إن دَوَالي الأوردة هي أوردةٌ متضخمة تنتفخ وتظهر فوق سطح الجلد. وقد يكون لون الأوردة أرجوانياً أو أزرق داكناً، وهي مُنفتلةً ومنتفخة. تظهر دوالي الأوردة عادة على ربلة الساق أو داخل الساق، وتتطور هذه الدوالي عندما تتوقف الصمامات التي تسمح للدم أن يجري باتجاه القلب عن العمل بشكل صحيح، وبالنتيجة يَركد الدم في الأوردة ويسبب ضخامتها.
تظهر دوالي الأوردة عند نصف الناس الذين يتجاوزون خمسين عاماً.وهي أكثر انتشاراً عند النساء. وتشكل البواسير نوعاً من دوالي الأوردة، أما الأوردة العنكبوتية فتشبه الأوردة المتوسعة، لكنها تكون أصغر حجماً.
إن التمارين الرياضية وتخفيف الوزن ورفع الرجلين عند الراحة وعدم مصالبتهما عند الجلوس أمور مفيدة من أجل عدم تفاقم حالة دوالي الأوردة. كما أن ارتداء الثياب الفضفاضة وتجنب الوقوف الطويل قد يكون مفيداً أيضاً. إذا كانت دوالي الأوردة تسبب الألم أو إذا كان شكلها مزعجاً فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالتها.
مقدمة
إن الإصابة بالدّوالي كثيرة الحدوث عند الرجال والنساء.
يُمكن أن تكون الدّوالي مؤلمة، ويُمكن أن يكون شكلها قبيحاً.
يستخدم أطباء الأوعية الدموية طريقة التَّصوير بالأمواج فوق الصوتية من خارج الجسم للكشف عن مَصدَر الدّوالي. ومن المهم أن يتم تقييم حالة الأوردة التي لا تظهر على سطح الجلد.
كثيراً ما يحدث قُصور في عمل أحد الأوردة العميقة في الجسم، ويُدعى الوَريد الصَّافِن، مما يُسبب انتفاخ الأوردة والإحساس بالألم. ولا بد من معالجة وضع هذا الوريد في هذه الحالة.
بعد إجراء التصوير بالأمواج فوق الصَّوتية يُمكن أن يقترح الطبيب طريقة معالجة الدّوالي وتصحيح الأسباب التي أدت إلى ظهورها.
إذا نصح الطبيب مريضه بإجراء عملية جراحية فإن المريض نقسه هو صاحب القرار في إجرائها أو عدم إجرائها.
ويقدم هذا البرنامج المعلومات حول فوائد ومخاطر الطرق المستخدمة حالياً لمعالجة الدّوالي.
لمحة تشريحية
يقوم القلب بضَخِّ الدم المُشبع بالأوكسجين في شريان كبير هو الشريان الأبهر.
يتفرع الشريان الأبهر إلى شريانين رئيسين يتفرعان بدورهما إلى شرايين أصغر حجماً تنقل الدم إلى مختلف أنحاء الجسم.
وبعد نقل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة يعود الدم إلى القلب عن طريق الأوردة.
وخلافاً لما نراه في الشرايين، تعتمد الأوردة على صمامات تسمح بحركة الدم في اتجاه واحد من أجل المحافظة على استمرار حركته نحو الأعلى.
تُساعد عضلات الساقين في دفع الدم عبر الأوردة. وتُقفل الصمامات فتمنع الدم من الرجوع نحو القدمين.
أسباب الدوالي وأعراضها
عندما تعجز الصمامات في الأوردة عن الإقفال الصحيح فمن الممكن أن يجري الدم في الاتجاه المعاكس.
يُؤدي ذلك إلى زيادة الضّغط في الأوردة فتنتفخ وتتورم مع الوقت. وهذا ما يطلق عليه اسم "الدّوالي".
ويمكن أيضاً أن يُؤدي الضغط الزائد في الأوردة إلى ظهور بعض الأعراض، مثل: تَوَرُّم الكاحلين أو الساقين، والألم الشديد، والشكوى من تعب الساقين. كما أن استمرار الدّوالي لفترة طويلة يُمكن أن يُسبب ظهور تبدلات في الجلد وتشكل القروح والتهاب الوريد.
