السماكة وتلين القساوة في منطقة الجرح.

وقد تمر عدة أسابيع أو عدة أشهر قبل أن يأخذ الشق الجراحي مظهره النهائي. وينبغي على المريض أن يحرص على تغطية الشق الجراحي عن التعرض للشمس طيلة تلك الفترة. إذ يكون الجلد الحديث التكوُّن حساساً جداً، ويمكن أن يتعرض للحرق بأشعة الشمس بسهولة، مما يؤدي إلى تشكل ندبة أشد سوءاً.


طرق إغلاق الجروح

يغلق الطبيب الجراح الكثير من الجروح بواسطة غرزات يجريها على أعماق مختلفة من الجرح. ويجري الطبيب الغرزة بخياطة حافتي الجرح معاً مستخدماً خيوطاَ خاصّة.

قد يكون الخيط الذي يُستخدم في الغرزات قابلاً للامتصاص، وقد يكون غير قابل للامتصاص. فإذا كان الخيط من النوع الذي يتفكك ويمتصه الجسم، نقول إنه قابل للامتصاص. وإذا كانت الغرزات غير القابلة للامتصاص عميقة فإنها لا تُستَخْرَج من الجسم.

يستخدم كثير من الجراحين مشابك من الأسلاك المعدنية لإغلاق الشقوق الجراحية.

وقد يغلق الجراحون الشق الجراحي للجلد باستخدام غرزات قابلة للامتصاص يخيطونها تحت الجلد تماماً فيتعذر رؤيتها. كما قد يستخدم الجراحون مع الغرزات القابلة للامتصاص شرائط لصق خاصة للحفاظ على التقارب بين حافتي الشق الجراحي.

ويغلب أن يغلق الجراحون الشقوق الجراحية بغرزات غير قابلة للامتصاص يخيطونها تقع تحت الجلد. وفي هذه الحالة يدخل الخيط غير القابل للامتصاص من أحد حافتي الجرح ويخرج من الحافة الثانية؛ وهكذا يمكن إزالة الغرزات بعد سبعة إلى عشرة أيام. كما يمكن استخدام شرائط لصاقة خاصة مع هذه الطريقة.

وقد يغلق الجراح الشقَّ الجراحي أحياناً بواسطة الصمغ الجلدي. وهو مادة تشبه المعجون يميل لونها إلى الزرقة يمدُّها الطبيب فوق الشقِّ.

والطبيب هو الذي يقرر الطريقة الأفضل لإغلاق كل شق جراحي على حدة.


العناية بالجروح

ويجب أن يتعامل الطبيب الجراح مع الشق الجراحي أو التمزق بلطف، بصرف النظر عن طريقة إغلاقه. إذ يجب أن لا يعمد الطبيب الجراحي لمطّ الشق الجراحي أو لفركه بخشونة، أو تبعيد حوافه.

عندما يغادر المريض المشفى قد يكون الشق الجراحي لديه مغطى بغطاء واقٍ يدعى الضماد. ويتألف الضماد عادة من الشاش وفوقه شريط لاصق لتثبيته.

ويجب المحافظة على جفاف الشقوق الجراحية، ما عدا الجروح التي تغلق بواسطة الصمغ الجلدي، لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام، الى أن تتم إزالة المشابك السلكية أو الخيوط. ويجب تجفيفها فوراً إذا ماتعرضت للابتلال من غير قصد.

إن الشقوق الجراحية التي يغلقها الطبيب الجراح بواسطة الصمغ الجلدي يمكن أن تترك دون غطاء، وأن تتعرض للابتلال أثناء الاستحمام. لذا فإن تجفيف منطقة الشق الجراحي بالكامل بعد ذلك أمر بالغ الأهمية.

وبعد عشرة إلى أربعة عشر يوماً من استخدام الصمغ الجلدي يصبح الصمغ الجلدي لَيِّناً ويتحول إلى قشور. وعندها يسمح للمريض بحكِّه وتقشيره عن الجلد.

أما المشابك السلكية والخيوط غير القابلة للامتصاص فينبغي أن تزال بعد مرور سبعة إلى عشرة أيام على إغلاق الجرح. ولا تسبب إزالة المشابك السلكية والخيوط غير القابلة للامتصاص عادة أي ألم.