وبسبب عدم تدفُّق الدم بصورة فعالة يمكن أن تتشكل جَلطات في الأوردة مسببة كتلاً صلبة وألماً شديداً. يُعرف هذا باسم التهاب الوريد السطحي. لكن هذا النوع من الجلطات لا يُقلق الأطباء كثيراً لأنها لا تنتقل إلى القلب أو الرئتين أو الدماغ.
يُمكن أن تَحدث الدّوالي دون أن تُسبب ألماً أو تورماً، وليس من الضروري معالجتها في هذه الحالة. أما إذا تفاقم وضعها واصبح مزعجاً فإنها تُعتبر حالة طبية تستدعي العلاج وليست حالة تجميلية. وينبغي على المريض أن يتأكد من أن شركة التأمين الطبي التي يتعامل معها تغطي تكاليف المعالجة الجراحية للدّوالي.
ويمكن بسهولة ملاحظة كيف تنغلق الصمامات في الوريد لمنع الدم من الرجوع.
كما يمكن ملاحظة كيف أن بعض الصمامات لا تنغلق مما يسمح للدم بالجريان نحو الخلف مُسبباً تَوَسُّع الوريد.
إن الوراثة هي السبب الأساسي لتشكل الدّوالي. كما أن الحمل والبدانة والتأثيرات الهرمونية والعوامل البيئية مثل الوقوف والجلوس لفترات طويلة، يُمكن أن تُساهم كلُّها في تَشَكُّل الدّوالي.
الوقاية من الإصابة بالدوالي
إن جميع التدابير التي تُسَهِّل تدفق الدم نحو القلب يمكن أن تكون مفيدة في إبطاء تطور الدّوالي والتقليل من مشاكل الأوردة بشكل عام.
تُفيد جوارب الضغط المتدرج في إخراج الدم من الساقين ودفعه في طريق العودة نحو الأعلى باتجاه القلب. لا يُنصح باستعمال الجوارب التي تصل إلى الركبتين فقط، ويجب أن تغطي الجوارب الفخذين أيضاً على الأقل.
إن الحركة وتجنب الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة مفيد أيضاً.
عندما لا تنجح هذه التدابير في تخفيف أعراض الدوالي يُمكن أن ينصح الطبيب مريضه بالمعالجة الطبية.
علاج الدوالي
تسمح التقنيات الجديدة بتصحيح هذه المشكلة من غير ألم في الحقيقة. كما أن التقنيات المتقدمة تسمح للاختصاصين بمعالجة الدّوالي في العيادة من دون الذهاب إلى المستشفى.
يبقى المريض مستيقظاً أثناء المعالجة فلا حاجة إلى التخدير العام أو الشوكي. ويتم إنجاز العمل كله تحت التخدير الموضعي حول الوريد. وتجري مراقبة حالة المريض والتأكد من عدم شعوره بالألم طيلة وقت العملية.
يتم استخدام الطاقة الحرارية الناتجة عن مصدر ليزري أو عن موجات شديدة القصر من أجل إيقاف جريان الدم في الوريد المصاب دون ألم. وهذا ما يُسمَّى "استئصال الوريد الصَّافِن من الداخل".
تتحسن حركة الدم كلها عندما تتم إعادة توجيه الدوران إلى الأوردة ذات الصمامات السليمة.
حالما تتم معالجة مصدر الدّوالي (الوريد الصَّافن)، يقوم الطبيب بإزالة الدّوالي واحدة بعد الأخرى. ويُدعى ذلك باسم "الإزالة الدقيقة للأوردة على الماشي"، ويقصد بعبارة على الماشي أن العملية لا تحتاج أن يمكث المريض في المستشفى.
كما يمكن إزالة الأوردة في عيادة الطبيب أيضاً وتحت التخدير الموضعي. إذ يستأصل الطبيب قطعاً صغيرة من الأوردة المتسعة من خلال فتحات صغيرة لا يتجاوز قطرها 2 مليمتر، أي أنها بحجم النمش الذي يظهر على الجلد.
تكون نتائج هذا الإجراء فورية. ويبدأ الجسم عملية الشفاء التي تنتهي دون أن تترك أي أثر على سطح الجلد.