وفي كل الأحوال فإن الطبيب الجراح يخبر مريضه في ما إذا كان من الضروري تغطية الشق الجراحي، كما يخبره بالزمن اللازم لتغطيته.

حين تُستخدَم الشرائط اللاصقة المعقمة لتقريب حواف الشقوق الجراحية، ولا تكون الغرزات ظاهرة على الجلد، يجب أن يبقى الجرح جافاً من أربعة إلى خمسة أيام. ويُمكن أن تكون الفترة اللازمة أكثر من ذلك أو أقل.

ومع مرور الوقت، تتلين الشرائط اللاصقة المعقمة وتتجعد، وعندها تصبح إزالتها ممكنة. إذ يجب أن لا تبقى هذه الشرائط أكثر من أسبوعين.

وقد يسمح الطبيب الجراح لمريضه باستخدام شريط لاصق خاص، لتغطية الشق الجراحي أثناء الاستحمام. ويجب نزع هذا الشريط بعد الحمَّام وتجفيف الجرح بشكل شامل إذا وصل إليه الماء.


أسئلة

فيما يلي بعض الأسئلة التي قد يرغب المريض في توجيهها إلى الطبيب حول الشقوق الجراحية أو التمزقات:

  • ما هي الطريقة التي اتُّبعها الطبيب لإغلاق الشق الجراحي؟
  • هل ينبغي على المريض العودة لرؤية الطبيب مرة ثانية لنزع الغرزات أو المشابك السلكية؟



  • كم من الوقت يجب أن يبقى الشق الجراحي مُغطّى؟
  • هل يجب أن يبقى الجرح جافاً؟ إذا كان نعم، فكم من الوقت؟



  • إذا كان على المريض أن يعود لمراجعة الطبيب فمتى يجب أن يعود؟
  • هل هناك أي علامات أو أعراض خاصة يمبغي على المريض الانتباه إليها؟


ما الذي يجب الانتباه إليه

من الطبيعي أن تصبح منطقة الجرح متورمة ومحمرة خلال الأسبوع أو الأسبوعين الأولين من عملية الاندمال.

ولكن يجب على المريض الاتصال بالطبيب في حالات:


  • الحمى
  • خروج سوائل من الجرح
  • ظهور كدمة شديدة حول الجرح
  • الألم الشديد التلقائي والذي يثار باللمس.


العناية الجيدة بالصحة العامة

إن العناية الجيدة بالصحة يمكن أن تقي من إصابة الشق الجراحي بالعدوى. ومن النصائح العامة في هذا المجال:

  1. ينبغي على المريض أن يغسل يديه جيداً إذا لمس أي شيء غير نظيف. وغسل اليدين هام بشكل خاص بعد الخروج من المرحاض.



  1. ينبغي على المريض أن يطلب من كل من يقترب لملامسته أن يغسل يديه أولاً.



  1. ينبغي على المريض أن يقلع التدخين إذا كان مدخناً. فالتدخين يبطئ عملية الاندمال.



  1. ينبغي على المريض أن يطلب ممن يرغب بزيارته أن يؤجل زيارته إذا كان يعاني من المرض أو مصاب بعدوى، وينتظر حتى تتحسن صحته، إن أمكن.



  1. ينبغي على المريض أن يطلب المساعدة لإعادة تثبيت ضماد جرحه أو غطائه إذا أصبح رخواً.


خلاصة

بفضل تقدم الطب، تتوفر اليوم عدة طرق لإغلاق الشقوق الجراحية والتمزقات بشكل يساعد على الإسراع في الاندمال ويساعد على تشكل ندبة أقل ظهوراً.

يمكن أن يصاب الجرح بالعدوى إذا أهمل المريض العناية به. أما إذا تقيدت المريض بتعليمات الطبيب مع اتّباع قواعد نظافة الجسم فإن المضاعفات، مثل التلوث والعدوى، تصبح نادرة جداً.

ينبغي على المريض أن يطلب من طبيبه أن يعطيه تعليمات محددة تتعلق بالعناية بالشق الجراحي أو بالتمزق الحاصل لديه. كما ينبغي عليه أن لا يتردد في الاتصال بالطبيب أو بالممرضة إذا كانت لديه أي استفسارات أو إذا لاحظ علامات لإصابة الشق الجراحي بالعدوى




العربيه