بعد إنجاز أحد هذين الإجراءين أو كليهما، وهما استئصال الوريد الصَّافِن من الداخل و الإزالة الدقيقة للأوردة على الماشي، يوضَع رباط ضاغط للتقليل من ظهور الكدمات مكان الفتحات. ومن المُستحسن أن يمشي المريض فور انتهاء إجراء إزالة الدوالي.
بعد الإجراء
يجب أن يرتدي المريض الجوارب الضاغطة بعد إزالة الدوالي. وسيكون المريض قادراً على القيام بالنشاطات اليومية الخفيفة. وسينصحه الطبيب برفع الطرفين السفليين عند الجلوس أو الاستلقاء.
يُمكن أن يعطي الطبيب لمريضه الأدوية المضادة للالتهاب والمسكنات. وعلى المريض أن يتناول هذه الأدوية وفق تعليمات الطبيب.
وينبغي على المريض أيضاً أن يمتنع عن إجراء تمارين رياضية عنيفة لمدة أسبوع أو اثنين. كما يجب على المريض أن يتجنب السباحة والحمام الساخن مدة أسبوعين.
ويحرص الطبيب على أن يحدد للمريض موعداً لمراجعته من أجل الاطمئنان على تحسُّن حالته. وسوف يستخدم التصوير بالأشعة فوق الصوتية للتأكد من إغلاق الأوردة العميقة التي تمت معالجتها ومن عدم تَشَكُّل أي خثرات دموية في الأوردة العميقة.
المخاطر والمضاعفات
إن ظهور الكدمات أمر كثير الحدوث بعد إزالة الدوالي، لكن هذه الكدمات تزول من تلقاء نفسها بعد أسبوع أو أسبوعين. إن التقيد بتعليمات الطبيب في ما يخص ارتداء الجوارب الضاغطة يساعد المريض في تعجيل الشفاء.
يُمكن أن يحدث النزف بعد إزالة الدوالي. وفي هذه الحالة ينبغي على المريض أن يضغط على مكان النزف ثم يضع عليه ضِماداً ضاغطاً. وإذا وجد المريض أن الضماد يمتلئ بالدم سريعاً فعليه أن يتصل بالطبيب لإخباره بذلك.
من الطبيعي أن يحدث بعض الألم خاصةً في حالة استئصال الوريد الصَّافِن من الداخل. إن الأدوية المضادة للالتهاب تساعد في تخفيف هذا الألم علماً أنه ليس ألماً شديداً يستطيع منع المريض من المشي أو من ممارسة نشاطاته اليومية.
إن حدوث الالتهابات أمر نادر لكنه يبقى ممكناً. وعلى المريض أن يخبر الطبيب إذا ازداد الألم وظهر الاحمرار في أي مكان، وذلك من أجل إجراء تقييم لوضعه.
يُمكن أن يبقى عدد من الدوالي غير المستأصلة. وسوف يجري تقييم ذلك عند مراجعة الطبيب.
إن هذه الإجراءات آمنة للغاية. ومع ذلك فإن ثمة مخاطر، إذ لا توجد إجراءات خالية من المخاطر تماماً. لكن المضاعفات الخطيرة نادرة ومستبعدة تماماً. بعد حصول المريض على هذه المعلومات، يصبح قادراً على مساعدة طبيبه في الاكتشاف المبكر لهذه المشاكل إذا حدثت.
الخلاصة
إن على المرضى الذين يريدون معالجة المشاكل الوريدية لديهم استشارة جرّاح متخصص واسع التجربة والخبرة في جميع جوانب الأمراض الوريدية.
هناك اختبارات طبية تُقدم للطبيب المعلومات التي يحتاجها لمعالجة الدّوالي وتجعله يعرف أسبابها، ويحصل على نتائج فعّالة وبعيدة الأمد.
تسمح الطرق الحديثة، مثل استئصال الوريد الصَّافِن من الداخل والإزالة الدقيقة للأوردة على الماشي، بالحصول على نتيجة أقل كلفة وأكثر أماناً وأكثر جمالية.
إن فرصة تشكل الخثرات الوريدية العميقة تكون أقل عند استخدام الطريقة الحديثة مقارنةً بالطرق القديمة
وأخيراً، توفر الطريقة الحديثة قدراً أكبر من الراحة للمريض وتسمح له بالنهوض والسير مباشرة دون انقطاع كبير عن عمله والتزاماته.
العربيه